«أكاديمية أخبار اليوم» تحيي ذكرى انتصارات أكتوبر بندوة وطنية | فيديو    حمدي رزق رئيسًا للجنة تطوير الصحافة ورانيا مكرم مقررًا    إيناس جوهر رئيسًا لجنة إعلام الخدمة العامة.. وعمرو خفاجي مقررًا    مدرسة بكفر الشيخ تعلن تعطيل الدراسة 3 أيام بمناسبة مولد إبراهيم الدسوقي    تراجع سعر الجنيه الذهب اليوم الأربعاء 22 أكتوبر.. ننشر آخر تحديث    محافظ البحر الأحمر: رأس غارب تنتج 75% من بترول مصر والمثلث الذهبي بوابة الاستثمار التعديني    السفير يوسف الشرقاوي: القمة المصرية الأوروبية الأولى تمثل نقلة تاريخية في العلاقات الثنائية    «مجاور»: معبر رفح مفتوح منذ أكتوبر 2023.. ووفد دنماركي يثمن جهود مصر في دعم غزة    مبابي ينافس بيدري على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإسباني لشهر أكتوبر    ترتيب الدوري المصري بعد انتهاء الجولة ال11.. الأهلي في الصدارة    وزير الرياضة يهنئ محمد حسن بذهبية العالم في المصارعة    كوبارسي: الجماهير تحب الانتصارات الكبيرة في الكلاسيكو لكننا لا نفكر في ذلك    غدًا.. قائمة الخطيب تعقد ندوتها الثالثة بفرع الأهلي بمدينة نصر    الطفل إياد يلحق بشقيقه بعد سقوطهما من الطابق التاسع ببرج سكني بدمنهور    لزيادة المشاهدات.. ماذا فعل 3 صناع محتوى على السوشيال ميديا؟| فيديو    بتقديم «كفنين».. أمن المنيا يُنهي خصومة ثأرية بين عائلتين في قرية يونس مصيدة    أحمد السعدني يعلن عدم مشاركته في موسم دراما رمضان 2026    المتروبوليتان يحتفى ب «آلهة مصر القديمة»    أحمد موسى: العلاقات المصرية الأوروبية تقوم على شراكة ومصالح متبادلة    تكريم رائد المسرح المصرى السيد بدير فى أكاديمية الفنون الأحد    هل القرآن الكريم شرع ضرب الزوجة؟.. خالد الجندي يجيب    نائب وزير الصحة يتفقد سيارات الإسعاف بميناء رفح البري    مدرب الاتحاد: تعرضنا للظلم أمام الأهلي    أنغام تحيي حفلا غنائيا في أوبرا الكويت نوفمبر المقبل    إعلام عبري: حماس لا تزال تمتلك مئات الصواريخ القادرة على الوصول إلى وسط إسرائيل    "وان أوف وان" تطلق مشروعين جديدين في الشيخ زايد والتجمع السادس    مصر تستضيف تنصيب الرئيس الجديد لبنك التصدير الأفريقي «أفريكسيم بنك»    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة الشهر الكريم وأحكام الرؤية الشرعية    «الساعة 12 تصبح 11» موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر 2025    «جهار»: 26 منشأة صحية حصلت على الاعتماد الكامل أو المبدئي    ماذا يحدث للكوليسترول في الدم عند تناول التفاح يوميًّا؟    تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم للسيدات    مرور القاهرة يعلن إغلاق كوبري الأزهر السفلي لإجراء أعمال الصيانة    ننشر منطوق حكم كروان مشاكل بسب وقذف ريهام سعيد    "مكافحة انتشار المخدرات" فى ندوة بطب بيطري أسيوط    بعد أزمة مواجهة برشلونة وفياريال.. الدوري الإيطالي يتمسك بإقامة مباراته في أستراليا    مخاوف داخل إسرائيل بعد الكشف عن عبور سرب مقاتلات صينية متقدمة إلى الأراضي المصرية    الخارجية الإسرائيلية ترفض الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية: محاولة لتسييس القانون    تركيب 1662 وصلة مياه مجانية للأسر الاولى بالرعاية بالفيوم    "واقع مزيف" يتوسع بصمت.. تحذير من الذكاء الاصطناعي    الكنيست الإسرائيلي يقر مقترح قانون ضم الضفة الغربية بالقراءة التمهيدية    وزير الخارجية الإسرائيلي: لا يوجد لإسرائيل صديق أعظم من الولايات المتحدة وممتنّون لإدارة ترامب على دعمها الثابت لإسرائيل    لتوفير 1500 فرصة عمل.. 12 شركة في الملتقى التوظيفي الأول بجامعة حلوان (تفاصيل)    مجلس كنائس مصر: مؤتمر الكهنة والرعاة جسد رسالة الكنسية في خدمة الإنسان والمجتمع    مرض الجدري المائي.. الأعراض وطرق الوقاية    إحالة مديري مدرستين للتحقيق لتقصيرهم في العمل بأسيوط    لدعم الطالبات نفسيا، الهلال الأحمر يطلق حملة Red Week بجامعة الوادي الجديد    الرقابة المالية تمد وقف تلقي طلبات التأسيس لنشاطي التمويل الاستهلاكي ومتناهي الصغر بالطرق التقليدية لمدة عام    بيراميدز يواجه التأمين الإثيوبي ذهابا وإيابا في القاهرة    البترول: مصر تُصدر 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال إلى تركيا لصالح توتال إنيرجيز    الأقصر تتحرك لدعم موسم سياحي استثنائي.. لقاء موسع بمشاركة خبراء ومختصين    بيحبوا يكسروا الروتين.. 4 أبراج لا تخشى المخاطرة وتحب انتهاز الفرص    محافظ أسيوط: غدا فتح باب التقديم لحج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه – 2026م وحتى 6 نوفمبر المقبل    نائب وزير الصحة يتفقد جاهزية الخدمات الطبية والطوارئ بميناء رفح البري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 22-10-2025 في محافظة الأقصر    مفتي الجمهورية: الله تولى بنفسه منصب الإفتاء وجعله من وظائف النبوة    حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟    سماء الفرج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
و عاد فيضان النيل

أطال الله لسان «أردوغان التركي» أطول وأطول، وجلا حنجرته ألمع وأنصع، وجعل وجهه ألطخ وألطخ، وليزعق في البرية كما يريد، فقاعة الأمم المتحدة المهيبة التي اكتظت بالبشر لرؤية «السيسي» وسماع خطابه، صارت هي نفسها بلقعا وبرية حين راح الذئب ذو الوجه الأحمر يعوي!!
من يوجه الضربات واللطمات في العركة ليس في حاجة للسباب، ومن لديه المقولة الحقة ومؤمن بصدقها لا يصرخ ولا يهذي وإنما يعود إليه قوله محملا بكل محبة واعتراف وتقدير!!
هكذا نجح السيسي نجاحا لا ينكره سوي الأصم الأعمي نجح صاحب الصوت الصادق الهادئ الذي يحتضن قضية شعبه في دفء قلبه وفي مواجهة مع عاصفة السباب والهياج الذي عكس الهزيمة وأعلي من شأن الحمق والتهور الفج وكأنه المصري وكأننا الاغراب!!
كانت المقارنة بين الفكرين والمسلكين ومواجهة الاكاذيب التي ملأوا بها وجه الارض كفيلة بإنصاف كفة مصر الجديدة في ميزان العدل والصدق والبراءة.
16 دقيقة من الصدق هزمت كل ما دُفع لاجهزة الاعلام الغربية والعربية لتشويه ثورتنا،وأسقطت في الكون ألوانا وأعلت ألوانا، وأزالت أوهاما لم يتعجل الرئيس إزالتها تاركا إياها للست عشرة دقيقة في قاعة الأمم المتحدة.أما «الأردوغاني» فقدوصفه صلاح چاهين دون أن يراه قائلا .
تُركي بَجَمْ.. سِكِرانسجم
لاظ شقلباظ أتغاظ هجم
ويصح أن يصبح إسمه «مردغُان» بعد أن تمردغ طويلا في وحل خيبته «تمردغ بالصعيدي يعني تمرغ بالعربي» هو ومن يمثلهم ومن بني بأوهامهم خيبته التي ما وردت علي أحد : صيع العباد،وفلول البلاد،مرتزقي الأموال والأقوال . كان الله في عونه، إذ لو كنت مطرحه لجننت ودُرت عاريا أهلل في شوارع المدن الغريبة ناعيا عبقرية تآمري، وأوقاتي، وسقوط نظرياتي، وضياع قرشيناتي، وإنهيار ممالك أحلامي في الهيمنة والسطو والنصر، فقد هدمت كل ذلك في خطاب واحد مصر!! لو كنت منه لأنطلقت عاريا أصدح وأغني «وهو مطرب معروف» علي لحن غطيان الحلل
ياهوا يا سيسي
رجّع لي.. قميصي!!
عاد فيضان النيل
الأربعاء :
من لم ير فيضان النيل لم يعرف مصر، ومن لم يقاوم تمرده وجبروته ويسهم في ترويضه لم تتكشف له ملامح الرجولة المصرية التي نطلق عليها الأصالة في تجلياتها الأعظم، وتظل كل هبّاتنا الثورية في مواجهة الظلمة مجهولة المصدر مغلقة علي سر استمرار المصريين علي قيد الحياة والقدرة علي الوقوف في وجه الليل حتي يلملم عتمته القبيحة ويترك المكان للنهار وألقه وإشعاعاته، وإذا ما جاءنا النهار كاذبا مزيف الضوء، كاذب الوجه، ينتفض القلب الذهبي ليعاود المصريون تصديهم بالصدور العارية لكشف الزيف بحثا عن الوجه الأصلي لنهار أصلي ليس مختلطا بأضواء مصنوعة تنير بضوئها القبيح لتجار النهار فقط وتحول النهار إلي ليل جديد!!
طوال عمر الفقراء يتأكدون من صدق العملة من زيفها برنها علي بنك دكان البقالة بحثا عن الصدق والأصالة، والمصريون حين يهبّون ويلبون نداء الثورة لا يهبون عبثا فلا وقت لديهم ولا طاقة للعبث والرفاهية والسعادة في طبائعهم هما النكتتين والضحكتين اللتين تعكسان رسائلهم الخفية التي لا يدركها إلا من كان منهم ليس ببطاقة الرقم القومي ولكن بهويتهم شديدة الخصوصية التي لا يعرف موطنها في الضمير المصري إلا من كان منهم مصريا أصيل غير زائغ الرؤية ولا تشغله منافع الدنيا الزائلة.. منذ أقام الناصر جمال سدنا العالي بأيدينا عوّض الفيضان بالعمل الجماعي والالتحام في البناء آلافا مؤلفة من المصريين وقفوا أمام فيضانهم لإغلاقه من المنبع ثقة في الرجل وأملا في مستقبل ارتبط به فالتحموا في ملحمة لم تعرفها مصر منذ بناء تلك الخوارق الواقفة تتحدي الأزمنة، كذلك السد في أسوان إن شاء الله.. كان الفيضان خيرا وقاسيا، وكانت قسوته دائما من أجل عطائه، فكلما فاض وانحدر وهدر وكنس ما في طريقه من معوقات، كلما خلف وراءه غرينه الطمي البني الذي اسمرار وجوهنا هناك في صعيد مصر جزء من عطاياه.. كلما بسق النبات وامتد وطال كان «عود الدرا العويجة».يرتفع لأكثر من قامتي رجلين طوال يعتلي أحدهما أكتاف الآخر، ولم يكن الفلاح يعرف سمادا سوي مخلفات بهائمه، بل إنه كان يرتحل نحو التلال الصفراء التي لم يعتلها الماء، يأتي بنوع من رمال طفلية يغمر بها أرضه لتتفكك قليلا فليس كل نبات كان قادرا علي نعمة الطمي.
نعمة الطمي
نحن أبناء الفيضان، كنا أطفالا نري أهالينا وقد خرجوا لمواجهة الوحش الخير يحملون ما يمتلكون - علي قلته - ليضعوه في طريق هذا القادم السنوي في مثل هذا الشهر - حزم البوص، وجسور التراب، وأعواد النخيل الباسقة يشكلون من بدائية المواد جسورا تحول بين الوحش الخير وبيوت الغلابة.. فيتجه شمالا بنيا نحو احمرار، ولذلك يصفون العالم الجهبز والفذ هناك بأنه (بحر طامي) علمُه كثير وغزير وثقيل كماء الفيضان الذي كنا نشرب منه فنرتوي ونشبع وكأن الطمي كان زادا.
هكذا تعلم المصريون تكاتف الإرادة، والخروج ضد الدمار دون نداء، وهكذا في مصر - أصبح الكل في واحد، الجميع كان يتصدي، من يملك الأرض ومن لا يملك، المرأة والرجل، حتي لو اكتفت المرأة بالعويل وحث الرجال كما في الحروب العربية القديمة.
منذ توقف الفيضان توقفت معه عناصر هامة دالة علي وحدة الناس وتعلق مصائرهم كل بالآخر، وبعد عبدالناصر فتحت الأسواق، وعرفت مصر الشره وأوغلت فيه، الأغنياء بالنهب، والفقراء بالجري خلف الوهم حيث أيقنوا ان الأمور كالعادة - كانت معدة قبل ان تعلن.
وفسدت مصر فسادها العظيم، وبدأت الوحدة التاريخية بين البشر تنفرط كحبات السنبلة الجافة، واتجه كل في طريق، وبعد ان كانت القرية تنزل بأكملها لنجدة أو العثور علي غريق، صرنا نلمح القتيل بطرف أعيننا ونحن نكمل الطريق.
راحت مشروعات عبدالناصر هدية السماسرة للفاسدين، وعدنا نحول أعز رجال مصر الفقراء إلي متسولين نفخر علي الشاشات بتوزيع الصدقات بديلا عن عزة العمل في المشروعات!!
لكن - وللأمانة - فإن مصر حاولت، لكنها كانت محاولات منهكة ولم يقصر المثقفون في محاولات جر الجماهير للمشاركة في محاولاتهم التي كانت تحكمها غربتها وعزلتها وبعد الشقة بين «الطليعة» والجماهير، ولقد احترف البعض مهنة بُعد الشُّقة هذا إن قصدا احترافيا، أو جهلا إنسانيا، إلي أن نجح الأمر في يناير 2011 فخرجت جموع الشعب.. عدا الفلاحين ومن أنهكهم حجر الطاحونة الحياتية من الطبقات الكادحة وكأن فيضانا بعثر الحكام وشرطتهم وقوانينهم ولامس بيده جسد مصر، وانتفضت أنا العليل لأتفجر شعرا اعتزت به الأمة واعتز به حتي بعد الممات، وأسهمت بالقول فقط في رحيل (دولة العواجيز) تلك المقولة التي غمرت جدران مصر وسرعان ما نكص النهر ووقف، كأنه تمرد، فقد رأي ثماره تسقط في موضع غير الموضع، وتلتقطها أيد سوداء كأنها خرجت من أسفلت الميادين السوداء سوداء، وبدأ يتحول إلي روافد تذوب وتبتلعها رمال صحراوات وحشية، وتغيرت القلوب، وتفرقت الملل والأهداف، وسط لصوص صدقنا أنهم يبغون الخير علي خير النهر الطيب، ثم تسلطنوا ان حقا أو باطلا علي كرسي مصر الذي أباهم، والمؤلم ان فلولا من شباب الأمس الرائع انضم أو انخرط أو اقترب من اليد السوداء التي ما إن تصافح أحداً حتي تترك لونها وقبحها ووصمته للأبد.
وراح النهر يقاوم باحثا عن بقائه، ومتسائلا في أمور تعطيل مساره ليترك كل هواجسه بعد ما رأي من الشره والتكالب علي خيره وأهداف غيره، وكيف تواري الثوار الحقيقيون ليظهر هؤلاء البرابرة المتوحشون، ولكن الأغرب كان حين انتفض النهر وألقي بمخلفاته وقاذوراته بعيدا، ان بعضاً من أعزاء الثورة، وأحباب شهدائها وحاملي ثورتها راحوا يقفون في مواجهة نهر قديم بعث حيا، فكانوا كما وعول تضرب بقرونها في صخور لم تفعل لها ضرا حتي تدمي قرونها وتغمر الدماء العيون فتحجب الرؤية تماما، ولم نعد نعرف أين العدو!!
مركب مصر
ثم بزغ نجم السيسي ليلم الشمل وينقذ الخضراء المحروسة من أنياب المتوحشين ومن عبث المتحالفين، فخرج له النهر هذه المرة من منبع المنابع ورأينا الحية التي التهمت الحيات، فقد امتد بدن الثورة من آخر الجنوب إلي أقصي حافة الشمال، ووقف المعاندون «المحترفون» الذين سرعان ما انفضحت منطلقاتهم، وراحوا يحاولون الوقوف في وجه الفيضان الجديد، لم تكن مركب نوح، ولكنها كانت مركب مصر الخالصون المخلصون الذين لا يعرفون مصدرا لطعامهم ودوائهم ولباسهم سوي ما تصنع أيديهم رأوا وفهموا، فلا حبال أو مصالح أو أموال خسيسة أو صفقات مريبة شدتهم للخلف ومنعتهم من أن يروا ان خلاصهم في الصعود، أما من عرفوا سكة الأجنبي وذاقوا حلاوة المال الحرام وبيع الأوطان باسم حماية الحريات وإبعاد (الجيش)عن ميراث أفراد يعتقدون أنهم كانوا أحق بالقيادة لتحقيق الأهداف الظاهرة والمستترة هؤلاء الذين لا يجتمعون علي أمر فإنهم راحوا ينهشون لحم الوطن ويسممون رءوس صغاره خوفا علي مواقعهم ويكيلون لنا الضربات في الظلام.
نعم عاد الفيضان، وامتلأ النهر وفاض، الملايين التي لم يحسب التجار لها حسابا، السفينة وجدت ربانها، أنه الوطن في لحظات يبصر من جديد.. ليست المعارضة عمال علي بطال مهنة، أو ربما كانت مهنة ولغبائي وجهلي وقصر نظري وقلة تقديري لا أري أنها كذلك!!
مصر تصعد من خمولها وتحاول ملامسة اسمها من جديد، البعض من المتحذلقين مازالوا يكرهون عبدالناصر حتي الآن لغير سبب مفهوم، أحيانا يتشدقون بالديمقراطية الرومانسية الوهمية، والآن.. أعرف أن من رأيتهم في سجونه من الاخوان، لولا وجودهم بين الجدران لما مكنوه أي الزعيم.. من تحقيق كل ما حقق رحمه الله، وهانحن مهددون بأن لا نجد نقطة الماء ورغيف الغذاء.. انهم وحوش نهمون لا يعرفون من أمور الدنيا غير التآمر وكراهية فكرة الأوطان التي مات من أجلها أعز شبابنا منذ ثورة 25 يناير إلي ما تلاها..
وها هو السيسي في الأمم المتحدة يعيد كتابة اسم مصر بقلم مصر فينتزع القلوب قبل التصفيق.
الخطاب تاريخي
خطاب محكم ضيق العبارات وسع من دلالاتها لم يهدد وان هدد لم يفسر وان فسر لم يضعف أمام الجبروت ولم يقلها محلاة أو مغلفة، لم يكشف تآمر المتآمرين بل كشفه برقي ونظافة لسان أمام مجمع العالم أجمع. زحف الشعب المصري النبيل خوفا عليه ودعما واكتشفوا أن الرجل أقوي مما تخيلوا فزاد يقينهم به بل أجبر الأمم المتحدة أن تصفق لهؤلاء المتظاهرين الطيبين الذين نسوا في لحظة إن كانوا مواطنين أمريكيين أو مصريين فمصر ترحل دائما في القلوب أينما رحلت، وتلك من مآثرنا ومن أفضال النيل القديم التي وحد كل الجنسيات الغريبة ومصرهم و«نيلهم» وأقولها في مجال الفخر.
ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسي ليجد أهله أمام أبوابها، ومن خلفه الذين مولوا المشروع العظيم في ثمانية أيام جمعوا التمويل من لحم بطونهم. ذهب منتصرا فانسحق وانسحب الاخوان هناك بعد دعوات بالمحاصرة والهجوم لم نر منها غير بضع سفالات تليق بهم خارج أبواب المطار للإعلامي الكبير يوسف مصطفي الحسينيلم تكن تنقصه سلاطة الرد فيا لغبائهم في الاختيار، وما عدا ذلك كانت مصر وأظننا هنا - ربما لا أعرف قد يكون بعض المضللين كانوا أساسا ضد الزيارة وضد وقفة الرجل واتساق خطابه وعظمة ما جنت مصر من القيام الشجاع بها، ولن أهلل وأقول ان العالم جاء جاثيا علي ركبتيه يطلب الصفح والغفران لتآمره علينا. لكن «الإعلام الخفي» للناشطين من أهل قهوة النشاط (رحم الله صلاح جاهين) إلي جانب فيض التزيف الإخواني لصورتنا في الخارج، وإفساد مشروع أكل العيش الأمريكي الثمين الذي تحول إلي فقاعات طرقعها النهر في فيضانه العظيم لا شك أنها ضربات سوف تحاول تلك القوي الكبري وعملاؤها في الخارج والداخل أن تردها بالوقوف في وجه بلد عرف الطريق لفيضانه القديم.
تحية للرئيس الأمين، وتحية لشعبه المجاهد، وتحية لكل من خطا خطوة واحدة داعمة لمصر لإنجاح رحلة الرجل!!
ملحوظة : تداعي الذاكرة وعدم ترتيب الأقوال هو اني أطارد الإحساس قبل أن يطير، فلست في حالة صحية تجعلني أعيد كتابة ما كتبت!!
الأستاذ هيكل
الخميس :
لا أدري لماذا ودائما أحس بالعجز حين أحاول أن أكتب كلمة في تحية الأستاذ محمد حسنين هيكل.
تقف أمامي إنجازاته العبقرية لتغلق أمام عيني نافذة القول،، ذلك لأن الأستاذ هيكل ودائما هو أكبر من كل قول، سواء ممن يمتدحونه أو من يحاولون النيل منه، فهو بالنسبة لي رجل بني نفسه لإفادة البشر وهو فوق كل استفادة من أي نوع ومنزه عن صغار الصغار ومديح الكبار، والذين يحاولون إلصاق شهوة الحكم أو التقرب من الحكام ترتد اليهم أسهمهم في الحال، إذ إن ثمة نوعا من البشر ينزعج الحكام الشرفاء من ألا يجدونهم من حولهم، وربما كان الرجل أبرز من يمثل هذا النوع من البشر!!
هو السياسي الذي علمنا أن لا سياسة بدون أدب، وأن الاثنين ينبعان من منبع واحد هو الرؤية، وأن الرؤية بقدر ما نجتهد إن لم ينفخ فيها الضمير الحي والمنزه والرضا بما أنت فيه، والتنزع عما يعوق، وإخلاص المتصوفين لعملك إلي جانب الدأب المتواصل الذي يقودك للاهتمام بالبشرية جمعاء ووطنك جزء منها، فلن تهبك هذا الاستمرار المشع والألق المشتعل الدائم.
اثنان لا أعرف أن أكتب عنهما سطرا، فقط أقف بإجلال أمام ابداعاتهما متواضعا ممتنا، فكل سطر كأنه هدية تخصني بالتحديد، وأعرف أن الآخرين من أصفياء النية أنقياء الضمير يحسون تماما بما أحس. (نجيب محفوظ ومحمد حسنين هيكل)
يا أستاذنا الكاتب السياسي العظيم، والأديب الذي تقطر النثر وتمطرنا بشعر شعراء عظام تركوا أرديتهم علي بابك فحملتها معك، ترينا - أحيانا - أطرافا منها - حسب المحبة - وواقع الحال والقول.
كل عام وأنت وأسرتك وأحبابك بخير، فأنت مصباح معلق في سقف كل بيت أحبك وأحتفي بما أعطيت!!
تحية لهذا الرأس الذي يحتوي العالم مصنفا ومنسقا مأرشفا وكأنه ولد في كل مكان في العالم هذا هو محمد حسنين هيكل لكل كل الحب وأطال الله في عمرك.
خالد صالح.. وداعا..
الجمعة :
يأتيني صوته الرائق الصادق محييا كلمتان نتبادل فيهما الود ونمضي. ابنه زميل ابنتي في الجامعة، فاستأذنها رقم هاتفي لوالده، ومنذها لم ينقطع لنا ود.
لقدوعد بزيارتي في القرية التي أقيم بها بالاسماعيلية، ونحن نعرف وعود الود، نصدقها بحماس ساعتها، ثم توفر، علينا مسئولياتنا وهموم مهامنا ، عناءالسفر والترحال، ولذلك قضيناها صداقة «هواتف» أول مالفت نظري «خالد صالح»، كان في مسلسل «الدم والنار» للمبدع «وحيد حامد» رأيته فلاحا هادئا يولد من قسوة الظلم ثوريا مهيبا لا ينسي خلال العمل للحظة واحدة أنه فلاح فقير يقاوم جبلا من الظلم والظلمات، وتابعته إلي أن صار إي ذلك الكيان المكتمل لممثل عرف معني التمثيل، أو لنقل أن التمثيل سعي إليه طيعا رحم الله «خالد صالح» الذي كان يطمئن علي حالتي الصحية فسبقني!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.