«إن مصر تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حدودها مع ليبيا وتتابع التطورات الجارية وأحوال المصريين هناك» الحدود المصرية خط أحمر لن تسمح القوات المسلحة أبداً بالاقتراب منها ولا تجاوزها سواء من الشرق أو من الغرب.. مهما كانت الظروف والدوافع لأنها تمثل الأمن القومي المصري ورمز السيادة الوطنية.. ولعل الأحوال الأمنية المضطربة التي تمر بها ليبيا تلك الجارة المتماسة مع الحدود المصرية من ناحية الغرب وعلي امتداد الصحراء الغربية الطويلة تمثل نوع الخطر الذي تتعرض له هذه الحدود وتدفع القوات المسلحة القوية إلي اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين حدودنا مع ليبيا واتخاذ الاحتياطات الضرورية لمواجهة أي محاولة لاختراقها أو التسلل من خلال مساحاتها الشاسعة إلي الداخل خاصة من اقليم برقة وإلي اقليم طرابلس من خلال الصراع للجهات المختلفة من الميليشيات والمدججة بالأسلحة المهربة والمنتشرة في جميع أرجاء الصحراء الليبية بعد سقوط حكم العقيد القذافي.. ولا يمكن السكوت والتهاون فيما يحدث علي الحدود لجماعة الإخوان وعناصر أخري من التكفيريين والمتطرفين الذين يجدون الملاذ في الأراضي الليبية والتي تتاخم الحدود الغربية وتنتشر في المناطق الجبلية لتهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية والتسلل إلي داخل الأراضي المصرية الحدودية وعلي امتداد 1200 كيلو متر. وحسب ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن مصر تتخذ كل الإجراءات اللازمة والضرورية لحماية حدودها مع ليبيا وفي إطار الإمكانيات المتاحة وتتابع التطورات الجارية في ليبيا بشكل دقيق، وتداعياتها علي الأوضاع المصرية. وطمأن الشعب المصري علي أن القوات المسلحة تقوم بدورها في حماية الحدود المصرية. وأكد الرئيس السيسي أن مصر تراقب ما يجري في ليبيا بشكل دقيق وتعمل حساباتها في إطار الإمكانيات المتاحة لمواجهة هذه الأوضاع بالشكل الضروري لمواجهة هذه الأوضاع علي الأراضي المصرية، ومرة أخري يؤكد السيسي أن القوات المسلحة تقوم بدورها في حماية حدود مصر وأنه تم وضع قوات في أماكن جديدة لم تكن بها قوات من قبل (وذلك علي ضوء حادث الفرافرة). وأشار إلي أنه لا توجد قوات ليبية علي الجانب الآخر من الحدود، ومؤكداً أن تأمين الحدود يعتبر عملاً مشتركاً بين البلدين (مصر وليبيا) وتقوم كل دولة بتأمين جانبها.. وقال الرئيس إن القوات المسلحة اتخذت إجراءات لتأمين حدود مصر تحسباً لأعمال التهريب سواء الأسلحة أو عناصر أو أشياء أخري.. والتي سبق أن نبهنا إليها قبل 30 يونيه وأنه كان يتم التعامل مع أي عناصر تحاول اختراق الحدود المصرية. إن عيون مصر مفتوحة لكل الاحتمالات وبالذات في ظروف الاقتتال بين الميليشيات المتصارعة في ليبيا والتي زادت حدتها في طرابلس مؤخراً ثم انتقلت إلي بنغازي.. وذلك يمثل تهديداً للمصريين العاملين هناك والذين يبلغ عددهم قرابة المليون ونصف مليون وقد توجهوا إلي هناك في عهد العقيد القذافي وكانت تقوم علي أكتافهم معظم المشروعات خاصة البناء والتشييد ولذلك فإنهم يتعرضون للخطر في ظل الظروف الحالية وقد بدأ بعضهم في العودة عن طريق الحدود التونسية هروباً من الموت ومنهم من تركوا حاجياتهم.. لأن هناك المسلحين الذين يهاجمون المناطق وسط العاصمة ويستخدمون أسلحة ثقيلة في المعارك الضارية التي تجري بين الميليشيات والتي قاموا بنهبها من مخازن الجيش الليبي خصوصاً في بنغازي ووصل الحال إلي القصف المتبادل في طرابلس بين الميليشيات المتحاربة في منطقة محيط المطار واشتعال الحرائق في خزانات الوقود. بينما تواصل القتال في بنغازي والمعارك بين قوات الجيش والصاعقة من جانب وميليشيات أنصار الشريعة وعناصر القاعدة من جانب آخر حول العديد من المعسكرات.. وقد تدخل الطيران الليبي في المعارك الأرضية الدائرة.. وأكد العميد صقر الجروشي مدير السلاح الجوي الليبي أن المقاتلات الليبية شنت غارات جوية علي مواقع المتشددين والتكفيريين في مدينة أجدابيا وتم استهدافها نظراً لتواجد الجماعات الإسلامية المتشددة في تلك المواقع وأنهم يقاتلون في بنغازي ليلاً ويعودون فجراً لقصف معسكرات الجيش بالأسلحة الثقيلة والصواريخ. وأوضح الجروشي أنه سيتم استهداف أي قوافل لا تتبع الجيش الليبي وحذر من تأجير المخازن لأنها تستخدم كمخازن للذخيرة والسلاح للميليشيات ومما يجعلها هدفاً للمقاتلات الليبية وفي ظل هذا الاقتتال يحاول المصريون الهرب والنجاة بأنفسهم من جحيم المعارك الطاحنة وهذه صورة مما يجري علي الجانب الآخر في الأراضي الليبية! وهو ما يستدعي الحذر والانتباه لأي مضاعفات قد تؤثر علي الحدود المصرية الليبية وسلامتها وأمنها!