البعض لابد وأن يزاول الطيران خارج السرب ليؤدي دورالديدبان يستطلع الاخطار فلا يستغرقنا المحلي تماما، فالواقعة عندما تقع لا تحدث علي غرة بل تسبقها علامات و مقدمات تفوت علي من ينكفيء دوما الي الداخل و لذا ندعو الي عدم الاغفال عما حولنا فيا ويلنا ان لم نأخذ حذرنا ... تشهد القدس هجمة شرسة من المشروع الاستيطاني، و المدينة بمقدساتها الاسلامية والمسيحية تتعرض لما يفرض واقعا جديدا علي الارض .. و المسجد الأقصي مستهدف بنحو مباشر و الرصد بالصور يدل كمن يسابق الزمن و يدفع الاهتمام بتهويد القدس الي أعلي درج الاولويات، و مشاهد ما يجري علي الأرض لابد وتدفعنا الي تدبرأحوالنا عربيا من حيث الاستعداد الي كافة الاحتمالات لأن من حيث اسرائيل كل شيء منهم وارد و مشاهد ربط الشباب و الاطفال الاسرائيليين بفكرة بناء الهيكل فاقت حدود المعهود و اقتحام حرم المسجد بتنظيم زيارات جماعية و جولات بالداخل صار يحدث كل يوم و الحشد في اتجاه بناء الهيكل يتم بطرق شتي ، و عمليات الحفر تجري في مواقع تزداد اقترابا من حرم المسجد الأقصي بل الاعداد جار لبناء مركز سياحي توراتي في ساحة البراق و غير ذلك كثير من التفاصيل الصورة و الكلمة تجدها علي العنوان التالي : .www. HYPERLINK "mailto:moasstaqsa.wqt@gmail" moasstaqsa.wqt@gmail . com نأتي لبيت القصيد ماذا يحدث فيما لو استيقظنا يوما فوجدنا لا قدر الله غلاة المستوطنين الاسرائيليين و قد دمروا المسجد الأقصي فلا يغيب عن احد مدي تردي الأوضاع في القدس تنذر بعواقب وخيمة و الشواهد و الاحداث والسياسة و الصيحات ذات الصبغة الدينية توحي ، و احيانا تصرح بمثل ذلك، فكم منا بل من العرب و المسلمين من يعرف صورة المسجد الاقصي؟ ليس الأقصي هو القبة الذهبية التي تبدو في الصورة المعهودة كلما جاء ذكر الأقصي نراها في جميع وسائل الاعلام بدون استثناء في الشرق وفي الغرب و انطبعت في النفوس و كأنها صورة الأقصي .. و اسأل أي شخص تعرفه لتتأكد من هذا الخلط بين المسجد الأقصي و قبة الصخرة البعض يعزوها الي الغفلة، و البعض الآخر يؤكد انه سوء النوايا و التضليل المقصود لمحو صورة الأقصي الحقيقية من الذاكرة .. و سواء هذا او ذاك فالواجب يحتم علي تدارك هذا الخلط و مسئولية التصحيح تقع علي عاتق وسائل الاعلام بأشكالها في المقام الاول ، فمن العار أن نظل ننشر غفلتنا بصورة أهم مقدساتنا و ننشر جهلنا علي الاجيال كبيرها لصغيرها .. ليس استدراكا لوجه الواقع فقط بل لأن الذي بعث لي برسالة التصحيح يري ان لو حدث مكروه للمسجد الأقصي أو للحرم الفسيح حوله فلن يدري بالعدوان أحد طالما بقيت قبة الصخرة قائمة في موقعها لم تمس .. لذا نحذر من هذا الخلط مقصودا كان أم عن غير قصد و من يعرف ينبيء من لا يعرف بالصحيح من المغلوط. اسرائيل حاولت دوما أسلوب فرض الواقع الذي تريدة علي الأرض، ولا يؤرق المشروع الصهيوني الذي يسرع بخطي استكماله كمثل الخلل الديموجرافي ( السكاني ) بين اسرائيل و الفلسطينيين و في مدينة القدس علي وجه الخصوص .. لذا يقود نتنياهو منذ وصوله للحكم حملة شرسة لتطبيق مخطط مرحلي يستهدف الوصول بالاسرائيليين الي نسبة الاغلبية المطلقة في المدينة المقدسة و بكل الوسائل لاحلال اسرائيليين في مواقع و منازل و مؤسسات الفلسطينيين .. لهذا من المؤسف ان نعرف عن تقاعص حكومات عربية عن دفع ما سبق التعهد به ماليا لمساعدة فلسطينييالقدس علي الثبات في مواقعهم فلا يقتلعون منها و يتشبثون ليبقوا حفاظا علي عروبتها حية في الاذهان .. عندما يعلن نتنياهو زعمه ان ما تبنيه اسرائيل في جيوساليم - القدس ليس بمستوطنات بل هذه " عاصمتنا بناها الشعب اليهودي منذ ثلاثة آلاف عام و يعيد بناءها من جديد " اذن وجب بكل الوسائل نشر الوثائق و الآثار التي تقطع في هذا الزيف الذي يقوله ... تاريخيا لا يوجد غير (( الكنعانيين )) و الرومان و القبائل العربية و حتي التوراة تطلق علي فلسطين (( ارض كنعان )) و أورشليم الذي ينسبونه الي أنفسهم الذي يطلق علي المدينة المقدسة هو تحريف من الاسم الاصلي (( عور سالم )) و جيروساليم لم يؤسسها اليهود بل سبقت ظهور الدين اليهودي بنحو الفي عام علي الاقل و لم يعثرفي أي حفائر عن أثر واحد او رمز لملتي داوود و سليمان... المؤرخون و منهم يهود بل اسرائيليون يقررون أن ما من وجود لما يسمي ( بالشعب ) اليهودي انما (دين ) يهودي، أما فكرة ايجاد شعب فقد خطرت في القرن التاسع عشر تأليف صهيوني يكون ذريعة لاقامة دولة و التعبير بالنص عن كتاب الباحث شلومو زاند بجامعة تل ابيب .. فأما رواية طرد الرومان ليهود فلسطين فلم تحدث لان الرومان تاريخيا لم يطردوا أمة بكاملها بل من خرج يعرفون الآن بالسفرديم (اليهود الشرقيين ) وأما اليهود الذين استقروا في فلسطين فاعتنقوا الاسلام مع مجيء العرب، أي هم أسلاف الفلسطينيين الحاليين ... (من كتاب : متي وكيف تم اختراع الشعب اليهودي ذ شلومو زاند جامعة تل ابيب ).. مؤرخين و كتابا يهودا و اسرائيليين آخرين منهم - توم سيجيف - الذي كتب مؤكدا ان الصهيونية العالمية اخترعت وقائع و زيفت تاريخا وخدعت العالم لتحقيق مشروع الدولة الاسرائيلية .. فلا دولة بدون ايجاد شعب يبرر وجودها ... بعد عامين من نهاية الحرب العالمية الاولي تقدمت المنظمة العالمية للصهيونية إلي مؤتمر باريس بمشروع اقامة دولة يهودية علي كل ارض فلسطين و إلي ما يعرف اليوم بجنوب لبنان حتي صيدا و من نهر الليطاني الي هضبة الجولان و سهل حوران و درعا .. يقول كاتب يهودي آخر ( ستيفن لندمان ): المنظمة الصهيونية كانت تريد مزيدا: من النيل إلي الفرات و .. راجعوا ما حدث تباعا من اسرائيل الي اليوم ..