محمد أنور السادات التحالفات والائتلافات الانتخابية غالبا ما تؤول إلي الفشل إلا ما ندر ..فمنذ ثورة الخامس والعشرين من يناير كثر الحديث عن تشكيل تحالفات وائتلافات انتخابية، كانت غالبيتها تبدأ بالكلمات المعسولة والتي تؤكد علي الانضواء تحت راية العلم المصري والتوحد لضمان الاستحواذ علي المقاعد البرلمانية لكن الأمور كادت أن تنقلب إلي النقيض عند مناقشة نسب المقاعد الانتخابية سواء المخصصة للقوائم والمخصصة للفردي . حيث تعتبر هذه النسب هي القشة التي تقصم ظهر التحالفات الانتخابية وتحكم عليها بالفشل رافعة الكارت الاحمر للكثير منها. ويؤكد المهندس حسام الخولي عضو الهية العليا لحزب الوفد ان كل التحالفات الانتخابية تبدأ ميتة لانها تعتمد علي الشعارات الرنانة والانتخابات لا تعترف بهذا فإذا لم يبدأ التحالف علي نور مثلما يقال ويعلم كل حزب نسبة المقاعد التي سيحصل عليها فسيفشل التحالف لا محالة. واشار إلي انه يتوقع ان يفشل تحالف عمروموسي بسبب عدم اتباعه لهذه الاستراتيجية وتوضيح نسبة كل حزب في المقاعد فليس صحيحا ان نفتح الباب لكل " اللي معدي " للمشاركة في التحالف لأن الأمر ليس بهذه البساطة واذا لم يبدأ علي نور فانه سيتعرض للفشل مثله مثل بقية التحالفات الانتخابية السابقة . ويضرب المثال بالتحالف الديمقراطي الذي أسسه الاخوان وحزب الوفد والنور بعد ثورة 25 يناير بمشاركة 34 حزبا ثم استقر به الحال الي 14 حزبا بينها حزبان احدهما له شعبية وهوالحرية والعدالة الذراع السياسي باسم الاخوان والثاني معروف اعلاميا وهو حزب الكرامة و12 حزبا آخر لا يملك أي منها في الشارع سوي مقرات لا تشمل كل المحافظات . واكد د عصام الشريف الباحث السياسي ان انسحاب الوفد من التحالف السابق حدث بسبب تقسيم المقاعد حيث اصر السيد البدوي ان يحصل الوفد علي 50 ٪ من المقاعد بنفس نسبة الاخوان الا ان ذلك لم يرق للاخوان وامام رفضهم لم يكن امام البدوي الا الانسحاب من التحالف خشية غضب الوفديين ومنعا لحدوث توترات داخلية بالحزب تؤثر علي موقعه كرئيس للحزب. وأشار محمد انور السادات الي انه يشعر بصدمة من تجربة التحالفات الانتخابية لافتا الي ان سبب فشل الأحزاب المدنية في الخروج بتحالف انتخابي قوي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة هو رغبة الجميع في الحصول علي مكاسب سياسية لنفسه ولحزبه دون مراعاة المصلحة الوطنية، وغياب أبسط مقومات نجاح التحالفات السياسية والانتخابية وهي المشاركة والاتفاق في الرؤي والأفكار. وأكد السادات في بيان له أن المشاورات بين الأحزاب لم تنته بعد لكنها حتي الآن لم تصل إلي أي اتفاق نهائي، وهناك أزمات كبيرة تواجه التحالفات الانتخابية أدت إلي تعثرها وعدم تدشينها رسميا حتي الآن يأتي في مقدمتها الشخصنة وافتقاد القدرة علي العمل الجماعي والتمويل ورغبة كل شخص في تكوين تحالف باسمه لأنه يري نفسه نجما له شعبية. ويري هشام مصطفي عبدالعزيز رئيس حزب الاصلاح والنهضة ان التحالفات الانتخابية ليست بالبساطة التي يتخيلها البعض فالموضوع معقد ويبدأ من استقرار الاحزاب المشاركة واقتناع الاعضاء برؤية القيادة وبالقضية بغض النظر عن المصالح الشخصية لكل عضو او مرشح وهذا هو الاساس.