القوات المسلحة تقوم بتأمين منطقة الحدود وتمشيط المنطقة بعد حادث الإرهاب 50 ملثما شاركوا في الهجوم علي مرحلتين.. و25 دقيقة من تبادل إطلاق النار المشهد الأول صباح يبدو هادئا يطل علي ضباط وجنود نقطة كرم القواديس وهي وحدة عسكرية تتبع قيادة احد اسلحة القوات المسلحة « الدفاع الجوي « و تبعد 4 كيلومتر من شرق مدينه العريش وتطل علي طريق فرعي متفرع من قرية الخروبة التابعة لمدينة الشيخ زويد ..الضباط والجنود بالوحدة تبادلوا التهاني بمناسبة الاحتفال بالهجرة النبوية المشرفة وبداية العام الهجري الذي بعتبر من الاشهر الحرم.. يرفع احد الجنود اذان صلاة الجمعة ويؤديها الجميع وسط حراسة مجموعة اخري .. في تمام الثانية ظهرا تظهر سيارة تندفع بسرعة جنونية باتجاه النقطة وتقتحم البوابة الحديدية وتنفجر فجأه 700 كيلو جرام علي الاقل من المتفجرات وتتسبب علي الفور في استشهاد سبعة من افراد النقطة بينهم ضابط وتهدم احد مباني النقطة واشتعال النيران به وتصدع مباني اخري بنفس المكان ..ثواني ويخرج الضباط والجنود بالنقطة حاملين الاسلحة و متلهفين لإسعاف زملائهم . المشهد الثاني 50 ملثما يتمركز عدد منهم اعلي تباب مجاورة للنقطة واخرون وقفوا بجوار اشجار الزيتون التي تحيط النقطة .. وفور استهدافها بالسيارة المفخخة اطلقوا بالتزامن دفعات كثيفة من نيران اسلحتهم الثقيلة صوب الضباط والجنود الذين خرجوا مسرعين لاستكشاف حقيقة الانفجار واسعاف زملائهم المصابين وهنا يبدأ حسب شهود العيان والمصادر الامنية تبادل كثيف لاطلاق النيران استمر لمدة ربع ساعة علي الاقل ..وفجأه قررت المجموعة الارهابية التوقف التام عن اطلاق النيران وخلال الاشتباك كانت الوحدة قد اطلقت بلاغ استغاثة ومعاونه لطلب النجدة وقوات دعم اضافية. المشهد الثالث في الثانية وخمس وعشرون دقيقة تصل قوات الدعم وعلي راسها اللواء خالد توفيق رئيس شعبة عمليات الجيش الثاني وترافقه عدد من سيارات الاسعاف ..وفجاة تنفجر احد العبوات الناسفة التي تم زرعها بعرض الطريق المؤدي الي النقطة وعلي مسافة تبعد 200 متر فقط من مكان الهجوم لتلحق اضرارا بالمدرعة الاولي لقوات الدعم ومع الانفجار يظهر الارهابيون مرة ثانية بعد ان اعطوا ايحاء بهروبهم من مكان الحادث بعد تفجير السيارة والاشتباك مع القوات وتبدا تلك العناصر الملثمة مواجهات مع قوات الدعم و اطلاق قذائف الهاون والآربي جي باتجاه فريق الدعم وتصيب عددا كبيرا من الضباط والجنود مما تسبب في ارتفاع عدد الشهداء والمصابين بشكل كبير كما تؤكد المصادر . المشهد الرابع رغم دموية المشهد وعنصر المفاجأة الا ان عناصر الدعم الناجية بدأت في الاشتباك مع الارهابيين في كل الاتجاهات لمدة عشر دقائق وفي نفس الوقت يبدا جندي ببسالة في اسعاف مجموعة من زملائه المصابين محاولا وضعهم داخل مدرعة ونقلهم بعيدا عن مرمي النيران لانقاذهم الا ان الارهابيين اطلقوا من مدفع نصف بوصة قذيفة لتعطبها فورا مما ادي الي وفاة المصابين بداخلها . المشهد الخامس في الساعة الثانية والنصف تقريبا لاذ الارهابيون بالفرار عبر الدروب الصحراوية مخلفين وراءهم 30 شهيدا و 38 مصابا من الضباط والجنود وتبدأ طائرة هليوكبتر في تمشيط المنطقة لتحمي سيارات الاسعاف وقوات اخري للوصول الي النقطة العسكرية ونقل الشهداء والمصابين في جريمة بشعة هزت وجدان جميع المصريين وابناء الوطن العربي الشرفاء والعالم اجمع. المشهد السادس مستشفي العريش العسكري تعلن حالة الطرارئ وتستقبل المصابين ويتم نقل الحالات الحرجة الي مستشفيات القاهرة العسكرية بطائرة ..المشرحة تمتليء بجثث واشلاء الشهداء لم يتم التعرف علي بعضهم. من شدة الموجة التفجيرية ..يندفع اهالي شمال سيناء الشرفاء علي مستشفي العريش العام دون اي نداء للتبرع بالدم وتقديم يد العون وظلوا حتي ساعة متاخرة من الليل يتوافدون علي بنك الدم بالمستشفي الذي اكد اكتفاءه تماما في السادسة من صباح امس السبت وصل فريق «الاخبار» الي مدينة العريش ورصد استنفار امني بمختلف الكمائن وقررنا الذهاب مباشرة الي الوحدة العسكرية بكرم القواديس القريبة من الشيخ زويد وعند وصولنا الي كمين الريسة علي الطريق الدولي العريش رفح بدا احد الجنود بالاشارة لنا بعدم الاقتراب من مسافة بعيدة لم يلحظها السائق ومع اقتراب السيارة بدا الجندي في اطلاق نيران في الهواء لتحذيرنا من الاقتراب اكثر من ذلك وتوقفنا علي الفور وترجل احد الزملاء وذهب رافعا يديه للحديث الي قائد الكمين و اخبرنا انه غير مسموح لرجال الاعلام بتخطي الحاجز الامني خوفا علي حياتنا واثناء حديثه كانت اصوات القصف الجوي وطلقات النيران السريعة يسمع دويها علي مقربة من الكمين مما يشير الي وجود عمليات امنية واسعة بالمنطقة وخلال تلك الاثناء شاهدنا تعزيزات أمنية من المدرعات والمشاه تسير في الاتجاه الي منطقة رفح والشيخ زويد والشريط الحدودي لتبدأ عملية الثأر للشهداء. وقالت مصادر امنية للاخبار ان مذبحة كرم القواديس تمت بواسطة مجموعات ارهابية من الخارج وتضم عددا من العائدين من سوريا والعراق وبالتعاون مع جهاديين فلسطينيين يحتمل ان يكونوا تابعين لحركة حماس او غيرها من التنظيمات الجهادية بغزة مشيرا الي ان اسلوب تنفيذ الهجوم بعيد تمام البعد عن الطرق التي يتبعها الجهاديون من ابناء سيناء والذين قد يقتصر دورهم وفقا للتحقيقات الاولية علي ارشاد تلك المجموعات الاجنبية علي الطرق والمسالك الجبلية الوعرة للوصول الي نقطة تنفيذ الهجوم وكذلك حمايتهم واخفاؤهم داخل اماكن حصينة يصعب الوصول إليها. واوضح المصدر ان الهجوم الارهابي الذي تم تنفيذه استخدمت فيه اساليب تحتاج الي عناصر مدربة تدريبا عسكريا رفيع المستوي حيث تم اختيار التوقيت بشكل حقق لهم عنصر المفاجأة .