مريم ناعوم وصفت بأنها جديرة بالاحترام والثقة في صناعة أعمال تنهض بالسينما المصرية وذلك بعد فيلمها «واحد صفر» بطولة الهام شاهين الذي صنف ضمن أفضل أفلام السينما المصرية واختيرت هذا العام لتكون بين قائمة أفضل سيناريست لمسلسلها «سجن النسا» المأخوذ من رواية الكاتبة الراحلة العملاقة فتحية العسال إنها السيناريست الشابة مريم نعوم كان معها هذا الحوار بالرغم من دراستك لعلم الاقتصاد بفرنسا الي انك غيرت الاتجاه لدراسة السيناريو بمعهد السينما،فكيف جاء هذا القرار؟ جاء اثناء دراستي بالفرقة الأولي لكلية الاقتصاد بجامعة بولبياك حيث كنت اثناء وقت الفراغ اذهب الي السينما لمشاهدة الأفلام وكانت من مختلف البلدان وذلك عام 1995، فوجدت أن لدي حماسا شديدا للدخول الي عالم الفن السابع. وفعلا قررت بعد عام من الدراسة أن أعود الي مصر لدراسة السيناريو بمعهد السينما الذي تخرجت منه عام 2000. والدك الروائي نبيل نعوم ووالدتك مصممة الحلي سوزان المصري هل كان لهما دور في هذا القرار المصيري؟ لا بالعكس لم يتدخلا في قراري، فقاما بتربيتي علي تحمل مصير أي قرار اتخذه في حياتي لأنهما واثقان تماما في تفكيري. وهما مهندسان ،فوالدي فضلا عن أنه روائي فهو مهندس مدني وو الدتي أيضا بجانب موهبتها في تصميم الحلي فهي مهندسة كهرباء. هل هناك فرق بين المسلسل ومسرحية الكاتبة الراحلة فتحية العسال «سجن النساء» المأخوذ عنها المسلسل؟ أنا أعتمد في كتابتي لسيناريو أي رواية أن يكون قلب المسلسل من قلب الرواية،و لكن مع اضافة العديد من الاضافات من تأليفي للشخصيات ففي مسلسل (موجة حارة) المأخوذ عن رواية للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة بعنوان «منخفض الهند الموسمي» كان هناك تغيير واضافات وضعتها حتي يتناسب مع عام 2010 بدلا من عام 2000 التي ذكرت في الرواية.و كذلك الحال عند كتابتي لسيناريو مسلسل « حكاية بنت اسمها ذات المأخوذ عن رواية للأديب الكبير صنع الله ابراهيم فمعالجتي لها مختلفا أما مسلسل سجن النساء فتعمدت أن يكون العامل المشترك بينهما هو الاسم فقط أما الشخصيات والحوار فمن تأليفي. صرحت بأن سجن النسا من تأليفك، فمن أين جاءت قصص السجينات؟ ذهبت الي سجن القناطر أكثر من مرة حتي أشاهد علي أرض الواقع كيف يعيش هؤلاء النسوة السجينات حتي أعرف تفاصيل كثيرة عن مواعيد استيقاظهم ونومهم وما نوعية الطعام التي يأكلونها وغيرها من التفاصيل المهمة حتي أكون واقعية عندما أكتب عن عالمهن داخل السجن. ولكن قصص السجينات من تأليفي تماما ماعدا قصة الخادمة روبي التي أثارت جدلا واسعا بين النقاد ،فهي قصة حقيقية لحادثة وقعت بين خادمة أحرقت مخدومتها. سجانات سجن القناطر غضبن من المسلسل لأنه يشوه صورتهن أمام المجتمع،فما تعليقك؟ أقول لهن لا تغضبن،لأن المسلسل ليس فيلما تسجيليا فشخصية غالية التي مثلتها الفنانة نيللي كريم من وحي خيالي ،و لا أقصد به التعميم علي كافة سجانات السجن. هناك بعض الآراء التي ترفض ظهور وتنجيم الشخصيات السلبية في المجتمع ،ما رأيك؟ أري العكس ،فيجب اظهار هذه الشخصيات لأنها جزء من المجتمع وموجودة داخله بالفعل فكيف نتجاهلها. قضية التحرش التي أشار اليها المسلسل في بعض المشاهد هل كانت تقصد مناقشة هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل واضح في المجتمع؟ أكيد،فكل كلمة أو مشهد في المسلسل هدفت الي القاء الضوء علي الموضوعات التي طرحها المسلسل. مشاهد الخمر والرقص ألا ترين أنه يمكن حذفها من المسلسلات حتي لا تخدش حياء المتفرجين؟ حذفها ليس ضروريا لأنها مهمة جدا دراميا وبدونها سيختل المعني المراد توصيله للجمهور.
ما هي الرسالة التي يريد المسلسل إيصالها للجمهور؟ أنا أفضل أن يستنتج المشاهد الرسالة والهدف حسب رؤيته وقناعته الشخصية التي كونها من خلال مشاهدته للمسلسل. المسلسل يلقي الضوء علي اضطهاد المرأة ،فهل ترين أن اضطهادها يقودها الي ارتكاب الجريمة؟ بالطبع فأغلب المسجونات تسبب اضطهادهن في المجتمع الي تورطهن في ارتكاب الجرائم،و ليس هن فقط ولكن الرجال أيضا. فالظلم أحيانا يؤدي الي ارتكابها والوقوع في فخ الفساد. البعض يري أن هناك توجها من قبل المسلسل للتعاطف مع السجينات التي قامت بدورهن نيللي كريم وروبي ودرة،فما السر في ذلك؟ لا، بالعكس فالمسلسل اظهرهن بشكل سلبي وأن مصيرهن السجن. النجومية أمام الكاميرا لا تراود أحلامك مثلما تحققت خلفها؟ لافأنا ليست لدي موهبة التمثيل. الكيمياء بينك وبين المخرجة كاملة أبو ذكري ونيللي كريم بعد الثلاثية لكن في موسمين رمضانيين هل ستكرر؟ بالفعل،فسبب تكرار عملنا معا ثلاث مرات في فيلم واحد صفر وحكاية بنت اسمها ذات وأخيرا سجن النسا هو التفاهم الشديد بيننا.
ما الجديد في أعمالك القادمة؟ أؤجل أي تفكير في عمل جديد الآن. فأنا في اجازة فكرية ، و سأبدأ نشاطي العملي بعد عيد الأضحي المبارك ان شاء الله.