لا قيمة للحياة من دون عشق!! اهدتني ابنتي «ليلي» رواية قواعد العشق الاربعون رواية عن مولانا جلال الدين الرومي من تأليف الكاتبة التركية العالمية «اليفا شافاق» وترجمها الي العربية السوري خالد الجبيلي.. والرواية تروي قصة اسرة ارمنية وأسرة تركية من خلال عيون النساء في هاتين الاسرتين وتتناول الرواية مواضيع العشق والحب بين الشرق والغرب والماضي والحاضر والروحي والدنيوي.. كل ذلك من خلال رواية قصة جلال الدين الرومي وشمس التبريزي وقد بيع من هذه الرواية اكثر من 600 الف نسخة. وقد ضحك صديقي العزيز عبده مباشر عندما قلت له لو كانت هذه الرواية آخر عمل أقرؤه في حياتي لكفاني.. وقال معلقا هذا أغرب تعليق سمعته عن رواية في حياتي.. عندما قلت ذلك كنت أقصده بحق.. فهذا العمل من الصعب الكتابة عنه لانه مثل الموسيقي هل نستطيع ان نكتب عن الموسيقي!! فقط نشعر بها وهي تتغلغل في وجداني وتتسرب الي مشاعري وتغير من نسمات الجو حولنا. لكن حينما نحاول الامساك بها لا نستطيع، انها رواية عن العشق ولا نقصد به العشق المعروف بين الرجل والمرأة ولكن العشق بمعناه الواسع.. عشق الكون والشجر والقمر والشمس والنجوم. يقول جلال الدين الرومي عن العشق.. لا قيمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده.. روحي أم مادي، إلهي ام دنيوي، غربي أم شرقي.. فالانقسامات لا تؤدي الا الي مزيد من الانقسامات.. ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعريف انه كما هو نقي وبسيط العشق ماء الحياة، والعشيق هو روح من النار، يصبح الكون مختلفا عندما تعشق النار الماء!! ويضيف ان ديننا هو دين العشق، وجميع البشر مرتبطون بسلسلة من القلوب فإذا انفصلت حلقة منها، حلت محلها حلقة اخري في مكان آخر. ان الاسماء تتغير تأتي وتذهب لكن الجوهر يبقي ذاته.. يا له من تعريف!! كيف يري المتصوفون الفكر والحب إنهم يقولون عنه: الفكر والحب من مواد مختلفة، فالفكر يربط البشر في عقد لكن الحب يذيب جميع العقد.. إن الفكر حذر علي الدوام وهو يقول ناصح.. احذر الكثير من النشوة.. بينما الحب يقول «لا تكترث» اقدم علي هذه المجازفة.. وفي حين ان الفكر لا يمكن ان يتلاشي بسهولة فإن الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركاما من تلقاء نفسه، لكن الكنوز تتواري بين الانقاض والقلب الكسير يخبيء كنوزا.. ان السعي وراء الحب يغيرنا فما من أحد يسعي وراء الحب إلا وينضج اثناء رحلته، فما ان تبدأ رحلة البحث عن الحب حتي يبدأ الانسان في التغيير من الداخل والخارج!! البحث عن الله يري الرومي ان كل انسان عبارة عن كتاب مفتوح وكل واحد منا قرآن متنقل، ان البحث عن الله متأصل في قلوب الجميع سواء كان وليا أم قديسا أم شريرا، فالحب يقبع في داخل كل منا منذ اللحظة التي نولد فيها وينتظر الفرصة التي يظهر فيها منذ تلك اللحظة، يقبع الكون كله داخل كل انسان لقد خلق الله المعاناة حتي تظهر السعادة من خلال نقيضها فالاشياء تظهر من خلال نقيضها والاشياء تظهر من خلال أضدادها.. ومع ذلك نعيش دائما حالة من القلق ولذلك يقول لنا مولانا الرومي.. لماذا كل هذا القلق مما سيحدث بعد الحياة، ان الصوفيين يحبون الله، لا خوفامن العقاب من نار جهنم ولا رغبة في الثواب، والمكافأة في الجنة بل يحبون الله لمجرد محبته الخالصة.. محبة.. نقية وسهلة غير ملوثة خالية من اي مصلحة.. ومع ذلك فنحن مطالبون بالصبر.. وهو يعني ان ننظر الي الشوكة ونري الوردة وان ننظر الي الليل ونري الفجر.. ان عشاق الله لا ينفد صبرهم مطلقا لانهم يعرفون انه لكي يصبح الهلال بدرا فهو يحتاج الي وقت!!. سناء البيسي لو كنت مكان سناء البيسي لعلقت خرزة زرقاء في صدري وفي سيارتي وفي منزلي.. بل في كل مكان أذهب اليه فأنا شخصيا احسدها وأنتظر كل يوم سبت لاقرأ ما تكتبه في الاهرام، سناء البيسي حالة من الابداع الكوني غير المتكرر. فهي تكتب منذ ما يقارب نصف قرن- اللهم لا حسد- دون ان يقل مستوي الابداع لديها ذرة واحدة.. ما كل هذا التألق وجمال اللفظ وسعة المعلومات .. منذ عدة سنوات.. وكنت اجري معها حوارا مطولا سألتها.. اريد ان تدليني علي خلطة الابداع التي تتناولينها لتخرجي لنا كل اسبوع هذا النوع من الكتابة ولأنها جميلة دائما ومتواضعة جدا.. ابتسمت فقط فما زالت سناء تمتلك القدرة علي الخجل والتواضع.. أدعو الله ان يديم عليها صحتها وعافيتها وإبداعها المتميز. جابر القرموطي الشعب المصري بشكل عام يمتاز بخفة الظل وهي جينات وراثية تحكمه منذ قديم الازل ولكن كله كوم وجابر القرموطي كوم.. جابر هذا الطفل الذكي المشاغب لا أعرف كيف نساه والمخرجين والمنتجون وصناع السينما والمسرح في مصر في برنامجه الشهير «مانشيت» يتفنن هو وفريق عمله في ان يدخل البسمة علي قلوبنا ويمنحنا البهجة برغم ان برنامجه لا يصح ان نطلق عليه «مانشيت» لانه جريدة كاملة فهو لا يكتفي باستعراض عناوين الصحفة كما الآخرين ولكنه حول برنامجه الي برنامج اجتماعي.. ثقافي.. تحقيقات.. ينزل الي الشارع ويتقضي عدة شخصيات لنري الحقيقة علي ارض الواقع.. أسعدك الله يا جابر بقدر ما تسعدنا وترسم البهجة علي وجوهنا.. فنحن في امس الحاجة لها. ناقوس قريبا جدا سوف نصطف معا لتعلم انسانيتنا الضائعة من الاطفال. سوف نجلس ساعات طويلة لنراقب ما انستنا إياه التكنولوجيا. سوف نتذكر ان الصور لتذكر الاحباب وان ابتسامتنا تنبع من القلب أولا، ولا تمت بصلة لتلك المجوفة الموجودة علي الواتس أب والبي بي إم. سوف نتعلم ان البكاء ليس رسم نقطتين ونقطة ونصف قوس.. بل ناقوسا يدعونا لصحوة قبل فوات الأوان، فلتكن الانسانية هي الديانة والحب هو الكتاب والسماحة هي التعاليم، فلتكن ببساطة انسان «كلمات» ليلي النقيب. رحلة البحث عني!! استوقفني عنوان كتاب صدر للدكتورة.. لوتس عبدالكريم وهو «رحلة البحث عني.. رواية حياة» وهو كتاب شديد الفخانة بشكل يليق بكاتبته ويتصدره غلاف لصوتها الجميل.. قليلا جدا ما تستهويني قراءة السيرة الذاتية للكتاب العرب أو المصريين.. بعكس كتابة السيرة الذاتية للكتاب الاجانب الذين يقفون بكل صراحة امام أنفسهم ويقدمون حياتهم بدون تزويق أو مبالغة أو بحث عن صوة لملاك يطير بجناحين وقد نجا من كتابة السيرة الذاتية عدد قليل كتب نفسه. كما هو علي سبيل المثال الروائي السوري الكبير حنا مينا،، والروائي المغربي محمد شكري في روايته الشهيرة «الخبز الحافي» ونزار قباني في «قصتي مع الشعر» وكوليت خوري في «أيام معه» «وحياتي للمفكر الكبير احمد امين هذه معظم الاعمال التي استوقفتني فيها كمية الصراحة والصدق- كما أتذكر- اما الباقون فإن معظمهم يقدم نفسه كما يحب ان يراه الناس، لا كما هو ذلك لان مجتمعنا تحكمه العادات والتقاليد والاعراف وقانون العيب.. اهدت لوتس كتابها كما تقول: إلي أمي سيرتي في الادب والفن وأبي مسيرتي في العلم والحياة. إليكما في مقام الكشف. وحياة لوتس عبدالكريم كما وصفتها في كتابها هي رحلة حياة غير عادية فيها الكثير من الألم والفرح والعطاء والابتكار والسفر. اهتمت بالفن والكلمة فجعلت من صالونها الشعري الشموع منارة للفن التشكيلي ولندوات الفكر والشعر وأصرت علي ان يكون مثقفو ومفكرو الابداع المصري هم ضيوفها وبرغم حياة الثراء التي عاشتها الا ان الكوارث التي مرت بها ينوء بحملها الجبال وأكثرها ايلاما وفاة ابنها الوحيدة «سالم» في عز الشباب. ولكن لانها امرأة مؤمنة وقوية استطاعت ان تقف مرة اخري وتعود الي نشاطها وابداعها المتميز ولعل ما يحمد له موقفها من ملكة مصر السابقة «فريدة» التي وقفت بجانبها وعرضت لوحاتها في صالونها الثقافي وكانت لها بمثابة الاخت والصديقة. ومن يقرأ لها يدرك طبقات الحزن المتراكمة علي وجهها بالرغم من ان الحزن قيمة انسانية نادرة.. ولكنها تصيبنا دائما في مقتل خاصة عندما يتعلق الامر بالاحباب الذين نفتقدهم. في رأيي ان كتاب «لوتس» هو كتابة من لحم ودم.. كتابة جارفة، محبة في شعورها وشعريتها، كتابة لانسانة كشفت عن همومها واحزانها وكأنها تريد ان تتخلص من كثير من الآلام. يقول عنها الشاعر احمد الشهاوي في مقدمة الكتاب: ما يؤرق لوتس عبدالكريم كإنسانة وكاتبة هو ذكرياتها التي تفيض وتهب خصوصا إذا ما حضر الليل. وطال مكوثه في غرفة النفس تقول: الذكريات تتوالي بقوة وتلوح بقسوة وأعود معها وبها وأستعيد الليالي والأيام.. مرحبا بلوتس في عالم الاعتراف الجميل. كلمات ليست كالكلمات حبيبتي مغرم أنا بكلام العيون الباحثة عن لحظة جنون وأغزل لها بالغزل وشاحا من دلال يطل منه وجهك يا قمرا وردي الظلام وأوشوش بكلماتي عيونك.. ياكحيلة العيون حتي اذا ما اسدل الوجد الجفون ومال علي الذراع رأسك وتاه عن الشفاه اسمك وهمس الثغر في الثغر واشتعل في الصدر موال الصبر ورحلت عن القلوب طيور الخوف نسج الشتاء من هوانا مخدعا في ليل الصيف ووسادة حريرية علي شواطيء الآمال وتتجاور جوارحنا من كتاب «إلي مجهولة العنوان» إسماعيل النقيب