طفلة من الأكراد السوريين النازحين من عين العرب في مخيم بمدينة سوروتش التركية يعقد القادة العسكريون في 21 دولة عضوا في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش» اجتماعا استثنائيا بعد غد في قاعدة اندروز الجوية بواشنطن لبحث جهود التحالف في الحملة الحالية ضد داعش. يأتي ذلك بينما يكثف التنظيم المتطرف حصاره لمدينة «عين العرب» السورية في محاولة لتحقيق هدفه في الاستيلاء علي هذا الجيب الواقع بالقرب من الحدود التركية وإلحاق انتكاسة كبيرة بالحملة الجوية التي تقودها واشنطن ضده. وقال مسئول في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي وقائد منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطي الجنرال لويد اوستين تمت دعوتهما إلي الاجتماع الذي سيضم ممثلين عن كل الشركاء الأوروبيين في التحالف بالإضافة إلي خمس دول عربية تقوم بدور نشط في الغارات الجوية ضد التنظيم وهي البحرين والأردن وقطر والسعودية والإمارات.وأضاف المصدر بأن أستراليا التي انضمت مؤخرا للتحالف سترسل أيضا قائد قواتها العسكرية. وجاء الإعلان عن هذا الاجتماع في الوقت الذي قالت فيه واشنطن إنه تم إحراز تقدم مع تركيا لزيادة انخراطها في الحرب علي «داعش» في سوريا خاصة دعم أنقرة من أجل تأهيل وتدريب معارضين سوريين معتدلين. وفي غضون ذلك, قال مسئولون أمريكيون إن تنظيم داعش الإرهابي يدفع بتعزيزات حول مدينة عين العرب المحاصرة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسئول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قوله إن «عين العرب معلقة في الميزان، وداعش يرغب بشدة في السيطرة عليها بسبب قيمتها الدعائية». وأضافت الصحيفة بأنه مع تضييق حلقة الخناق، مازالت القوات التركية في أماكنها علي الجانب الآخر من الحدود، علي الرغم من تزايد الضغوط علي حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان للتدخل لتجنب مجزرة محتملة للمدنيين المتبقين. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان هناك اشتباكات متقطعة في شرق وجنوب غرب المدينة بعد ساعات من سقوط مربعها الأمني في أيدي عناصر داعش، في حين صد المقاتلون الأكراد هجوما كبيرا في جنوبها. من جانبه, قال مبعوث الأممالمتحدة إلي سوريا ستفان دي ميستورا إن نحو700 شخص، معظمهم من كبار السن، لا يزالون عالقين في البلدة .ودعا دي ميستورا تركيا الي السماح بدخول المتطوعين إلي سوريا للدفاع عن عين العرب في مواجهة داعش.وقال مستشهد بقرار الأممالمتحدة رقم 2170 إن جميع الأطراف مطالبة بالقيام بما في وسعها من أجل وقف «المذبحة» في عين العرب.وإن الأممالمتحدة لا ترغب في وقوع مذبحة أخري تشبه ما حدث في سريبرينيتشا عام 1995. من جهة اخري, اعربت واشنطن عن قلقها من وقوع اعتداءات في العالم ضد المصالح الغربية ردا علي العمليات العسكرية ضد داعش في سورياوالعراق. وقالت وزارة الخارجية الامريكية إن «السلطات تعتقد بوجود احتمال متزايد لعمليات انتقامية ضد مصالح امريكية وغربية ومصالح شركاء التحالف حول الكرة الارضية خاصة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا واسيا». وفي تطور منفصل ، طالبت الحكومة المحلية في محافظة الانبار غربي العراق بنشر قوات من التحالف الدولي علي أراضي المحافظة لمحاربة داعش. وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إن المجلس دعا مجلس النواب العراقي للسماح بنشر قوات من التحالف الدولي لإنقاذ المحافظة «التي اصبحت علي وشك الانهيار والسقوط بيد داعش» علي حد تعبيره.واشار كرحوت في تصريح صحفي إلي أن القوات الدولية يمكن أن تتمركز في قاعدتين عسكريتين هما قاعدة «الحبانية» شرقي المحافظة وقاعدة «عين الاسد» وسطها، مؤكدا أن سقوط الانبار بيد داعش يعني وقوع كل من بغداد وكربلاء وبابل في دائرة الخطر الإرهابي. وحذر نائب رئيس مجلس المحافظة من أن الأنبار قد تسقط خلال عشرة أيام.ووصف مسئول أمريكي الوضع في الأنبار بأنه «هش».