عم حمدى يشقي الإنسان في الدنيا ويكدح راجيا الله أن يعينه علي أداء رسالته في أن يعمر الأرض ويقدم للدنيا من يكمل تلك الرسالة في عمران الحياة.. حمدي يعمل ترزيا بإحدي قري القليوبية، ومهنة الترزي في القري تختلف في طبيعتها بعض الشيء عنها في المدينة، فالترزي الريفي يضطر كثيرا للانتقال إلي بيوت العائلات التي تعودت علي ذلك منذ قديم الزمان ولا تقبل كثيرا علي الذهاب إليه في محل عمله، خاصة اذا كان يتعامل مع أسر كاملة وليس مجرد أفراد يذهبون إليه، وعلي مشارف الستين تمكن حمدي من أن يزوج أولاده جميعا بفضل ما يرزقه الله من مهنته، ولم يتبق له سوي آخر العنقود الصغيرة فاطمة التي تنتظر هي الأخري أن تدخل عش الزوجية في حياة والدها.. ولان الرياح كثيرا ما تأتي بما لا تشتهي السفن فقد هاجم السكر عم حمدي بضراوة واشتدت مضاعفاته واشتدت مقاومة عم حمدي لكن السكر اثر أن يترك أثرا شديدا عليه وانتهي الأمر ببتر إحدي ساقيه اجباريا، وترك عم حمدي قعيد المنزل لا يستطيع الحركة أو العمل كما اعتاد في سنوات عمره السابقة، ووقعت الاسرة كلها فريسة مرض الاب، فالدخل المعتاد والرزق السابق وقدرة عم حمدي علي تلبية مطالب البيت وتعليم البنت الصغري، فكل ما يتاح له من موارد يتمثل في 275 جنيها معاشا ضمانيا، ولكن ما باليد حيلة وايادي أهل الخير الممتدة مهما كان كرم أصحابها فهي دون أن تفي بمتطلبات المعيشة ولا مفر من العودة إلي العمل لتحقيق اكتفاء. أهله وبيته، ولم يكن أمام عم حمدي سوي تركيب جهاز تعويض يمكنه من الحركة ولو بنصف قدرته السابقة، لكنها علي اي حال خير من القعود وانتظار المعونات.. عم حمدي كتب إلي أسبوع الشفاء يطلب مساعدته في شراء جهاز تعويضي لقدمه اليمني اسفل الركبة، وقام الباب بشراء الجهاز بمبلغ 4750 جنيها حتي يستطيع عم حمدي معاودة الحركة وممارسة عمله واكمال رسالته بتزويج ابنته الصغري وتوفير الستر له ولزوجته.