سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حوار خاص للأخبار : أبو خضير والدرة .. قصة والدين فلسطينيين يبحثان عن العدالة صلاح أبو خضير : إسرائيل اعتقلت ابني وتركته ينزف 6 ساعات وأنقذه جواز سفره الأمريكي
مشهد قتل الطفل محمد الدرة فى حضن والده هما أبوان تقاسما الألم والحزن علي أرض فلسطين ورغم أنها سنوات تفصل بين القصتين إلا أنهما يمثلان القصة الدائمة التي تعيشها الأسر الفلسطينية كل يوم منذ جثم الإحتلال الإسرائيلي علي أنفاس وطن وقرر أن يسلبه كل يوم أرضا وأرواحا لأزكي من فيه. أتحدث في البداية عن طفلين كلاهما « محمد « الأول هو الطفل الشهيد محمد الدرة الذي أستشهد قبل 13 عاما ليصبح رمزا للإنتفاضة الفلسطينية.. والثاني هو الشهيد محمد أبو خضير الذي أستشهد في أول شهر رمضان وأشعل الغضب الفلسطيني من جديد والذي قاد للعدوان الثالث علي غزة.. أطفال جسدوا وحشية إسرائيل في مشاهد عرضت عبر الفضائيات العالمية ..مشهد الطفل محمد الدرة الذي قتل عمدا وبوحشية وهو يحتمي بحضن أبيه ومشهد جثة محمد أبو خضير المتفحمة بعد أن حرق حيا علي يد عائلة حاخام يهودي. وهناك مشهد لطفل آخر زلزل صورة الكيان الإسرائيلي أمام العالم وهو طارق أبو خضير ابن عم الشهيد الذي اعتقلته إسرائيل وأبرحته ضربا وظهر بوجهه المليء بالكدمات كي يري العالم حقيقة معاملة إسرائيل للأطفال وكان من حسن حظه أنه يحمل جنسية أمريكية هي التي أنقذته من أيدي قتلة الأطفال. الحديث الآن عن تجربة أبوين شاهدين علي الحدث وشاهدين علي الألم وكلاهما يقاضيان إسرائيل. جمال الدرة :؛ قاضيت دولة الاحتلال لأحصل علي حق ابني فادعوا انها تمثيلية مفبركة ما بين القدس وولاية فلوريدا الأمريكية تحدثت مع صلاح أبو خضير والد طارق الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية وضربته ضربا مبرحا بعد دقائق من تشييع جنازة ابن عمه محمد أبو خضير . فما هي قصة طارق؟ يقول الأب : كان طارق يقف خلف منزل إبن عمه ويتابع الشباب الغاضب وهم يقذفون الجنود الإسرائيليين بالحجارة وشاهد الجنود الإسرائيليين وهم يلاحقون مجموعة من الشباب فركض مثلهم وظل يجري حتي وصل لجدار حديدي فلم يستطع الفرار فأمسكه الجنود وإنهالوا عليه ضربا. إتصلت بي إبنة عمي وقالت إن ابني أعتقل. وأنا أدرك أن الشرطة الإسرائيلية تريد أن تظهر بمظهر الأبطال أمام الرأي العام الاسرائيلي وأنها تجيد تلفيق التهم للأبرياء. ماذا حدث بعد ذلك؟ وصلت لمركز الشرطة كي أري ابني فصوبوا كل أسلحتهم في وجهي ورأيته مع ستة شباب آخرين ملقين علي الأرض وكأنهم «قرابين لإسرائيل» حملوهم واحدا تلو الآخر لغرف التحقيق. ويصيح ضابط في وجهي ابنك ضرب حجارة وأقول له ما هو دليلك هل شاهدته يرمي حجارة؟. وكيف يجري الإسرائيليون تحقيقا مع طفل ؟ في القانون الاسرائيلي لا يحق لمركز الشرطة التحقيق مع طفل أقل من 18 سنة إلا في وجود والده أو محام عنه. وفي حالة طارق كان المحامي معي وأنا موجود ومع ذلك لم يدخلونا لنحضر معه التحقيق. أي أن إسرائيل لم تحترم حتي القانون الذي وضعته ! المسألة تخطت حدود القانون بكثير .. فبعد ست ساعات أتي شرطي وسألني أنت أبو الطفل الأمريكي قلت له : نعم، فقال لي: إبنك بحاجة للذهاب إلي المستشفي ضروري جدا ونريد تصاريح. لم أكن أعرف أن ابني يتعرض للضرب المبرح بالداخل لأكثر من ست ساعات فإتصلت بالإدارة الأمريكية فضغطوا بكل قوتهم كي ينقل ابني للمستشفي فوجدت معه شخصا آخر مضروبا بالمسدس علي رأسه. وعنده نزيف داخلي في المخ ونقلوهم الاثنين للمستشفي. تخيلي تركوهم ينزفون علي الأرض ست ساعات ونصف. كادوا أن يقتلوه حتي بعد علمهم بأنه مواطن أمريكي ما الضامن الآن أنهم سيعالجونه؟ ساعده وساعدني طبيب لا أعرفه اتصل بي من هداسا وقال لي جاءتني حالة ابنك وأنا رفضت استلامه لأنهم يريدون علاجا سريعا كي يعود معهم للمركز وحولته لمستشفي مختص بالحالات الحرجة وهو يحتاج علاجا مكثفا لمدة 11 ساعة لمتابعة حالته. فاتصلت مرة اخري بالسفارة الأمريكية وأنا أصرخ فحياة ابني أصبحت مهددة. والتي قامت بدورها بالضغط علي المسئولين الإسرائيليين لتخبرهم أنها تحملهم مسئولية حياة هذا الطفل وتولي رئيس الشرطة الاسرائيلية في القدس المسئولية وشدد علي المستشفي أن يسلموه طارق بسرعة ويضعوه في السجن علي الرغم من أنه كان بحاجة لرعاية صحية وظل ابني معتقلا 4 أيام في السجن. السجن بأية تهمة؟ وكيف سمحت السفارة الأمريكية بسجنه دون إتهام واضح وهو مواطن أمريكي؟ إسرائيل لا تحتاج إلي تهمة.. أما السفارة فقد واصلت جهودي معهم وطلبت أن أزوره في السجن فلم يسمحوا لي ولكن زاره مبعوث من السفارة بعد ما تحدث جون كيري مع وزير الداخلية الإسرائيلي. وأرسلت السفارة الأمريكية طلبا رسميا مكتوبا فيه «نريد أن نري طارق أبو خضير». وبالفعل قابله مندوب السفارة لمدة خمس دقائق فقط وأعطيته الدواء كي يوصله له. وماذا حدث في المحاكمة ؟ ذهبنا للمحكمة في اليوم التالي من لقاء السفارة وكان معي ما يقارب80 صحفيا فحكم القاضي بإطلاق سراحه بشروط كما تعرفين حددت إقامته في بيت خارج قريته و أن لا يدخل شعفاط لمدة 15 يوم وأن أدفع كفالة 3 آلاف شيكل. وقد ساعدني النائب أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الذي تعرض للهجوم في المحكمة وإستكمالا لعنصرية إسرائيل وبلطجتها كان من بين الذين هاجموه أحد المحامين المدافعين عن قتلة ابن أخي محمد أبو خضير.. وهذه كانت عدالة من يدافعون عن قتلة نازيين سبقوا هتلر في قتل الأطفال. ما الإصابات التي تعرض لها طارق؟ طارق ( 16 عاما) عنده رضوض وإصابات في انحاء متفرقة في جسده وفي رأسه وله ضلع مكسور في صدره حتي الان كما أصيب بإنزلاق غضروفي في رقبته وظهره من شدة الضرب. بعد عودتكم لأمريكا تاركين القدس وهي تشتعل غضبا وهناك عدوان علي غزة . ماذا تعلمتم كأسرة فلسطينية من هذه المحنة؟ انا أعيش في أمريكا منذ 17 عاما وأمتلك مطعما عربيا في ولاية فلوريدا وأدرك أن محنتنا كفلسطينيين وكعرب لن تنتهي كلما بقي هذا الكيان العنصري الغاصب. وأتمني أن يفيق كل العرب لأن ما يحدث في غزة كشف أوراقا كثيرة. قصة ابني وابن أخي تتكرر كل يوم و هي حقيقة إسرائيل التي يطالب (عكاشة) أن تضربوا لهم سلام يا مصريين!!. ومع ذلك أفتخر بشباب مصريين يعيشون هنا في أمريكا من الفيوم والإسماعيلية اتصلوا بي وأنا في محنتي كي يطمئنوا علي طارق. في نهاية حوارنا معا هل تعتقد أنك ستقتص يوما لطارق وابن أخيك الشهيد؟ رفعت قضيتين واحدة في القضاء الأمريكي وأخري في القضاء الإسرائيلي ..وجوابي علي سؤالك هو نعم سأقتص لهم بأية طريقة قانونية كانت. وهي قضيتي التي لن أتخلي عنها مهما حدث. ومن غزة كان حديثي مع أب آخر بذل كل ما في وسعه كي ينقذ ابنه من بلطجة إسرائيل وجرمها ولكنه للأسف لم يستطع.. جمال الدرة والد الطفل الشهيد محمد الدرة والذي رفع قضايا علي إسرائيل ولكن ..العدالة مع الفلسطينيين لها وجه آخر. يقول جمال الدرة : في البداية أحب أن أوضح أن قضية الشهيدين محمد أبني ومحمد أبو خضير ليست قضية خاصة ولكنها قضية كل الشعب العربي والفلسطيني وقد مر 13 عاما علي استشهاد محمد الذي قتل وهو في الثانية عشر من العمر . وأريد أن أخبرك شيئا كان بطلا من قبل استشهاده رغم صغر سنه. منذ إستشهاد محمد وأنت تحاول عبر القضاء إثبات الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل في حق ابنك فإلي أين وصلت بعد كل هذه السنوات؟ في فرنسا رفعت قضيتين ضد إسرائيل بشأن محمد القضية الأولي رفعها أحد اليهود الفرنسيين عام 2004 ضد القناة الثانية الفرنسية التي بثت مشهد القتل بعد أن إدعت إسرائيل أن الفيديو مفبرك وكسبت القناة القضية قبل أشهر. أما القضية الثانية فهي التي تخصني حيث أدعت إسرائيل أن ما حدث كان تمثيلية وشهد طبيب إسرائيلي أن الإصابات الموجودة في جسدي كانت نتيجة لحادث وقع قبل مقتل محمد بست سنوات وبالطبع حكمت المحكمة لصالح افتراءات إسرائيل التي لم تكتف بكذبتها بل أنها تقول أن إبني لازال علي قيد الحياة. كان أملنا أن يكون القضاء الفرنسي عادلا ونزيها ولكن للأسف خضع في النهاية للسيطرة اليهودية. لماذا فرنسا ؟ لماذا لم تفكر في رفع قضية للقصاص من قتل محمد في إحدي المحاكم الدولية؟ للأسف يصعب الوصول لهذه المحاكم ثانيا أنا لا يساعدني أحد ماديا ولا معنويا بما فيهم السلطة الفلسطينية, لم يساندني بشر وكل ما فعلت كان بمجهودي الشخصي.وقد ناشدت كل العالم وكل الشرفاء وكل العرب ووضحت أنها قضية وطن وقضية شعب وليست قضية فرد بل قضية كل الشهداء الفلسطينيين وكل قطرة دم نزلت علي أرض فلسطين. فقط أحتاج من يقف بجانبي كي ننتصر لفلسطين لأني لو أخذت حق ابني سنأخذ حق كل الجرحي والشهداء. وتكلمت مع إخوان من عرب 48 كي أرفع قضية عليهم داخل الكيان الإسرائيلي نفسه ولكن لم أستطع بسبب تكاليف القضاء الباهظة وأنا لا أستطيع تمويلها. وطلبت من الرئيس أبو مازن وكل الفضائيات العربية أن يتبني أحد قضيتي ويوصلني لمحكمة لاهاي الدولية لكن لم يساعدني أحد. ما نوع التهديدات الإسرائيلية التي تعرضت لها؟ تعرضت للتهديدات الإسرائيلية عدة مرات وكانوا يرسلون لي رسائل عبر الهاتف بالتصفية إذا لم أنسحب من القضية ووضحت موقفي أنني مستعد للشهادة ولكن لن أتخلي عن قضيتي مهما حدث. هل تظن أنه لو وجد تحرك فلسطيني جماعي لكل أهالي الضحايا كانت تمت إدانة إسرائيل؟ كلامك منطقي ولكن التحرك الجماعي يحتاج دعما من الدولة والمسئولين وهذا لم ولن يحدث لا دولة ولا أفراد ولا رجال أعمال مستعدون للوقوف من أجل القضية علي الرغم من أن رجال أعمال عرب صرفوا المليارات علي تسونامي في أمريكا ..حتي النقابات والمنظمات ليس لها أي دور. وأدعو الجميع أن يرصدوا ممارسات وجرائم هذا الكيان الصهيوني منذ سنوات والتي لا تخف علي أحد. هل تعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يحاكم فيه مجرمو إسرائيل أمام المحاكم الدولية؟ في ظل الوضع السياسي الذي نعيشه وتفكيك أمتنا العربية لا أظن للأسف والغرب كله يقف مع إسرائيل ..وخير مثال ما نعيشه اليوم فنحن ضحية عدوان ومن حقنا كدولة محتلة أن ندافع عن أنفسنا ولكن في نظر العالم أنا الآن مدان ومطلوب مني أن أدافع عن نفسي . ونتمني أن يأتي اليوم الذي تحاكم فيه كل قيادات إسرائيل. أنت تعيش وسط عدوان جديد علي غزة وسط جرائم جديدة لجيش الإحتلال .صف لنا الوضع في غزة ؟ انا أعيش في قلب العدوان علي غزة ولا أجلس في بيتي وإنما أنا متطوع مع الصحافة الأجنبية حيث أعمل من أجل قضيتي وقضية وطني فأنا ذلك الجندي المجهول..واليهود الآن يضربون كل ما يتحرك علي الأرض وأتمني مثل كل الفلسطينيين أن أستشهد في سبيل الله . وما يحدث في غزة الآن هو المزيد من جرائم الإحتلال الإسرائيلي . فالبيوت تهدم علي رأس ساكنيها بدون أي إنذار وقد شهدت بنفسي مجزرة عائلة البطش حيث قتل 18 شهيداً بينهم إمرأة حامل وجدناهم أشلاء وجمعنا جثثهم في أكياس. هؤلاء القتلة الذين ما تركوا مؤسسة ولا جامعاً إلا وقصفوه وللأسف نحن نقصف بطائرات أمريكية يقودها الصهاينة وتمول بنفط عربي.