المتوفى عاطف عبد السميع مع عروسة والدة عبد الجليل : منهم لله «الكفرة» .. ابني لسه عريس .. والد السيد: لم ير ابنته حالة من الحداد تسيطر علي قرية ميت الأكراد مركز المنصورة بعد تشييع جثامين 3 من أبنائها لقوا مصرعهم في ليبيا علي أيدي مسلحي النصرة.. القرية تحولت لمأتم مفتوح والكل يتلقي العزاء من أبناء القري المجاورة وتم إلغاء عدد كبير من مظاهر الأفراح لشباب القرية وأجريت الأفراح في صمت . الكل طالب بالقصاص من الإرهابيين الذين اغتالوا أبناءهم بطريقة وحشية دون مراعاة لوجود سيدات وأطفال معهم . كان أبناء القرية قد شيعوا مساء أمس الأول الضحايا الثلاثة وهم: عبد الجليل الطوخي علي السعيد عاطف 28 سنة دبلوم زراعي و عاطف عبد السميع العوضي 35 سنة حاصل علي دبلوم فني ويعمل «حلاق» ونجله محمود 3 سنوات . الضحايا كانوا يستقلون سيارة عاطف عبد السميع الضحية الثانية والذي قام بشرائها قبل قرار الرحيل والفرار بأسرته وأصدقائه من جحيم الحرب الدائرة بليبيا وكان بصحبته حماته وزوجته وطفلاه محمود ورودينا بالإضافة للضحيتين عبد الجليل والسيد. قالت حماته أميمة السنوسي المصابة في الحادث: إنهم أثناء عودتهم وهروبهم من أحداث العنف التي تشهدها ليبيا إلي مصر استقلوا سيارة زوج ابنتها عاطف وكانت معها ابنتها وفاء ونجله محمود خمس سنوات ورودينا 3 سنوات فوجئوا علي طرق أجدابيا / البريقة بإطلاق نار كثيف علي السيارة مما أدي إلي اختلال توازنها وأصيبوا بحالة من الهلع والرعب وتوفي زوج ابنتها وطفله وجارهم عبد الجليل وشخص آخر وأصيبت ابنتها الحامل في شهرها التاسع بكسر في الحوض وقامت عناصر من النصرة بالاعتداء عليهم بالضرب وسرقة المصوغات الذهبية الخاصة بها وأيضا مبلغ 500 جنيه و500 دينار ليبي كما قاموا بسرقة الهواتف المحمولة وتركوهم وسط الدماء علي الطريق . والدة عبد الجليل الضحية الثانية لم تصدق نفسها من هول الصدمة وأخذت تردد « حسبي الله ونعم الوكيل .. ابني لسه عريس مكملش سنه منهم لله الكفرة « أما والد الضحية عاطف فجلس داخل المسجد وانخرط في بكاء هستيري وهو يردد أيضا: « حسبي الله ونعم الوكيل ابني وحفيدي ضاعا في ساعة واحدة هو في دين بيقول كده .. دول كفرة ما يعرفوش ربنا « محمد السعيد أحد أبناء القرية يشير إلي أن عبد الجليل متزوج منذ 3 شهور فقط وزوجته أية محمود معاطي ربة منزل حامل وفي حالة صحية سيئة منذ علمها بالخبر المشئوم بينما نجا باقي أفراد أسرة عاطف بعد وفاته هو ونجله محمود حيث كانت معه ابنته رودينا 3 سنوات والمصابة بكسر في القدم وزوجته وفاء محمود محمد إبراهيم والتي ترقد الآن بالعناية المركزة بمستشفي طلخا المركزي في حالة سيئة . وطالب أيمن محمد مدرس من الحكومة المصرية بتكثيف الجهود من أجل حماية أبنائها من الحرب بين الميلشيات المسلحة في ليبيا خاصة من جانب مسلحي جبهة النصرة الكفرة كما طالب بتوفير الحماية للمصريين داخل العمق الليبيي للحد من تعرض المصريين للقتل أعمال النهب التي يتعرضون لها أثناء محاولتهم العودة لمصر . وفي قرية تلبانة التابعة لمركز المنصورة تسود حالة من الحزن والترقب بعد شائعة وفاة عدد كبير من شباب القرية دون تحديد أسماء بينما تأكد وفاة السيد مصطفي سلامة العدل الخلاوي 25 سنة والذي كان يعمل حلاق ولقي مصرعه منذ 10 أيام وفشل جميع محاولات الأسرة في نقل جثمانه إلي مصر وتحول منزله وجميع منازل الأسرة إلي مأتم كبير يتردد عليهم أهالي القرية لتقديم واجب العزاء والوقوف علي آخر المستجدات في ليبيا ومعرفة موعد عودة الجثمان . وفي منزل الضحية طالبت والدته إحسان المتولي عبد الرحمن النجدي 60 سنة ربة منزل ووالده المسن وباقي أفراد الأسرة أشقاؤه حامد ومصطفي ونادية ومحظية ومحمد السلطات المصرية بإعادة جثمانه . تقول والدته: ابني السيد لم ير ابنته «رميسا» عمرها عشرة شهور بعد أن تعثر في الإنجاب حيث إنه متزوج منذ عامين وأنجبت زوجته منذ 10 شهور وكان إبني السيد يقول في التيلفون أن أمنيته أن يري ابنته وكان يحاول العودة إلي مصر من منتصف شهر رمضان وحاول كثيرا ولكن بسبب الوضع الأمني لم يتمكن من مغادرة ليبيا . ويقول والده الحاج مصطفي أنهم تلقوا اتصالا من بعض الشباب من القرية المتواجدين بليبيا وتأكدنا من الخبر من ابن خالته محمد صبري السعيد إسماعيل والذي انتقل إلي مستشفي طرابلس وتأكد من خبر وفاته وأن الجثمان حاليا في بيت الرحمة ( ثلاجة المستشفي) وأن المستشفي لا يوجد بها أي تجهيزات وإنهم طالبوا شراء حقنتين لحفظ الجثة بثمن 3 ألاف دينار ليبي بما يوزاي 30 ألف جنيه مصري وألفين دينار لسيارة الإسعاف وألفين دينار للسحارة لوضع الجثمان وتم الاتصال مع وزارة الخارجية أكثر من مرة دون جدوي ويضيف: اللامبالاة هي شعار من يردون علي التلفونات وقال أحدهم هنعمل لكم إيه ومرة أخري يقولون اتصلوا علي السفارة المصرية في ليبيا ولا حياة لمن تنادي وتقول شقيقته نادية أن أملهم الآن هو عودة شقيقها إلي مصر ودفنه بمقابر الأسرة كما طالبت بالقصاص للمصريين الذين لقوا مصرعهم حيث إنهم خرجوا من بلدهم سعيا وراء الرزق ولسداد مصاريف زواجهم ومساعدة أسرهم الفقيرة .