قوات عراقية ومتطوعون خلال تدريبات فى بغداد واجه الرئيس الامريكي باراك أوباما ضغوطا لاعتماد استراتيجية جديدة إزاء الأزمة في العراق ولإقناع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالتنحي. في الوقت نفسه, قامت مقاتلة «إف 18» أمريكية بجولة استطلاعية في الأجواء العراقية منطلقة من حاملة طائرات راسية في الخليج العربي.. وذكرت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية أنه «من الطبيعي أن تقوم الولاياتالمتحدة بطلعات جوية بطائرات استطلاعية مأهولة فوق العراق بهدف جمع آخر المعلومات علي الأرض، لكن هذه هي المرة الأولي التي يجري فيها اعتماد المقاتلة الأمريكية «إف 18» والتي جري إطلاقها من حاملة الطائرات «جورج بوش». وبينما لا يزال أوباما يدرس مجموعة من الخيارات أعدها مستشاروه، لم تصدر أي إشارات بعمل عسكري جديد في الحرب التي أعلن أوباما أنها انتهت بالنسبة لبلاده. ونفي البيت الأبيض معلومات تناقلتها وسائل الإعلام بأن أوباما قرر عدم توجيه ضربات جوية علي الفور مشيرا إلي أن الرئيس الأمريكي لم يستبعد من خياراته عملا عسكريا مباشرا. واعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان «الامر الوحيد الذي استبعده الرئيس هوارسال قوات قتالية امريكية الي العراق، لكنه يواصل بحث خيارات اخري». وتشمل الخيارات الاخري شن غارات بطائرات دون طيار ضد مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) وزيادة المساعدة والتدريبات للقوات العراقية. وطالب اعضاء الكونجرس أوباما بإقناع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالتنحي بسبب ما يرونه فشلا في القيادة في وجه تمرد يعرض بلاده للخطر. وانضم مسئولون كبار في الحكومة الأمريكية إلي جماعة المنتقدين للمالكي وتحميله المسئولية عن الخطأ في علاج الانقسامات الطائفية التي استغلها المتشددون المسلحون .وحمل الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية حكومة المالكي مسئولية الانقسامات الطائفية المتزايدة مضيفا انها تجاهلت التحذيرات الامريكية حول مخاطر اثارة عداء الطوائف الاخري. كما حمل وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة مسئولية الازمة الحالية. وقال هاجل إن ما يحدث في العراق حالياً يهدد المصالح الأمريكية الخارجية. ولم يبد المالكي حتي الآن استعدادا يذكر لتشكيل حكومة اكثر استيعابا لكل الطوائف. وقال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأمريكي جوبايدن تحدث إلي ثلاثة من الزعماء العراقيين للحث علي التوحد في وجه مسلحي داعش والتأكيد علي ضرورة تشكيل حكومة تضم كل الطوائف بعد الانتخابات العامة التي جرت في 30 أبريل الماضي. من جانبه, حذر الجنرال ديفيد بتريوس القائد السابق لقوات التحالف في العراق ومدير السي آي إيه السابق ادارة اوباما من التجاوب مع الدعوات المطالبة بالتدخل في العراق بضربات جوية لردع «داعش». وندد نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني في مقال بصحيفة «وول ستريت جورنال» «بانهيار عقيدة أوباما» معتبرًا أن الفوضي التي تسود العراق هي نتيجة مباشرة لخيارات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي. وفي اسطنبول, اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان شن ضربات جوية امريكية علي العراق يمكن ان يؤدي الي خسائر فادحة في الارواح مشيرا الي ان واشنطن لا تحبذ هذه الاستراتيجية. في غضون ذلك, أطلق رئيس «ائتلاف الوطنية» إياد علاوي مبادرة لتهدئة الأوضاع في العراق تضمنت تشكيل حكومة وحدة وطنية وبرلمان يضمنان تحقيق السلم المجتمعي والاستقرار في البلاد.وتنص المبادرة علي تقديم حكومة الوحدة الوطنية استقالتها في سقف لا يزيد علي ثلاث سنوات، ليفسح المجال أمام حكومة انتقالية قادرة علي اجراء انتخابات حرة ونزيهة.. ميدانيا, تخوض القوات العراقية معارك ضد المتشددين المسلحين السنة للسيطرة علي أكبر مصفاة نفطية التي اعلن داعش سيطرته عليها امس الاول. واستمرت المعارك في بلدة تلعفر الاستراتيجية شمال العراق لليوم الثالث علي التوالي فيما يشهد مجمع مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين اشتباكات متقطعة بين القوات العراقية ومسلحين يحاولون السيطرة عليه. وقال قائمقام تلعفر عبد العال عباس إن «القوات العراقية تواصل عملياتها ضد المسلحين وقد تلقت تعزيزات جديدة لمواصلة القتال».