اردوغان بعد مرور يومين علي طلب وزير الخارجية التركي مقابلة نظيره المصري سامح شكري جاءت إساءة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لمصر خلال كلمته بالأممالمتحدة، لتؤكد استمرار انقرة في سياساتها المعادية للقاهرة، ولتعطي دليلا اضافيا علي ان اردوغان لن يخرج من حالة العداء الشخصي الذي وضع نفسه فيه مع مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي، بحسب ما أكد خبراء دبلوماسيون ل «لأخبار». قالت السفيرة هاجر الاسلامبولي مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الامريكية، أنه من الواضح ان ما يحرك اردوغان موقفا شخصيا من مصر بعدما خسر خسارة فادحة بقيام ثورة 30 يونيو، التي أسقطت الزعامة المنفردة للمنطقة التي كان يتصورها، ما جعله يدلي بتصريحات خارجة عن المألوف في العلاقات الدولية. وأكدت الاسلامبولي ان كلام اردوغان ليس له قيمة علي ارض الواقع في ظل الترحيب الكبير بمصر من أكثر من 190 دولة هم أعضاء الأممالمتحدة، اضافة إلي اللقاءات الدولية التي أجراها السيسي وردود الفعل الايجابية لصالح مصر، مؤكدة أن تصريحاته للاستهلاك الاعلامي، خاصة ان شهرته في المنطقة صنعها بمجرد تصريحات عن القضايا العربية التي ساهم في انهيارها ولم يفدها بشئ. غير متزن وأشار السفير عزت سعد مساعد وزير الخارجية الأسبق إلي أن الرئيس التركي رجل لا يمكن توقع ردود افعاله، وهو الآن يتأرجح ما بين رغبته في الظهور كمحارب للارهاب في التحالف ضد داعش، وافعاله التي تناقض ذلك حيث بدا في خطابه وكأنه يدافع عن تنظيم داعش الارهابي. وأوضح أنه بعد التصور بوجود انفراجة في العلاقات المصرية التركية، نتيجة طلب الخارجية التركية مقابلة الوزير سامح شكري، جاءت اساءة اردوغان لمصر لتؤكد أن الغموض هو السمة الأساسية لسياسة تركيا الدولية، وأن اردوغان ديكتاتور لا يمكن التنبؤ بأفعاله. وقال السفير عبد الرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية الأسبق إن كلمة أردوغان والذي تطاول فيها علي مصر توضح أنه يتخذ اتجاها محددا لا يريد تغييره وهو الدفاع عن المنظمات الارهابية التي أصبحت أنقرة مقرا لها مضيفا أن رد الخارجية برفض اللقاء الثنائي الذي طلبته تركيا مع وزير الخارجية سامح شكري كان سريعا وحاسما. ويري السفير أحمد الغمراوي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن اردوغان كان لديه وهم بأن يعيد الخلافة ويصبح خليفة المسلمين، وبالتالي فكلما يزداد الاهتمام الاعلامي بالسيسي سيزيد من غضب اردوغان، علي الرغم من أن نجاح السيسي يسعد أكثر من نصف الشعب التركي الذي يعاني من تحكم اردوغان وحزبه الاخواني في بلادهم بقبضة حديدية، مؤكدا ان الاستقبالات الحافلة للسيسي من مختلف المسئولين الدوليين ترد علي ادعاءات اردوغان. خارج السرب كما أوضح السفير فتحي الشاذلي سفير مصر السابق في تركيا أن اردوغان قرر بينه وبين نفسه أن يطغي انتماءه العقائدي لجماعة الإخوان المسلمين علي مصلحة بلاده وهو ينصرف في هذا دون المسئولين في مؤسسة الرئاسة التركية.. وقال السفير الشاذلي إن الخارجية التركية مؤسسة عريقة واعرفها جيدا عندما كنت سفيرا لمصر في تركيا وهي تتوخي مصلحة الدولة التركية وتسعي دائما لتحقيقها.. وأقول إن اردوغان أول من انتهك هذا الخط في تصريحاته المعادية لمصر منذ أن كان رئيسا لوزراء تركيا وكنت دائما اؤكد علي أنه يغرد خارج السرب وهو وحده الذي يتبني هذا الخط بالمخالفة لرئيس الجمهورية في ذلك الوقت عبد الله جول. كما أوضح أن هناك اتهامات للمخابرات التركية بأنها كانت وراء نشأة تنظيم داعش وهي التي سمحت له بالتدريب داخل الأراضي التركية وهذا تورط تركي واضح لصالح هذه الجماعة الإرهابية. من الخوارج ومن جانبه أكد السفير مخلص قطب مساعد وزير الخارجية السابق، أن الرئيس التركي أحمد طيب أردوغان يظل يدهشنا يوميا بإصراره علي مواقفه الفردية تجاه شعب مصر ليكرس ويرسخ بذلك مبدأ أنه أصبح من الخوارج علي النظام الدولي. وقال قطب إن تلك التجاوزات تعد خروجا علي النظام والأعراف القانونية والدبلوماسية التي نص عليها ميثاق الأممالمتحدة في العلاقات بين الدول والشعوب. وأشار إلي أن تجاوزات وموقف أردوغان ضد مصر جاءت معاكسة ومغايرة لمواقف دول العالم التي أدركت وتفهمت عمق التغيير الذي جري بمصر حيث قرر الشعب المصري في 30 يونيو تغيير نظام لايلبي تطلعاته وأهدافه وحاول أن يسلب الوطن هويته ويفرط في أرضه. وختم قطب تعلقه بقوله « لكننا نثق في الشعب التركي الذي يدرك تماما عمق العلاقة التاريخية بينه وبين الشعب المصري وأن الأتراك سيقولون كلمتهم ويصححوا الأوضاع كما سبق وإن فعلها الشعب المصري في 30 يونيو».