معاريف تكشف عن تفاهمات بين جيش الاحتلال والمستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين    جيسوس وكونسيساو.. من الصداقة للإقصاء اليوم في كأس خادم الحرمين    قبول استئناف "مالك مطعم" بالنزهة متهم بالقتل الخطأ والتسبب في وفاة عامل    الصحة: برنامج علمي متكامل للفرق الطبية ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    الأقصر وسيتشوان تبحثان آفاق التعاون فى السياحة والتعليم والاستثمار    محافظ الجيزة: بدء تشغيل شاشات العرض بالميادين لبث المواد التوعوية عن المتحف المصري الكبير    استعدادات مكثفة لمتابعة جاهزية المراكز الانتخابية قبل انطلاق انتخابات النواب بقنا    إعصار ميليسا يودى بحياة 3 أشخاص فى جامايكا    شيخ الأزهر للرئيس الإيطالي: ننتظر إعلان إيطاليا الاعتراف بدولة فلسطين    حقيقة تقدم مجلس الزمالك باستقالته لوزير الرياضة    «بلغهم بالتليفون».. شوبير يكشف تفاصيل صادمة في أزمة إيقاف «دونجا» ودور عامر حسين    رئيس تحرير "البوابة نيوز" تهنئ الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بالاحتفال ب"اليوبيل الماسي" على تأسيسها    ب25 مليون جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    ضبط (100) ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ضبط 3 أطنان دقيق في حملات مكثفة لمواجهة التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    مصرع شاب بصعق كهربائى فى الفيوم    «بسبب فاترينة سجائر».. «أمن القليوبية» يكشف ملابسات مشاجرة بين طرفين في شبرا الخيمة    محافظ أسوان: تركيب شاشات ضخمة في 14 موقعا لمتابعة افتتاح المتحف المصري الكبير    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في محافظة الأقصر    وزير الإسكان يتابع مشروعات مياه الشرب والصرف ضمن مبادرة «حياة كريمة»    «الرعاية الصحية» تدشن قسمًا جديدًا للرعاية المتوسطة بمستشفى الكرنك الدولي بالأقصر    تأكد غياب رباعي الأهلي عن السوبر.. وموقف إمام عاشور (تفاصيل)    ميسي يكشف عن موقفه من المشاركة في كأس العالم 2026    وزير الداخلية التركي: لا خسائر بشرية جراء زلزال باليكسير    14 شاشة لمشاهدة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير بأسوان    «تحب الأضواء والتصفيق».. 4 أبراج تعشق القيادة والمدح المبالغ    العرض المسرحي مسكر كامل العدد بملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي    رابط حجز تذاكر دخول المتحف المصري الكبير    18 مكتبا بريديا تعمل السبت المقبل لصرف المعاشات بالقليوبية (جدول)    متحف الأردن: المتحف المصري الكبير إنجاز حضاري عالمي    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بعد مرور 75 دقيقة من بدء تعاملات اليوم    نزلات البرد وأصحاب المناعة الضعيفة.. كيف تتعامل مع الفيروسات الموسمية دون مضاعفات؟    جامعة حلوان تطلق حملة للتبرع بالدم    جولة مسائية لمساعدي وزير الصحة بمستشفى بولاق الدكرور لمتابعة أعمال بدء التشغيل التجريبي    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية وكبير مستشاري ترامب لبحث الأوضاع في السودان وليبيا    طارق قنديل: ميزانية الأهلي تعبر عن قوة المؤسسة.. وسيتم إنشاء فرعين خارج القاهرة    موعد مباراة النصر واتحاد جدة في كأس الملك.. والقنوات الناقلة    "بعد رسول العاصفة".. كيف تمهد روسيا لعصر الصواريخ النووية الفضائية؟    «حداد»: إعلان الرئيس الفلسطيني الأخير استباقا لمحاولات «فصل الضفة عن غزة»    تركيب الإنترلوك بمدينة ديروط ضمن الخطة الاستثمارية لرفع كفاءة الشوارع    تعرف على مواقيت الصلوات الخمس اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 بمحافظة السويس    الزراعة والبيئة والري يناقشون تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائي في مصر    وزيرة التخطيط تشارك في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالسعودية    الباعة الجائلون بعد افتتاح سوق العتبة: "مكناش نحلم بحاجة زي كده"    آخر فرصة لحج القرعة.. دليلك للتقديم من البيت قبل فوات الأوان    استقرار اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 28اكتوبر 2025 فى المنيا    خالد الجندي: في الطلاق رأيان.. اختر ما يريحك وما ضيّق الله على أحد    المتحدث باسم حماس: سلمنا 18 جثمانا إسرائيليا ويتبقى 13.. و10آلاف فلسطيني لا يزالون تحت الركام    موعد بداية شهر رمضان 2026 وأول أيام الصيام فلكيًا    بعد حلقة الحاجة نبيلة.. الملحن محمد يحيى لعمرو أديب: هو أنا ضباب! أطالب بحقي الأدبي    عالم الآثار الياباني يوشيمورا يتسلم دعوة حضور افتتاح المتحف المصري الكبير    جاهزون.. متحدث مجلس الوزراء: أنهينا جميع الاستعدادت لافتتاح المتحف الكبير    ترامب يتوقع زيارة الصين العام المقبل ويرجح استقبال «شي» في أمريكا    تحرك طارئ من وزير الشباب والرياضة بعد تصريحات حلمي طولان (تفاصيل)    «العمل» تُحرر 338 محضرًا ضد منشآت لم تلتزم بتطبيق الحد الأدنى للأجور    ذاكرة الكتب| تدمير «إيلات».. يوم أغرق المصريون الكبرياء الإسرائيلى فى مياه بورسعيد    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
!صندوق تحيا مصر.. وموقف رجال الأعمال


سمير عبدالقادر
«إن تقاعس رجال الأعمال عن التبرع يحتاج منا إلي وقفة ندرس ونبحث ونحلل من خلالها أسباب هذا التقاعس!»
الإثنين:
كادت الدموع تطفر من عيني وانا استمع إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي في الاحتفال بليلة القدر، بدا في نبرات صوته الحزن والاسي وهو يتحدث عن الفقراء والمساكين والشباب الذين يعيشون بلا عمل وبلا امل كانت تقاطيع وجهه وعينيه التي شابها احمرار خفيف تعبران عن مدي تأثره الشديد بما يعانيه هؤلاء المواطنون ولكنه اكد انه لن يتركهم يعيشون في هذا المستوي غير الانساني وسيوفر لهم الحياة الكريمة التي يحلمون بها ثم وجه كلماته إلي القادرين من ابناء مصر في الداخل والخارج وقال بالحرف الواحد.. لابد ان يكون لدينا اللي نعمل بيه حاجة للفقراء والشباب الذي لا يجد العمل ولا يستطيع ان يحقق احلامه واماله ميصحش تبقي مصر محتاجة منكم ولا تلبوا نداءها وقال انه يتطلع إلي تبرعات لا تقل عن مائة مليار جنيه.
هذا ما قاله الرئيس السيسي ولكن ماذا كان رد فعل كلام الرئيس علي القادرين ورجال الاعمال واصحاب الثروات الضخمة.. هل تحركوا؟ هل استجابوا؟ هل بادروا بالمشاركة في صندوق تحيا مصر؟ للاسف وبصراحة شديدة لم يرق موقفهم إلي المستوي المشرف الذي كنا نرجوه بل وكان مخيبا للامال، ولكل التوقعات!!
وهذا التقاعس من جانبهم علينا ان نبحث عن اسبابه خاصة وانا اعلم ان معظمهم، إن لم يكن جميعهم لديه الحماس والرغبة الاكيدة في المشاركة في عملية انقاذ الاقتصاد المصري والنهوض بالتنمية في مختلف القطاعات والاستجابة للنداء الوطني الذي اعلنه الرئيس في هذا الاحتفال وفي مناسبات اخري .
ان تقاعس القادرين والاثرياء عن التبرع يحتاج منا إلي وقفة.. وقفة ندرس ونبحث ونحلل من خلالها اسباب هذا التقاعس.

وفي رأيي انه كان يجب قبل الاعلان عن صندوق تحيا مصر- حتي يتحقق له النجاح- ان يتم اعداد قائمة تضم المشروعات القومية التي سيمولها هذا الصندوق وتكلفة كل مشروع وكذلك المشروعات العاجلة التي سيكون لها الاولوية في التنفيذ وتوزع هذه القائمة علي القادرين ورجال الاعمال ويعلن عنها في وسائل الاعلام.
هذا الاجراء كان من شأنه ان يبث الطمأنينة في نفوس القادرين ويشجعهم علي التبرع فان من حق كل واحد منهم ان يعرف اين ستذهب امواله.. وفي اي المجالات سيتم استخدامها خاصة ان هذه المبادرة جاءت بعد عهود فاسدة كانت الثقة فيها مفقودة بين الشعب وحكامه!
وكان من الافضل الا تقتصر دعوة القادرين علي التبرع بالمال فقط بل وكان ينبغي ان تشمل الدعوة ايضا التبرعات العينية بمعني ان يتولي كل رجل اعمال او اكثر تنفيذ مشروع بعينه مثلا بالنسبة لخطة النهوض بالعشوائيات يتولي مسئولية كل عشوائية احد رجال الاعمال او مجموعة منهم في حالة ارتفاع التكلفة علي ان يطلق اسم من قاموا بهذا العمل الوطني علي تلك العشوائية عرفانا بجهدهم ووطنيتهم وتشجيعا لغيرهم.. كما يمكن تطبيق هذا الاقتراح في تنفيذ المشروعات الاصلاحية الاخري سواء كانت تتعلق بانشاء الطرق او الكباري او المساكن لمحدودي الدخل او الارتفاع بمستوي القري او تطوير المستشفيات او غيرها.
وبذلك يمكن تشجيع القادرين واصحاب الثروات الضخمة علي التبرع حيث ان المشروعات ستكون جاهزة امامهم بما في ذلك دراسات الجدوي وسيكون لكل منهم حق اختيار المشروع الذي يتناسب مع إماكاناته. وهناك الكثير من المشروعات الاستثمارية التي تدر ارباحا علي اصحابها وفي نفس الوقت تساهم في حل المشاكل والازمات القائمة مثال ذلك انشاء المدارس والجامعات ودور الحضانة والمستشفيات الخاصة وكل المطلوب من اصحاب هذه المشروعات او ما يماثلها الاكتفاء بربح رمزي باعتبار ان الغرض منها هو الخدمة العامة وليس الربح.
وفي هذا الاطار يمكن أيضا للمحافظين دعوة الشركات والبنوك وغيرها لاصلاح وتجميل الميادين والشوارع وانشاء الحدائق والنافورات في الاماكن التي تقع فيها مقراتهم في القاهرة الكبري والمحافظات الاخري ووضع اسمائهم علي كل مشروع يقومون بتنفيذه وبذلك يوفرون علي الدولة ما كانت ستتحمله الخزانة العامة.
اخيرا.. اقول لرجال الاعمال واصحاب الثروات الكبيرة والقادرين ان مصر اليوم تناديكم وان استجابتكم لندائها واجب وطني.. بل وفرصة لكي تردوا اليها بعض افضالها عليكم.
أين البهجة القديمة؟
الثلاثاء:
لم أعد أشعر بالبهجة القديمة لدي مقدم العيد.. هل هي السنوات العديدة التي مرت وأثقلتني بالهم، كما أفعمتني بالسرور أم هي النفس التي امتلأت حتي لم يعد فيها مكان لمزيد.. أم هي الأحداث التي حفلت بها الأيام والليالي، حتي لا أكاد أشعر ان القصة تتكرر وليس فيها جديد!
وإني لأكاد أحس أحيانا كأن أياما لم تمر وكأنني حدث يطرق باب الحياة وكل شيء فيها جديد، وأكاد أحس أحيانا أخري انها تكرار ممل ليس فيه جديد... وإني لأرقب نفسي أحيانا فإذا هي فارغة تطلب المزيد، وأرقبها أحيانا فإذا هي ممتلئة لا تقبل المزيد.
ماذا نحن والزمن؟ انه مأساتنا وهو أيضا هناؤنا.
ماذا نحن والعيد؟ انه مأساتنا وهو أيضا هناؤنا، يحرك في القلب الذكريات والحنين، ويوقظنا من مرارة إلي أن الأيام التي ذهبت لن تعود، وفي الوقت نفسه يملأ القلب بهجة انه عاد، فكأنه يمسح الصدأ عن النفس والقلب، ويملأها بأمل حلو ورجاء في غيب غير منظور.
كان العيد فيما مضي يأتي والشمل مكتمل والقلب مبتهج والدنيا في طراوة العود.. ما أعجب ما صنعت الأيام!.. أحالت بعض ما مضي إلي ذكريات، وجعلت ما بقي يخطو وئيداً وهو مثقل بالذكريات.. فكم تمنيت لو مسحت العقل والقلب منها وجعلتها بعض أساطير الغابرين، ولكن هل تحلو الحياة من غير ذكريات.. هل يحلو الحاضر ان لم يكن له ماض يستمد منه الحكمة والحنين، وهل يحلو المستقبل من غير رصيد!
كلا، ان الماضي فيه الجمال والجلال، والحاضر فيه الوجود والظلال، والمستقبل فيه المني والآمال، وإني لأحبها جميعا لأنها تلخص لي الحياة، وتكشف أمامي لغز الزمن.. هذا العدو الذي حاربه الإنسان منذ أقدم الأزمان.
عيد بهيج إذن، أفتح له قلبي ونفسي وحواسي جميعا، لأنه وقفة تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومن هذا الجمع تكون الحياة، خطاً مستمرا لا ينقطع.
شاب.. وبائعة متعة!
الأربعاء:
كان المكان مكتظا بكل نوع من الناس، اختلفوا في كل شيء إلا انهم طلاب لهو بريء أو غير بريء لست أدري.. وكانت النسائم تهب في رفق تارة وفي عنف تارة كأنها نغم منسجم مع الموسيقي الرقيقة حينا، والعنيفة حينا.
ودار الرقص التفت الأذرع، ومضت العيون وهمست الشفاه، وأخذت الأرجل تنتقل ثم ترتفع وتنخفض، تدق وترق كأنها النجوم والنداء.
ولمحت فتاة، ريحانة في ربيع العمر، حيث الماضي مكنون في عطر وطهر، والمستقبل ملفوف في ورد وزهر، تراقص صاحبها بروحها أكثر مما تفعل بجسدها، فراشة تحوم حوله وتفني فيه، النور يجذبها والنار تحرقها.. وراقبت عينيها، كانت كل خوالج نفسها مرتسمة في نظراتها، تدق قدميها في سكون واتزان وتناسق، وتأخذ فتاها في رفق كأنها تخاف عليه سحر العيون، وتهمس في أذنه ووجها مشرق بضياء من القلب والروح.
لم أعرف صلتها به، هل هي زوجته؟ هل هي صديقته؟ هل هي خطيبته؟ وماذا يعنيني.. انها صورة رائعة لقلبين في ربيع الشباب، ليس لهما ماض محزن، ولا ذكريات تعني كالأشباح، لم تكن تري في الدنيا غير صاحبها، ولم يكن يري في الدنيا غير صاحبته، كل منهما ورفيقه الماضي والحاضر والمستقبل.
وما أحلي أن يجتمع الزمن في لحظة، وتلتقي الدنيا في بسمة وانتهي دور الرقص، وسكتت الموسيقي، وعادت الفتاة وصاحبها إلي مقعديهما، كانا كأنهما لا يريان هذا الجمع الكبير الذي يمتليء به المكان، فما ان جلسا حتي أدنت وجهها منه، وأدني وجهه منها، وكادا يتلاصقان، شعرت ان أنفاسهما تختلج، وتكاد شفاههما تتلاقيان.

ولكن ما هي إلا لمحة، حتي انتفضت الفتاة واقفة وفي وجهها غضب مرير، وفي عينيها شرد، وذهبت جهود صاحبها في إرضائها عبثا فقذفت في وجهه ورقه كانت في يدها، وانصرفت ولحق صاحبها بها، ولكنه عاد بعد فترة قصيرة محطما، يائسا، تكاد الدموع تطفر من عينيه.
ثم تماسك ودق بيديه في عصبية يطلب شرابا.. كأسا، وكأسا، وكأسا وكأسا.. ومرت به فتاة من بائعات الهوي فدعاها إلي الجلوس معه، وبعد لحظة كان يراقصها.
لم أسمع همسا ولا نجوي، ولكن رأيت شابا مخمورا، وأمرأة تبيعه متعة.
النفاق.. وعلم النفس!
الخميس:
يحلو لعلم النفس دائما أن يذهب الي أعمق أعماق الانسان، يحاول ان يرد تصرفاته الي اسباب تتعلق بالمركبات والعقد والشعور الباطن واللاوعي.
وفي الغريزة الجنسية يكاد يجعل الحب والبغض والقسوة والحنان والوفاء والخيانة كأنها مرسومة مفهومة مقدرة لا سبيل الي الفكاك منها. الحركة عنده لها حساب والعادة تشير الي مرض أو اضطراب واختيار المهنة دليل علي انحراف جنسي أو غريزي أو نفسي.
وكنت أعرف استاذا كبيرا في علم النفس الجنائي فكان يقول ان فلانا الذي لا يترك مفاتيحه ولا يلبث يعبث بها طوال الوقت مصاب بمرض نفسي وان فلانا الذي يتأخر عن مواعيده انما يمثل ميلا لا شعوريا في الانصراف عن هذا الموعد، فإذا قيل له انه يفعل ذلك حتي ولو كان الموعد غراميا تلهف عليه منذ شهور وسنوات اجاب : هذا هو حكم علماء النفس.
ولست ازعم ان هذا كله خطأ فقد يكون كله صوابا ولكن الاغراق فيه والمبالغة الي غير حد ورد كل التصرفات والاخلاق والعادات والانفعالات الي اسباب جنسية امر حتي ولو صح احال الحياة الي شيء لا يطاق او علي الاقل الي شيء يدعو الي الاشمئزاز.
وقد عرفت احد اصدقائي ادمن قراءة علم النفس حتي اختلط عليه امر نفسه وامر حياته واصبح اذ يجلس الي احد لا يكاد يرفع عينه عن وجهه ويكاد يحصي تصرفاته ويكون الرجل رقيقا مهذبا يفيض عذوبة وانسا فاذا انصرف قال : هل عرفتم صاحبكم؟ انه خبيث الطوية يعاني «الماسوشزم» ويؤكد ان زوجته تضربه كل يوم.. وانكم اخطأتم في احترامه وكان الواجب عليكم تحقيره فان هذا هو ما يرضيه ولو درس كل انسان علم النفس لاصبح النفاق الذي نشكو منه قاعدة من قواعد السلوك مدروسة دراسة علمية.. يومئذ سيصعب عليك ان تري وجه الحياة الصحيح ويصبح النفاق الذي نكرهه وصية علم النفس لمن يرغبون النجاح في الحياة.
الحق والعدل متلازمان
الجمعة:
ليس بصدفة ان تؤدي كلمة «الحق» في ان واحد معني الحقيقة واليقين ومعني العدل والقانون بل هي ميزة تمتاز بها اللغة العربية عن غيرها ان اكتفت بكلمة واحدة في هذا المقام رغم وفرة كلماتها وغناء عباراتها. فروح اللغة ومن تكلموا بها علي مدي القرون هي روح آمنت بان الحقيقة والعدل متلازمان ومتكاملان وهذه فكرة سامية حسبنا منها نبراسا لضميرنا وميزانا لاعمالنا.
واذا كان الحق هو الحقيقة والعدل فان الباطل هو في آن واحد الكذب والظلم وهما ايضا متلازمان ومتكاملان.
وهناك مكسب ثابت للانسانية بعد طول التطور وكثرة التقلب هو انها عرفت ان المدنية الصحيحة هي التي قامت علي الحق وعلي الحق وحده، فليست الحضارة في بهاء الظواهر وفخامة القصور وعظمة الحاكمين بل هي في تنوير العقل وتربية الشعب علي الحق وهي ايضا في ان يحظي كل واحد بنصيبه العادل من مرافق الحياة وهي بعد هذا وذاك في سطوة القانون الذي يقهر كل شخص يعظم ويحمي كل شخص مهما يصغر.
واذن لا يمكن ان نحقق مجتمعا صحيحا وشعبا يقظا قويا الا اذا ربيناه علي العدل وجعلنا من الحقيقة غذاءه المعتاد، فالشجرة المستقيمة حظيت بمن يقومها في صغرها ويرعاها كذلك الانسان المستقيم العادل حظي بمن رباه علي ذلك وجعل من الحق دينا له وكذلك ايضا الامم الناهضة حظيت بقادة آمنوا بهذا المعني وتوافرت فيهم الوطنية والشجاعة والتنزه كي يعاملوا الناس بالحق ويحاربوا الباطل في كل قول وتصرف.
وتأكد ان مثل الشعب في مجموعه هو مثل العائلة والاطفال وان كل ذي ثقافة او سلطة بمنزلة الابوين منه، وسل ضميرك هل عملت انت الواجب عليك في هذه الناحية وهل عمل غيرك واجبه ايضا فجعل من الحق ميزانا لاقواله واعماله؟
الست.. سرها باتع
السبت:
روي لي هذه القصة طبيب فاضل لا أشك في صدقه، قال: أعجب ما رأيت بعيني ان جاءني مريض، رجل مما نعدهم مهملين في صحتهم وحياتهم، وفحصته فوجدت عنده حصوتين في الكلي، وقررت بعلمي وتجربتي أنه لابد من إجراء عمليات، فنظر إلي ساخراً وقال عملية إيه.. إنت عاوز تموتني يا راجل، وأنا من بتوع السيدة زينب.
فاصررت علي كلامي، وأكدت له ان العملية ضرورية، فهز رأسه وانصرف!!
وفي مقصورة السيدة زينب حيث يفوح عطر جميل جلس الرجل المؤمن بسرها المحسوب عليها، يناجيها قائلاً، يا سيدة يا اللي سرك باتع.. حتحتاري في حصوتين.. ثلاثة.. وأخذ يصلي متطهراً.
وفي الصباح جاء وعلي وجهه إشراقة من الرضا والقناعة.. وبيده الحصوات الثلاث، وقال: يا سيدي ها هي الحصوات.. قلت: عجيبة!! قال: ليس في الامر ما هو عجيب، الست سرها باتع..
وعلق الطبيب علي ذلك قائلاً: ومن يومها لا أزال في دهشة شديدة.. كيف حدث هذا..وقد رويت هذه القصة لكثير من زملائي الاطباء فدهشوا كلهم.. وضحك واحد منهم قائلاً: يا ويلينا من المشايخ والشيخات.. فإذا شاع هذا الخبر فسوف نغلق عيادتنا!!
الزواج ليس تجارة!
الأحد:
أعرف أبا له ابنة بلغت سن الزواج منذ أكثر من عشر سنوات، وتقدم لها خطاب عديدون كلهم كفء لها، ولكنه وضع للمهر حدا معينا لا ينقص عنه، فانصرف كل راغب في زواج البنت، ولبثت الابنة المسكينة تندب حظها الأسود، واضطرت آخر الأمر إلي أن تهرب مع شاب فقير، ومثل هذا الحادث ليس له من سبب سوي تمسك الآباء بتقاليد لا معني لها خاصة في هذه الأيام التي تسود فيها أزمة الزواج!!
وإذا كان المهر ثمنا للفتاة، فكأننا نبيع ونشتري نفوسا حرة، ونعود قرونا الي الوراء كانت تعد المرأة متاعا، وإذا كان علامة علي الرغبة من جانب الزوج فما اجدرنا أن نترفق به، وإذا كان هدية يقدمها العريس إلي عروسه فيجب ان يترك الأمر الي مهديها، وليس لمن يتلقي الهدية أن يفرض شروطا عن قيمتها ووسيلة دفعها، وإذا كان معاونة علي تأثيث البيت، فإن البيت سيكون له فهو حر في أن يقدر هذه المعاونة!!
وبالاضافة الي المهر فإن العريس مطالب ايضاً بأن ينفق علي حفلة الزفاف التي تجمع الاصدقاء والاقرباء، يمرحون ويرقصون ويغنون الي ما بعد منتصف الليل، والعريس المسكين ليستدين ويدفع مرغماً هذه الديون، وكأن هذه الحفلة لا غني عنها، وتعتبر من حاجات الحياة الضرورية!!
إن بعض الآباء مازالوا - للأسف - يعيشون بعقول الأجيال الماضية، فيجنون بذلك علي أنفسهم وعلي فلذت أكبادهم، فيحرمونهن من حياة الطهر والعفاف التي تتطلع اليها نفوسهن.
إن الزواج فكرة وليس تجارة، وهو معني سام وليس مالاً يروح ويجيء، والعلاقة التي تقوم علي المال تزول حتما لأن المال لا بقاء له ، والزواج ليس كذلك.ولاشك ان الآباء يهمهم مستقبل بناتهم، وليس للفتاة مستقبل خير من زوج طيب بار يضمها إلي أحضانه، ويبني معها عشا سعيدا يأويان إليه، فهل إذا جاء هذا الزوج يضع الأب أمامه العقبات، إنه حينئذ يحكم علي مستقبل ابنته بالضياع، فليس كل ما معه مال يصلح زوجا، ليس كل من لا يملك المال لا يصلح زوجاً!!
إن الزواج فكرة سامية علينا أن نسمو بها دائماً عن حقارة المادة حتي نهييء لبناتنا وأبنائنا ما ينشدون من سعادة وهناء.
فكرة للتأمل..!
الذين يستحقون تمثالاً هم الذين لا يحتاجون إليه!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.