سخان الطاقة الشمسية.. وعليه «براد شاى» قصة نجاح ترصدها «الأخبار» ل 28 شابا قرروا الهجرة الي الداخل وعدم انتظار الوظيفة الحكومية وتركوا الوادي والدلتا الضيقين والانتقال الي الصحراء وبذل الجهد لاستصلاحها وكسوتها باللون الأخضر وبناء تجمع سكاني جديد يعتمد علي الطاقة الشمسية ، قادهم الدكتور صلاح عرفة استاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية الي حلمهم لينشئوا قرية البسايسة الجديدة علي بعد 10 كيلومترات من مدينة رأس سدر بجنوبسيناء وكانت البداية عام 1992، حلم الشباب لم يكن سهلا تحملوا الصعاب وهزموا المستحيل وتملكوا أراضي وبنوا منازلهم ونزفوا العرق والجهد حتي حققوا حلمهم مستخدمين الطاقة الشمسية مصدرا للانارة والعمل. مشهد القرية يحمل روعة التصميم كروعة الحلم الذي تحقق علي ايديهم، المنازل كلها مبنية علي الطراز «القبابي» الأسواني والذي أكد المهندسون المعماريون الذين اشرفوا علي بناء المنازل أنه الأنسب في درجات الحرارة العالية لتوفير تهوية مناسبة وعدم الاحساس بدرجات الحرارة العالية في القرية التي بدأت ب 150 فدانا تم توزيعها علي الشباب الذي هاجر اليها من قرية البسايسة القديمة بواقع 5 أفدنة للفرد ومنحه 400 متر لاقامة منزل علي نصف المساحة فقط والباقي حدائق وتم السداد بالتقسيط للتيسير عليهم وكانت الطاقة الشمسية هي مصدر الطاقة الوحيد لابناء القرية الجديدة وانتشرت الخلايا الشمسية علي اسطح المنازل تزينها لمعانا واضاءة. «الأخبار» تجولت في القرية الصغيرة التي تحولت لامتداد جغرافي وسكاني للقرية التي تحمل نفس الاسم بالشرقية، وأمام مسجد البسايسة الجديدة قابلنا عم زغلول سليمان صاحب ال 58 عاما وهو من المؤسسين الأوائل للقرية عام 1992 ومن مجموعة الشباب ال28 الذين قرروا خوض الصعاب لتحقيق حلم استصلاح الصحراء مستخدمين الطاقة الشمسية وشد انتباهنا العكازان اللذان يستعين بهما علي السير ورد بأن مرض الروماتيزم هو السبب وأن كبر سنه يمنعه حاليا عن الاستمرار في عمله بزراعة أرضه وقام بتوزيعها علي أبنائه. وقال أن البدايات كانت صعبة للغاية في غياب كل الخدمات من مياه شرب وري وتسلمنا أراضي قاحلة نزفنا فيها العرق والجهد لتحويلها الي أراض قابلة للزراعة وبنينا بيوتنا علي الانارة بالطاقة الشمسية وحفرنا الآبار للشرب وري أراضينا ولم ننتظر شيئا من الدولة ونحتنا في الصخر بمساعدة الدكتور صلاح عرفة الذي ساعدنا في تخطيط القرية وبناء منازلنا وتهيئتها لاستخدام الطاقة الشمسية ووفر لنا الخلايا الشمسية والمحولات والبطاريات الا أننا فوجئنا قبل ثورة 25 يناير بقرار المحافظ السابق بازالة منازلنا ورفعنا قضايا أمام المحاكم وربحناها حتي استرددنا حقوقنا الا أننا مازلنا نعامل مثل الكيان غير الشرعي ومحافظة جنوبسيناء ترفض توصيل أي خدمات للقرية الا علي نفقتنا الخاصة. والتقط اطراف الحديث أحمد الباسوسي من أوائل الشباب الذين عمروا البسايسة الجديدة بجنوبسيناء قائلا أن مطالب أبناء البسايسة الجديدة هي أحلام صغيرة ولكنها كبيرة لديهم بأن تعترف محافظة جنوبسيناء بهذا المجتمع وضمه للمحليات كقرية صغيرة لها حقوق الخدمات والمرافق وأهمها وحدة صحية وانشاء المدارس والوحدات الصحية ومواصلات يتنقلون من خلالها وتوفير افران «للخبز» حيث أن اقرب مخبز يبعد عن القرية ما يقرب من 4 كيلومترات كما أننا بسبب التجاهل أجبرنا علي توصيل المياه الي منازلنا بتكلفة 60 ألف جنيه علي نفقتنا الخاصة. وطلب استضافتنا في منزله القبابي لنستريح فيه قليلا من حرارة الشمس التي وصلت في هذا اليوم الي 44 درجة مئوية، وقبلنا موجهين له الشكر لندخل المنزل من الداخل ونتجول في غرفة وسط شرح مستفيض من صاحب المنزل عن فوائد التصميم القبابي الذي يوفر سقفا عاليا يقلل من الاحساس بالحرارة ويوفر التهوية الجيدة، ثم انتقل الي تجربة عملية للطاقة الشمسية وقام بانارة لمبات الغرف الموصولة بالخلايا الشمسية علي سطح المنزل.. ويقول الشيخ مبارك سليمان أحد أبناء بدو رأس سدر والذي عاش تجربة أبناء الشرقية لانشاء قرية البسايسة الجديدة أن بداية المشروع بالكامل كان بالطاقة الشمسية كما خطط لها الدكتور صلاح عرفة وقمت مع أهلي من البدو بمساعدة الشباب الجديد الطموح في تعمير الصحراء.