بعد أن تخلصت أمريكا من الاتحاد السوفيتي وضمت دول أوربا الشرقية إلي الاتحاد الأوروبي.. تفرغت أمريكا لتفتيت الدول العربية إلي دويلات صغيرة هل المنطقة العربية.. في انتظار سايكس بيكو أخري.. أم يكذب القادة العرب هذه المقولة.. ففي بداية القرن الماضي وبعد انهيار الدولة العثمانية تم توزيع الغنيمة من الدول العربية طبقا لتلك الاتفاقية إلي دول محتلة وخاصة للاستعمار البريطاني والفرنسي.. إلي أن بدأت حركات التحرر تسيطر علي تلك الدول فنالت الاستقلال عن التاج البريطاني وفرنسا.. وبعد ذلك ظهرت سياسة القطبين الولاياتالمتحدة وحلف الأطلنطي في اتجاه والاتحاد السوفيتي وحلف وارسو في اتجاه آخر.. واستمرت الحرب الباردة بين القطبين ووصلت مداها إلي كل قارات العالم.. ولكن تغلب القطب الأمريكي وأعوانه وانهار الاتحاد السوفيتي وتحول إلي عدة دول وتحررت أوربا الشرقية من قبضة السوفيت وتوحدت ألمانيا من جديد.. وأحكمت أمريكا سيطرتها علي العالم كله بحجة حماية الديمقراطية في العالم.. ولكن الواقع هو حماية اسرائيل فتاها المدلل. وبعد أن تخلصت امريكا من الاتحاد السوفيتي وضمت دول أوربا الشرقية إلي الاتحاد الأوروبي.. تفرغت أمريكا لتفتيت الدول العربية إلي دويلات صغيرة.. ولعبت المخابرات دورا قذراً لتنفيذ هذا المخطط.. فاشعلت الحرب في جنوب وغرب السودان حتي تم انفصال الجنوب تحت اسم دولة جنوب السودان ودارفور في انتظار نفس النتيجة.. وشمال السودان نفس الهدف. وجاء الدور علي العراق.. لأنه يملك كل المقومات ليكون أغني دول العالم.. فلديه النفط والماء.. وعمدت أمريكا إلي اشعال الحرب العراقية الايرانية التي انهكت الطرفين.. وأغرت العراق علي غزو الكويت ليكون ذريعة للتخلص من نظام صدام.. وما تبعه ذلك من احتلال للعراق.. وتم تقسيم العراق والقضاء علي مقومات الدولة بعد أن تحول إلي دولة شيعية وأخري كردية.. أما السنة فيخوضون حربا ضروسا بمساعدة المتطرفين لاعلان الدولة الاسلامية. وفي خضم تلك الأحداث ظهر تعبير الربيع العربي وبدأ بتونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن.. ففي تونس تم القضاء علي نظام حكم بن علي.. ولكن مازالت تعاني والحرب الخفية تدور بين التيار الاسلامي والتيارات الأخري. وجاء الدور علي مصر.. وخرجت المظاهرات.. وتم التخلص من حكم مبارك وما تبعه من أحداث وتطورات حتي وصول الإخوان للحكم.. وسيطروا علي مفاصل الدولة وهمشوا كل التيارات الأخري.. وخرج الشعب مرة أخري يستنجد بالقوات المسلحة ليعلن رفضه لتلك السياسات واحتكم الجيش لرأي الشعب وتم عزل الإخوان عن الحكم ليحمي البلاد من متاهات حروب أهلية مثلما يحدث في ليبيا وسوريا. وجاء الدور علي ليبيا.. وتم القضاء علي حكم أسرة القذافي وسيطرت الجماعات المسلحة علي البلاد.. وضاعت الدولة وفقدت الحكومة سيطرتها علي معظم الأراضي الليبية.. وجاء الدور علي سوريا وتم اشعال الفتن والحرب الأهلية بين العلويين والسنة.. وتم تدمير البلاد وهرب الكثير من السكان وأصبح مخطط التقسيم أقرب إلي الواقع.. واليمن أيضا لم يهرب من الواقع وتم عزل علي بن عبدالله صالح وتدور حاليا معارك طاحنة بين الحكومة والحوثيين. كل هذه الأحداث تتم بمباركة أمريكا.. بحجة تأهيل الديمقراطية.. ولكن الواقع هو الاستيلاء علي البترول العربي وكسر شوكة أي دولة تحاول مقاومة اسرائيل وستتحول إلي دويلات سنية وشيعية وكردية.. أيها العرب.. أفيقوا.. انظروا إلي اسكتلندا وقد رفض سكانها الانفصال عن التاج البريطاني وقرروا الاستمرار تحت العلم البريطاني.. أما نحن العرب.. فكل شارع أو حي يريد الانفصال فتجد من يسانده ويدعمه من أجل اعلان الاستقلال.