الفنان سيد محمد سليمان يعطى بعض التعليمات للاعبى السيرك الشباب اعتزل مهنته كلاعب أكروبات بالسيرك القومي منذ أربع سنوات، لكنه لم يستطع الابتعاد عن ذلك الفن الذي عشقه واكتسب خلال ممارسته خبرات كبيرة. اتجه الي مجال التدريب بالسيرك وتحول من لاعب الي مدرب لفريق الأكروبات الذي يتكون من 9 لاعبين بينهم أحد أبنائه ، وعلي الرغم من أن عمره لم يتجاوز53 عاما ويتمتع بلياقة بدنية عالية إلا أنه فضل اعداد جيل جديد من لاعبي الاكروبات يثري السيرك القومي ويرفع من شأنه بين سيركات العالم المتقدم. يقول الفنان سيد محمد سليمان : سافرت لبعثة عام 1978 في ألمانياالشرقية لتعلم فنون السيرك والأكروبات وفقرة الترمبولين « النطاطة « وعشقت هذه المهنه وهذه الالعاب وبدأت تطبيقها مع زملائي وأخذنا نعمل علي تطويرها وتطبيق ما تعلمناه اثناء البعثه إلا أننا وجدنا عدم إهتمام من الدولة والقائمين علي إدارة السيرك وأصبح ذلك واضحا جدا علي مدار العقدين الماضيين مما أضطرنا إلي ان ننفق من جيوبنا علي الفقرات التي نقدمها امام الجمهور وللأسف السيرك هو القطاع الوحيد من قطاعات الثقافه الذي لا يحصل علي حقه من التحديث والإهتمام والتطوير ، مع العلم أنه يحقق إيرادات ومكاسب جيدة تجاوزت الربع مليون جنيه في ايام عيد الأضحي الماضي ، وهذه مناسبه واحدة بينما يعمل السيرك طوال العام ولا يتوقف، ولكن الدولة لا تهتم به ولا بالعاملين خاصة من حيث الإرتقاء بإمكانياتهم الفنية والبدنية والصحية والمالية ايضا. وحول قصة دخوله مجال العمل بالسيرك قال : منذ طفولتي وانا أذهب للسيرك مع خالتي وزوجها وعندما دخلت هذا المكان أحببته وألتحقت بمدرسة السيرك وتعلمت فنونه علي أيدي خبراء أجانب ، فهذه المهنة تعتمد علي التدريبات والتدريب لدينا أهم من العرض نفسه ، وانا معي ابني يلعب في فريق الاكروبات ويعشق السيرك ايضا وأري فيه ما كنت عليه وانا في عمره ، وكنت أتمني أن يعمل في أي مكان آخر أو يكمل دراسته إلا أن حبه للسيرك تفوق علي ماعداه والأن هو يؤدي فقرة الأكروبات « التشكيلات « وفقرة الحبل الصيني ، وهذه الفقرة تعلمناها من مدرب صيني جاء إلينا منذ أربع سنوات ، وبعد أن سافر قمت أنا بتطوير وتجديد هذه الفقرة. وحول شعوره بعد تحوله من لاعب الي مدرب قال : بعد أن تفرغت للتدريب بدأت أشعر بأحاسيس متناقضه مثل الفرح والحزن في آن واحد ، وكان شعوري بالفرح لأني أشاهد تلامذتي في فريق الأكروبات وهم يقدمون عروضهم الناجحه للجمهور ، أما شعوري بالحزن فكان بسبب أني لا أقدم معهم هذه العروض. وعن أغرب المواقف التي تعرض لها قال : هذه المهنة لها مخاطر كبيرة وبها إصابات بين اللاعبين ومن الممكن التعرض لإصابه تمنع اللاعب من النزول من بيته ، والمشكله هي أن أكثر العاملين في السيرك الان من الشباب غير المعين وبالتالي ليس لهم تأمين صحي يعالجهم في حالة تعرضهم لإصابا ، وأنا خلال عملي بالسيرك تعرضت للإصابة أكثر من مرة ومن ضمن المواقف التي لا أنساها ، أنني اثناء تقديمي لفقرة في الهواء وعند دوراني مرتين سمعت صوت فرقعه في ركبتي وأستسلمت للإصابة وانا في الهواء وسقطت علي شبكة التأمين وحملني زملائي لمستشفي 6 أكتوبر ونظرا لسوء الرعايه بهذا المستشفي قررت الإنصراف وعندما عدت إلي المنزل لم أعد أحتمل الألم وفوجئت بتورم قدمي فتوجهت لمستشفي بوسط القاهرة وتم تجبيس قدمي لمدة شهر وكنت أذهب للسيرك كل يوم وقدمي في الجبس ، وموقف آخر لزملائي وهم يقدمون فقرة السوسته في الهواء علي جهاز « العقله « ، وكان أثنان من الفريق بيلفوا في الهواء واثناء طيرانهم يحاول أحدهم ألتقاط يد الآخر وللأسف لم ينجحوا في الإمساك ببعضهم ، وطار كل واحد منهم في اتجاه مختلف وسقطوا علي الأرض خارج العرض ، وحدث لهم عدة إصابات ، الأول كسر في الذراع وكدمات بالقدمين والآخر كدمات في الظهر وجروح بالوجه وبعض أجزاء الجسم ، وعلي الرغم من كل هذه المخاطر إلا أن أسرتي وخصوصا زوجتي لم تطلب مني طوال فترة عملي أن أبحث عن مهنة أخري غير هذه المهنه، بل علي العكس كانت سعيدة بعملي و تتمني لي التوفيق والنجاح دائما .