بإمكان مدرب هولندا لويس فان غال ان يشكر الازمة المالية التي ضربت نادي فيينورد روتردام، فبفضلها استيقظ العملاق النائم وخرّج لاعبين موهوبين قد يساعدون البلاد المنخفضة في وضع يدها علي كأس العالم لاول مرة في تاريخها. ضم فان غال خمسة لاعبين الي تشكيلته في مونديال البرازيل من نادي روتردام الشهير وآخرين حملوا الوانه سابقا لفترة طويلة، وذلك بعدما اعاد احياء اكاديميته ليسير علي خطي اياكس امستردام الذي كان منبع نجوم هولندا في تسعينيات القرن الماضي. لم يمثل لاعبو فيينورد المنتخب بهذا الكم منذ مونديال 1974 عندما بلغت هولندا النهائي مع لاعبها الطائر يوهان كرويف وخسرت بفارق ضئيل علي ارض جارتها اللدود المانياالغربية (1-2). نشأ خمسة لاعبين من المنتخب الحالي في اكاديمية "فاركينورد" التي يصفها الفرنسي ارسين فينغر مدرب ارسنال الانجليزي بانها "من بين الافضل في اوروبا"، وذلك بعد الفوز الساحق لهولندا علي اسبانيا حاملة اللقب 5-1 في الدور الاول. لعب برونو مارتنس اندي، داريل يانمات وستيفان دو فري ادوارا رئيسية في الدفاع الهولندي خلال النهائيات، فيما بقي الشابان المدافع تيرينس كونغولو (20 عاما) ولاعب الوسط جوردي كلاسي (23 عاما) الملقب بتشافي هولندا مع فيينورد، في عداد البدلاء وينتظرهم مستقبل كبير. قد تبدو هذه الاسماء مغمورة بالنسبة للبعض، لكن الهداف روبن فان بيرسي قبل ان يشتهر مع ارسنال ثم مانشستر يونايتد الانجليزيين، نشأ في كنف فيينورد وحمل الوان الفريق الاول بين 2001 و2004، ولاعب الوسط جورجينيو فينالدوم (23 عاما) دافع عن فيينورد اربع سنوات قبل انتقاله الي ايندهوفن في 2011، علي غرار زميله في الوسط جوناثان دي غوزمان (2005-2010) قبل رحيله الي مايوركا وفياريال الاسبانيين واعارته الي سوانسي الانجليزي، كذلك الامر بالنسبة لليروي فير (24 عاما)، الذي تعرض لاصابة في المونديال الحالي، (2007-2011) قبل تعاقده مع تفنتي ثم نوريتش الانجليزي، ما يرفع عدد اللاعبين الذين نشأوا في فيينورد الي تسعة مع فان غال. اما قلب الدفاع المتميز رون فلار فصحيح انه نشأ مع الكمار لكنه حمل الوان الفريق الاحمر والابيض بين 2006 و2012 قبل انتقاله الي استون فيلا الانجليزي في 2012. لم يلجأ فيينورد، بطل اوروبا 1970، الي تجربة الاكاديمية الا بسبب الازمة المالية وديونه التي تخطت 50 مليون يورو، فيقول مدير الاكاديمية داميان هرتوغ لصحيفة "تيليغراف" البريطانية: "فكرة الدفع بجيل شاب وردتنا بسبب الحاجة والمشكلات المالية. لا يجب ان نخفي الحقيقة. كانت ناجحة، واعتمدناها الان سياسة لنا، ونريد دوما الدفع بأجيال جديدة". وتابع: "كانت كأس العالم هائلة لتحفيز الشبان لدينا هنا. كانوا دوما يحلمون بالسير علي خطي دو فري (22 عاما) الذي كانوا يشاهدونه في الاكاديمية واصبح في الفريق الاول. كانت الطريق واضحة امامهم، لكن اليوم يرونه مع مارتنس اندي، وجوردي كلاسي في كأس العالم. يمكنهم تصور انفسهم علي المستوي عينه".