عبدالقادر شهيب رغم أنه ليس من اللائق في أيام العيد الحديث عن تحذيرات حتي لانفسد الفرحة بالعيد، إلا أنه قد يكون الحديث في العيد عن التحذيرات تحديدا هو الانسب، حتي لاتنسينا الفرحة التي يصاحبها عادة بعض الاسترخاء المخاطر العديدة التي تحيط بنا من كل جانب في منطقتنا. وهذا اليوم ثاني أيام عيد الاضحي، الذي افتدي فيه أبونا إبراهيم ولده إسماعيل بذبح عظيم، اتحدث تحديدا عن التهديدات الجديدة التي اضيفت لامننا القومي المصري والعربي والآتية لنا من اليمن الذي لم يعد سعيدا وصار اليمن حزينا بسبب ما يتعرض له وينذره بصداع طويل وسقوط دولته الوطنية الموحدة، بعد أن اجتاح الحوثيون عاصمته صنعاء وسيطروا عليها.. يقومون الآن بالزحف علي الحديدة للسيطرة علي مناطق انتاج وتصدير النفط، تمهيدا لبسط سيطرتهم علي باب المندب مستقبلا، وهي المنطقة الاستراتيجية المهمة التي تتحكم في مرور النفط العربي للغرب الأوروبي. لقد نشرت صحيفة كيهان الايرانية التي يملكها مرشد إيران خامنئي بعد استيلاء الحوثيين علي صنعاء تقول : «الثورة اليمنية العظيمة تمضي قدما ولايمكن لاي طرف أن يوقفها.. وبعد نجاح الثورة الإسلامية في صنعاء سوف يكون الدور المقبل هو التمدد.. وهذا يعني أن إيران قررت أن تتخذ صنعاء قاعدة انطلاق ليس للتمدد في كل أرجاء اليمن وانما في كل الدول المجاورة له، ربما تعويضا لخسارة تتوقعها في كل من العراق وسوريا، بعد أن قررت الولاياتالمتحدة استثمار حربها ضد داعش لإعادة رسم وتشكيل أوضاع منطقة الشرق الأوسط. وهنا يتعين ان تكون مصر جاهزة استراتيجيا وتكتيكيا لمواجهة هذه المخاطر الجديدة علي امنها القومي التي اضيفت إلي المخاطر الآتية لها من ليبيا غربا وأنفاق حماس شرقا وممرات التهريب عبر السودان جنوبا. أعرف اننا نتذكر تجربتنا في الستينيات التي كانت باهظة الثمن وسبقت هزيمتنا في يونيو 1967، وأعرف أيضا ان فقه الأولويات يفرض علينا مواجهة أخطار الغرب والشرق أولا.. ولكن يتعين ألا ننسي أن الدول الخليجية الداعمة لنا بقوة بعد 30 يونيو ستكون في حاجة للدعم والمساندة في مواجهة الخطر القادم لها من اليمن، ونحن سبق أن وعدناها بأن دعمنا إذا احتاجته لن يتأخر عنها وسيكون في حوزتها في اطار «مسافة السكة» فقط. لكن تطورات الاوضاع المتوقعة باليمن في ظل الزحف الحوثي عليها قد تجعل أي تدخل عسكري مباشر فيها حتي من قبل الاشقاء الخليجيين نوعا من المغامرة غير مأمونة العواقب في ظل الحشد الذي يقوم به تنظيم القاعدة في اليمن لمواجهة ما يسميه العدوان الشيعي «الحوثي» علي أهل السنة به واستعداده للعب ذات الدور الذي لعبه تنظيم داعش في العراق.. بينما سوف يصطدم ايضا انصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالحوثيين بعد ان سهلوا لهم دخول صنعاء. وهكذا الوضع اليمني الحالي والقادم سيكون شديد الصعوبة ويتعين علينا ونحن نصوغ حساباتنا الا ننسي ان نضع في أولوياتنا حماية قواتنا المسلحة المستهدفة من قوي عديدة دولية واقليمية.