لا شك في أن النجاح الذي أحرزه ( المشير ) عبد الفتاح السيسي في السباق الي منصب رئيس الجمهورية كان متوقعا منذ أن خرج الشعب في 30 يونيوالماضي مطالبا بإخراج عصابة الإخوان من قصر الرئاسة . لكن الأمل تحقق فعلا عندما أعلنت لجنة الأنتخابات النتيجة مساء الثلاثاء .. هنا فقط عادت مصر . الشعب هوالبطل في كل المواقف التي مرت بها مصر .. بفضله تظل مصر دائما في أمان .. وعندما تسوء الأحوال وتصبح الأيام والليالي حالكة السواد .. يظهر النور الساطع من بعيد .. هاأنت يا مصر في القلب .. لن تسقطي أبدا ولن تنهاري أبدا .. أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيل.. ولا أرتضي للخلود بديلا. الشعب هوالذي جاء بعبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية .. هوالذي وضعه في تلك المكانة الرفيعة .. وذلك في حالة فريدة من حالات الانتفاض الوطني لا تتكرر كثيرا في التاريخ وان تكررت فهي تولد زعيما عظيما .. حدث مثل هذا الأمر مع صلاح الدين الأيوبي مع فتنة نهاية الدولة الفاطمية .. ومع سيف الدين قطز مع فتنة نهاية الدولة الأيوبية .. ومع محمد علي مع فتنة نهاية الهيمنة المملوكية .. في كل مرة اختار الشعب رجلا .. وكان الرجل في كل مرة علي قدر المسئولية. إذن هوالشعب وهوأيضا القدر .. اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد كما قال أبوالقاسم الشابي أن يستجيب القدر وهنا أتذكر رواية قيلت عن الراحل العظيم صلاح جاهين عندما كان يكتب أغنية ثوار التي غنتها العظيمة أم كلثوم في أحد الاحتفالات بعيد ثورة يوليو.. كانت كلمات الأغنية تقول : والثورة زي النبض في عروقه اللي النهارده يحققه، ويرضاه هواللي بكره، بهمته، يفوقه ... ثوار، مع البطل اللي جابه ( ... ) وهنا توقف جاهين .. مين اللي جابه .. ولم يجد إجابة الا أن الذي جابه هوالقدر .. مع السيسي كان القدر أولا ثم الشعب .. الشعب هوالذي أراد الحياة فكان علي القدر أن يستجيب . الشعب المصري فرحان .. هذا حقه ..فقد عاني هذا الشعب كثيرا .. ثلاثون عاما باسم الاستقرار وثلاث سنوات باسم الثورة .. لم ير يوما واحدا جميلا باستثناء بعض الانتصارات الرياضية . وهنا لابد أن نتذكر أن بعد الفرحة أمامنا العديد من الواجبات التي لابجب ألا ننساها، فالتأييد الذي حصل عليه السيسي في صندوق الانتخابات يجب أن يليه تأييد أكبر وأشد في ميادين العمل .. وهي ليست نصيحة مني فقد سبقني إليها الكثيرون ولكنه واجب علينا جميعا كما أنه أمر لابد منه وليس أمامنا سبيل غيره . هذا ما طلبه الرئيس الجديد من الشعب .. ولكن الأهم من ذلك هو أن علي الشعب أن يطلب ذلك من نفسه .، لن تجيء المكاسب ولن تتحقق الأحلام ونحن ننتظر أن تنهمر علينا من السماء دون أن نعمل ونعرق ونضحي في سبيلها . كلمة حق لرجل الحق ليست هذه هي المرة الأولي التي نتوجه فيها بالشكر الي ذلك الرجل العظيم الذي تفخر به الأمة العربية كأحد زعمائها العظماء .. انه خادم الحرمين الشريفين .. الذي كان موقفه السريع من ثورة الشعب في 30 يونيو أحد الأسباب المهمة لنجاحها .. وأهم أسباب التفهم العالمي الصحيح لمطالب الشعب المصري . هذا الرجل عظيم كعادته .. سباق كعادته .. يحب مصر كما يحبها أهلها وأكثر .. وكانت كلمته التي بعث بها الي الرئيس المنتخب لحظة اعلان النتيجة موقفا جديدا لمواقف السعودية الداعمة لمصر في أحلك الظروف .. وقفت مصر دائما مع أشقائها هناك .. وهاهم في المملكة يقفون مع أشقائهم هنا .قال الملك عبد الله متعه الله بالصحة والعافية في رسالته لشعب مصر : إن المرحلة القادمة محملة بعظم المسئولية التي تستدعي بالضرورة من كل رجل وامرأة من أشقائنا شعب مصر، أن يكونوا روحاً واحدة، وأن يكونوا علي قدر من المسئولية والوعي واليقظة وأن يتحلوا بالصبر، وأن يتحملوا في المرحلة القادمة كل الصعاب والعثرات، ليكونوا عوناً لرئيسهم بعد الله . ثم دعا إلي مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصاديةمؤكدا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهوقادر مقتدر - بفضل من الله - فإنه لا مكان له غدا بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات. ما أعظم هذا الرجل وما أعظم مواقفه .