لم يقلها وحده في صرح الأممالمتحدة.. بل رددها الملايين وهم يشاهدونه عبر الفضاء واقفاً شامخاً يحمل حضارة آلاف السنين قبل وبعد الميلاد يقول بخطي ثابتة وقلب نابض «تحيا مصر». مصر مرت بعصور تاريخية مختلفة عبر الزمان ترك أهلها في كل زمن بصمة حية تشهد بعبقرية الإنسان المصري في كل مناحي الحياة من معمار وفن وعلوم فلك وعلوم إنسانية وطب وهندسة فاقت ناطحات السحاب التي يشيدها مهندسو العالم ويفخرون بها. مصر مرت بحالة من الركود العقلي والقلبي.. تلك هي الأزمة التي أودت بها وبأهلها إلي الضياع وأخذت من مساوئ الحياة سبلا للفساد وانعدام الأخلاق واكتساب صفات ذميمة ما كان لها وجود في الماضي. كيف تحيا مصر.. مرتبط بكيف تعود مصر إلي عصور الشموخ والكبرياء.. وها نحن نري بدايات إيجابية للوجود المصري المستقل علي جميع الجبهات الداخلية والعالمية.. نري الإنسان المصري من خلال قائده يضع حدا صارما لإنهاء التبعية.. نري خطوات لإنهاء أصحاب النفوذ والحظوة وأن العمل وحده هو الذي يرفع شأن صاحبه.. نري ملامح إنهاء لوبيهات رجال الأعمال ورجال السياسة والسلطة والزواج غير المعلن بينهم. هذه البدايات ربما تساعد في حركة الدفع الذاتي ولكن الأهم هو المادة الخام التي سنصنع منها أمجادنا الجديدة لتكون إضافة لأمجادنا الماضية.. ألا وهي المواطن المصري. كيف يخرج الإنسان الذي عفر وجهه عصور الظلم والاستبداد والفساد من هذا الغبار الذي هو أقوي من الغبار الذري؟.. هذا هو السؤال الذي يحتاج منا جميعا القائد والمواطنين أن نجيب عليه ونحن نبدأ مشوار الألف خطوة لبناء مصر الجديدة. ألتمس الإجابة علي هذا السؤال من خلال قول سيدنا عمر بن عبدالعزيز الذي قيل له إن الناس يشعرون باليأس والفقر يداهم حياتهم وهناك من الأمراء يعيشون في نعيم دائم حتي المولود يولد وفي فمه ملعقة من ذهب وهناك أطفال جياع يتسولون وبيوت لا تجد لقمة تؤدها. ماذا قال خامس الخلفاء الراشدين؟.. كلمتان بالحق والعدل تعود الحياة الكريمة لكل إنسان فينعم بها في الدنيا وله ثواب الآخرة أيضا.. بهاتين الكلمتين عاش المسلمون عصراً ذهبيا عم العدل وعاد الحق لأصحابه ولم يوجد فقير واحد في أمة عريضة وليس دولة واحدة حتي الطيور المهاجرة وجدت طعامها وشرابها أثناء الراحة في رحلتها، وعاشت الذئاب بعيدة عن الغنم.. رحم الله أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز. إذن لدينا مفاتيح إنعاش بلدنا والقضاء علي الفقر فيه الذي يعد المعضلة الكبري.. أمامنا فرصة ان نستعيد أخلاق الإسلام التي تعد الأرضية التي نبني عليها الأمم ويمكننا أن نسميها البنية التحتية والفوقية في مشاريعنا. إذا عم العدل والحق بين الناس سيشمر المواطنون عن سواعدهم ليس فقط لحفر قناة جديدة وإنما لزراعة أرضنا علي امتدادها حتي تخضر صحراء مصر لتكون شاهداً آخر من شواهد الزمان فكما شيدنا الحجارة.. علينا أن نشيد في كل مكان مشروعا زراعيا أو صناعيا يعود بالنفع علي أهلنا. بالإرادة والأخلاق والعدل والحق سيعود المصري بقامته المعروفة عبر الزمان بإرادة التحدي وأنه يصنع معجزات لا يصدقها العالم ويظل يبحث في أسرارها كما يبحث في أسرار الهرم وتوت عنخ أمون. قوة الدفع بين الناس هي التي ستعلي من قيمة تحيا مصر، وأنها بدأت أولي خطواتها بحفر القناة وتنمية إقليمها ولكنه مجرد بداية فقط والقادم سيذهل العالم كما أذهله أباؤنا وأجدادنا السابقون.