من حق حزب »الحرية والعدالة« الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين أن يسعي لرئاسة مجلس الشعب بصفته الحزب الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد وبنسبة ستصل مع اعلان النتائج النهائية للانتخابات إلي 74٪ تقريبا.. ولكن لأنه لم يتجاوز نسبة ال 05٪ فهو في حاجة للتحالف مع حزب أو أكثر ليضمن تحقيق هدفه في الفوز برئاسة مجلس الشعب. حزب الوفد الذي حصل علي 74 مقعدا بعدما جاء في الترتيب الثالث في الانتخابات هو الأقرب للتحالف مع »الحرية والعدالة« لاعتبارات عدة أهمها أنهما كانا شريكين في التحالف الديمقراطي في بداية الانتخابات.. صحيح أن الوفد انسحب من هذا التحالف بعدما اكتشف رغبة »الحرية والعدالة« في السيطرة علي غالبية القوائم الانتخابية لكن رئيسه د. السيد البدوي أكد في تصريحات واكبت هذا الانسحاب أنه انسحاب من التنسيق الانتخابي فقط وليس انسحابا نهائيا من التحالف. صحيح أيضا أن بعض قيادات الوفد أعلنت منذ أيام أن الوفد يفضل أن يبقي في المعارضة ولايتحالف مع أي حزب.. لكن الوفد يعرف جيداً أن »الحرية والعدالة« يسعي إليه ويفضله علي أي حزب آخر للتحالف معه.. إذن لامانع من بعض »الممانعة« الظاهرية أو »التقل« لوصح التعبير عملا بالقول المأثور »يتمنعن وهن راغبات« ! المهم في النهاية أنه لكي تتم الصفقة التي يسعي إليها »الحرية والعدالة« لابد أن يخرج الوفد بمكاسب ملموسة لا تقل عن منصب أحد الوكيلين ورئاسة ثلث لجان المجلس علي الأقل »6 لجان« وهو ما بدأت المفاوضات بشأنه خلال اجتماع د. محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة مع د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد منذ أيام. لهذا لا أتوقع النجاح لأية تحالفات أخري يسعي حزب »النور«- الثاني في الانتخابات بنسبة 32٪ تقريبا- لتكوينها للفوز برئاسة مجلس الشعب فالمقعد في انتظار مرشح الحرية والعدالة د. محمد سعد الكتاتني.. ولا عزاء للسلفيين !