في رحاب مكةالمكرمة، وعلي مسافة نحو 2 ك.م من الكعبة المشرفة، بزغ للوجود مشروع انساني عالمي بمبادرات وجهود طوعية تمثل في مشروع متحف عالمي للتعريف بالنبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم وبرسالة الإسلام السامية بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة عبر مشروعٍ علميٍ عالميٍ حضاريٍ. لقد كان من فضل الله عز وجل أن يأتي مشروع (السلام عليك أيها النبي) من مكةالمكرمة التي شع منها نور الوحي، وانطلقت الرسالة المحمدية العظيمة في العالمين ليكون مشروعًا إسلاميًا عصريًا رائدًا ومتميزًا، منطلقًا من بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، وليكون هٰذا المشروع الرائد واجهةً إسلاميةً وحضاريةً جديدةً تنطلق، لتشرق بروعتها وجمالها علي أنحاء المعمورة. بدأت فكرة المتحف كما شرحها لنا الدكتور ناصر بن مسفر القرشي الزهراني المؤسس والمشرف العام برغبة ملحة لدي تأليف كتاب في السيرة النبوية بأسلوب عصري، ومنهج تجديدي، ونظرة عالمية، وروح إنسانية، تجذب انتباه الناس إلي جميل سيرته صلي الله عليه وسلم، وكريم سنته، وعظيم أخلاقه، وروائع شمائله، وتحبب الأجيال في قراءتها والاستمتاع بها، وتخرج بالسيرة النبوية إلي مفهومها الشامل، وجلالها الكامل، وجمالها الخلاب، ومجالها الواسع، بعيداً عن اختزالها في سرد المعارك والحروب والغزوات، وكأن ذلك هو السيرة النبوية. إن السيرة النبوية هي مجموع حياته صلي الله عليه وسلم بتفاصيلها؛ حيث إن جهاده صلي الله عليه وسلم سيرة، ودعوته صلي الله عليه وسلم سيرة، وصلاته وصيامه وزكاته وحجه وعبادته صلي الله عليه وسلم سيرة، وسفره وحضره وحله وترحاله صلي الله عليه وسلم سيرة، وأفراحه وأحزانه وضحكه وبكاءه سيرة، وحديثه وخطبه ونومه وصحوه وأكله وشربه ولباسه وهندامه سيرة، ومعاملاته وبيعه وشراءه وآدابه وأخلاقه سيرة . وقد بادر منذ أن استشرف مستقبل هذا المشروع ومراميه وآماده إلي استقطاب عدد من الكفاءات المباركة، من العلماء والباحثين والمتخصصين في الدراسات القرآنية واللغة العربية؛ ليُكَوِّن منهم فريقاً علمياً يعمل معه في إنجاز هذا العمل. وقد تم اختيار هيئة استشارية عليا للمشروع من كبار العلماء من داخل المملكة وخارجها؛ للتعاون في رسم سياساته، وتطوير مؤسساته، وترسيخ دعائمه. المشروع وصفه د احمد الطيب شيخ الأزهر في وثائق المتحف بأنه علمي متميز وفريد يقدم طرحا بصورة عصرية وحضارية وعالمية للتعريف برسالة الإسلام بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة.