عندما شُقت قناة السويس سنة 1859م، وضرب أول فأس في الرمال، حفرها أجدادنا بأناملهم وجهدهم وعرقهم بالصحراء ولم تكن هذه أول مرة ولكنها تختلف عن سابقاتها، فعندما فكر المصريون القدماء في ربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، شقوا قناة سيزوستريس سنة 1850 ق.م، ثم اعادها الملك سيتي الأول عام 1310 ق.م، ثم الملك نخاو 610 ق.م، وكانت دائما تشق من النيل إلي البحر الاحمر.. ووصولا لديلسبس سنة 1855م، حيث بدأ بحفر قناة السويس وضرب ديلسبس 1859م أول معول في الارض إيذانا ببدء الحفر، في أواخر عام 1866م ضربت الفأس الأخيرة في حفر القناة وتم وصل مياه البحرين في 15 أغسطس في منطقة الشلوفة. انها قصة كفاح اكثر من مليون عامل مصري، تعرضوا لمعاملة قاسية وسيئة جدا ادت إلي موت 125 ألف عامل، بعد ان اتموا استخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال، وشقت القناة بيد مصرية بطول 165كم وعرض 190 مترا وعمقها 58 قدما، ولكن كانت القناة تحت السيطرة الفرنسية لمدة الامتياز 99 سنة من فتح القناة، وبدأ التدخل الاجنبي اكثر، فاعترضت انجلترا وبشدة علي هذا المشروع خوفا علي مصالحها في الهند، ومنذ ذلك الحين صار الاستيلاء علي هذا الطريق المائي الجديد من اغراضها السياسية، حتي فرضت سيطرتها التامة علي القناة سنة 1888م. حتي جاء الرئيس جمال عبدالناصر وأعلن تأميم القناة في 26 يوليو 1956م، الذي وصف الشركة العالمية البحرية لقناة السويس بأنها «شركة نصب» اغتصبت حقوق المصريين.. فهذا الشريان المائي الذي يدب في قلب العالم وصار شابا يدب بالحياة يريد الزواج من عروس تكون بجواره، فقرر الرئيس عبدالفتاح السيسي وجود عروس له تُشْق بجواره، تسمي «قناة السويس الجديدة» منذ أكثر من شهر تقريبا، وأصر ان تكون بأيد وسواعد مصرية وتمويل مصري 100٪ لتكون للمصريين فقط و «تحيا مصر» بشعبها ورئيسها ويحفظها الله من كل سوء.