د. جمال سلامة مرحلة جديدة من العلاقات المصرية الروسية اسفرت عنها المباحثات الناجحة للقمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وبوتين في سوتشي علي البحر الأسود خصوصا بعد اعلان الرئيس بوتين عن تزويد مصر ب 5 ملايين طن قمح روسي هذا العام وزيادة صادرات مصر لروسيا بنسبة 30% فضلا عن انشاء منطقة للتجارة الحرة وتكثيف التعاون في كل المجالات ومكافحة الإرهاب ودعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بالإضافة الي تزويد مصر بمعدات عسكرية روسية عالية التقنية بينها مقاتلات «ميج 29» وصواريخ كورنيت المضادة للدبابات لمصر. «الأخبار» استطلعت آراء الخبراء والمتخصصين ووجهت لهم السؤال هل سيشعر المصريون بنتائج الزيارة الرسمية للرئيس السيسي لروسيا؟ وما التغيرات التي ستطرأ علي الاقتصاد المصري بعد نجاح مباحثات سوتشي. في البداية يقول اللواء محمد علي هلال الخبير الاستراتيجي ان زيارة الرئيس السيسي لروسيا هي استكمال للزيارة التي قام بها عندما كان وزيرا للدفاع المصري وهو ماجعل حفاوة الاستقبال تظهر بوضوح للجميع اي أن الزيارة السابقة كانت بمثابة ترتيب مسبق لإقامة علاقة طيبة بين مصر وروسيا مشيرا إلي ان زيارة المنطقة الصناعية الروسية كانت لها دلالة اقتصادية عظيمة توحي بالمستقبل المترقب ودور روسيا الكبير الفترة القادمة في الاقتصاد المصري وذلك بالنسبة لكل المصانع خاصة مصانع الحديد والصلب ومصانع النسيج بالمحلة وكذلك تنمية مشروع محور قناة السويس وكذلك التعاون في مقاومة الإرهاب. زيارة هامة جدا ويري د.رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية» أن وقت الزيارة مهم جدا فالاتحاد السوفيتي في الماضي كان اول الداعمين لمصر في بناء السد العالي وحمي البلاد من كارثة الجفاف مضيفا أن البنك الدولي وقتها رفض دعم المشروع ماليا رغم أن مصر كانت من مؤسسيه الأوائل الا ان أمريكا رفضت وقتها وكانت هي المسيطرة علي الصندوق وبالنظر الي حرب اكتوبر عام 73 فسنجد ان علاقتنا بروسيا وقتها كانت قوية للغاية وربحنا المعركة بالسلاح الروسي. فاعل دولي كبير من جانبه اكد الدكتور جمال سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس فاعلية الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا مشيرا للدلالة السياسية المرتبطة بكون هذه الزيارة هي الزيارة الأولي للرئيس المصري المنتخب خارج الحدود العربية مما يؤكد اهمية توثيق العلاقات المصرية الروسية موضحا ان روسيا فاعل دولي كبير لها تأثيرها المعروف في الأممالمتحدة إضافة إلي وضعها في الشرق الأوسط كله الأمر الذي يعني تخديم الرئيس المنتخب علي سياسة مصر فهو يحاول إعادة رسم علاقة مصر بالدول الكبري كما ان وجود منطقة صناعية متخصصة في شمال غرب السويس سيضيف للاقتصاد القومي الكثير. رسالة للأمريكان أما د.سعيد صادق استاذ الاجتماع السياسي فيري ان زيارة الرئيس لروسيا جاءت لإحداث توازن في القوي وارسال رسالة قوية للأمريكان وأكد صادق أن الفترة القادمة ستشهد تعاونا في المجال الاقتصادي والتكنولوجي بالإضافة الي التعاون المشترك في ملف الطاقة والسلاح.