دقائق من الرعب جنوب قنا.. 24 مصابًا بينهم أطفال في انقلاب ميكروباص بقفط    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    رغم هرولة الشرع للتطبيع، مروحيات إسرائيلية تستبيح مقر "الفرقة 15" بالسويداء    ليلة استمتع فيها الجمهور.. تامر حسنى يختتم حفل مهرجان العلمين بأغنية "قدها" وسط تصفيق حار    التنمية المحلية: بدء تنفيذ مشروع تطوير شارع إبراهيم بمنطقة الكوربة    وزير الخارجية يختتم جولته الأفريقية بشراكة اقتصادية تحقق التكامل بين مصر والقارة السمراء    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم بلدة المغير شرقي رام الله بالضفة الغربية    ترامب: لدينا فرصة للتوصل لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي    "الجبهة الوطنية": دعوات التظاهر أمام السفارات المصرية تخدم أجندات مشبوهة    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    تقرير يكشف موعد جراحة تير شتيجن في الظهر    رسميًا.. دي باول يزامل ميسي في إنتر ميامي الأمريكي    تردد قناة الأهلي الناقلة لمباريات الفريق بمعسكر تونس    "هما فين".. خالد الغندور يوجه رسالة لممدوح عباس    أسعار الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 26 يوليو 2025    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم السبت 26 يوليو 2025    24 مصابًا.. الدفع ب15 سيارة إسعاف لنقل مصابي «حادث ميكروباص قنا»    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق كابينة كهرباء بشبرا| صور    الإسماعيلية تكشف تفاصيل مهرجان المانجو 2025.. الموعد وطريقة الاحتفال -صور    "الذوق العالى" تُشعل مسرح مهرجان العلمين.. وتامر حسنى: أتشرف بالعمل مع منير    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    مستشفى الناس تطلق خدمة القسطرة القلبية الطارئة بالتعاون مع وزارة الصحة    «لو شوكة السمك وقفت في حلقك».. جرب الحيلة رقم 3 للتخلص منها فورًا    محمد رياض يستعرض معايير التكريم بالمهرجان القومي للمسرح: لا تخضع للأهواء الشخصية    محافظ شمال سيناء: نجحنا في إدخال عدد كبير من الشاحنات لغزة بجهود مصرية وتضافر دولي    ترامب يحذر الأوروبيين من أمر مروع: نظموا أموركم وإلا لن تكون لديكم أوروبا بعد الآن    تامر حسني يهاجم عمرو دياب بعد تصنيف الهضبة لألبومه "لينا ميعاد": أنا تريند وأنت تحت    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 26 يوليو 2025    ليكيب: برشلونة يتوصل لاتفاق مع كوندي على تجديد عقده    خبر في الجول - اتفاق مبدئي بين بيراميدز وبانيك لضم إيفرتون.. ومدة التعاقد    رد فعل مفاجئ من كريم فؤاد بعد أنباء إصابته بالصليبي (صورة)    إحباط تهريب دقيق مدعم ومواد غذائية منتهية الصلاحية وسجائر مجهولة المصدر فى حملات تموينية ب الإسكندرية    أحمد السقا: «لما الكل بيهاجمني بسكت.. ومبشوفش نفسي بطل أكشن»    هاكل كشري بعد الحفلة.. المطرب الشامي يداعب جمهوره في مهرجان العلمين    روعوا المصطافين.. حبس 9 متهمين في واقعة مشاجرة شاطئ النخيل في الإسكندرية (صور)    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    أخبار كفر الشيخ اليوم.. شاب ينهي حياة آخر بسبب خلاف على درجة سلم    6 أبراج «الحظ هيبتسم لهم» في أغسطس: مكاسب مالية دون عناء والأحلام تتحول لواقع ملموس    تنسيق الثانوية العامة 2025.. التعليم العالي: هؤلاء الطلاب ممنوعون من تسجيل الرغبات    باحثة في قضايا المرأة: الفتيات المراهقات الأكثر عرضة للعنف الرقمي    عقود عمل لذوي الهمم بالشرقية لاستيفاء نسبة ال5% بالمنشآت الخاصة    مشروبات طبيعية تخفض ارتفاع ضغط الدم    الجلوكوما أو المياه الزرقاء: سارق البصر الصامت.. والكشف المبكر قد يساهم في تجنب العمى الدائم    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    شائعات كذّبها الواقع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
!. .. كلام كثير.. في الفاضي والمليان

مها عبدالفتاح تخيل.. كتب عليك أن تعيش تلك الازمان.. مؤكد ستعوذ بالله في سرك وتحمد ربك وتشكره علي أنك ولدت في نعيم هذا الزمان!..
نفسي ان يجيء يوم ونكون فيه كشعب نعرف كيف نختلف ونعارض بعضنا بعضا في الحياة وفي السياسة وننتقد، نتنافس ونتخاصم وننفعل ونتشاجر ونزاول كل صنوف الاختلاف والمعارضة بل وكل صنوف الغلاسة ايضا، انما بدون مقت ولا غل أو ضغينة وكراهية، ناهيك عن سواد الأحقاد وصنوف الاسفاف واشاعة الفرقة والفتن.. المسألة ليست مجرد أسلوب تحضر وتربية وأخلاق فقط ودمتم، المسألة أكثر من ذلك فهي حرص علي حضراتكم، علي صحتكم وشكل خلقة حضراتكم.. فالكراهية تصيب كبد المغلول والكاره وتبرم أمعاء الحاقد الناقم وتنضح علي الوجوه وتخفس من طلعة القبول الرباني، غير انها تغضن الوجوه وتصيب بالهرم المبكر قبل الأوان ويكفي أن تتطلع الي وجه حضرتك في المرآة عندما تنتابك الحالة وتكشر عن أنيابك الظاهرة والجوفية وتأكل في نفسك فتتطلع الي خلقة حضرتك لتعرف ما تبدو عليه، أؤكد لك أن صورتك التي ستراها أمامك ستردعك عما أنت فيه! حاول ان تتصالح مع نفسك، فإن فشلت فجرب ثانيا وثالثا وبالتكرار ستنجح ويعمك شعور يسود من دعة وسلام داخلي، دونه كل شيء في الدنيا.. صدقني مشاكلك ستخف كثيرا وتجدها ليست بمثل تلك الاهمية، وعلي غير ما كنت تشعر ان الدنيا كلها فوق دماغك، وبنفس راضية تجد الطريق أمامك شبه ممهد.. صدقني وجرب وقل لنفسك كما سبق وقالها احسان عبد القدوس (الف رحمة عليه) لا شيء يهم !
بين زماننا وزمانهم.. مسافات !
من 24 ساعة فقط دوي نبأ مصور من احدي الفضائيات ينبيء بأن قرية في محافظة الدقهلية مقطوع عنها المياه منذ ثلاث سنوات تخيلوا أن يحدث ذلك في هذا العصر ! مؤكد معظم المشاهدين تخيلوا أنفسهم للحظات في مثل هذا الموقف الذي يدفع أي منا أن يحمد الله ويقبل يده وش وضهر ولو في ذهنه علي نعمة المياه.. حنفية (آسفة) أقصد صنبور المياه وتفتح فتنهمر المياه نعمة لا نعرف قيمتها لأنها موجودة وتعودنا عليها وانتهي أمرها مع أنك لو تخيلت حالك بدونها لربما هانت حياتنا كلها لا قدر الله ولا سمح.. ولا أعني نعمة مياه الشرب فقط، فلا تنسي نعمة الاستحمام بسهولة ويسر ومتناول يدك كلما شئت وتراءي لك.. أنت يا عزيزي القاريء محظوظ لأنك ولدت وتعيش هذا العصر وتستمتع بنعيم المدنية والتقدم.. ومهما بلغ ضيقك وتذمرك ولعنت هذا الزمن، فلا تنس بل تأكد أنك محظوظ ومحظوظ، فسأروي لمن لا يعرف وأذكر من يعرف وربما غفل عن الحياة بدون هذه الرفاهية التي نتمتع بها دون من كانوا أحياء.. الأزمان الخوالي.. فلتحمد ربك وتحتمل مصاعب عصرك، ولندع الله علي المسئولين في محافظة الدقهلية ان لم يبادروا وينجدوا تلك القرية المنكوبة بانقطاع المياه لثلاث سنوات متصلة !
اذن بمناسبة المياه أو قل نعمة الاستمتاع بتوافر وصول المياه الي عقر دارنا (حلوة عقر دي) بالنحو الذي نألفه، لأنني أنوي الحكي عن طرف مما صادفته في قراءاتي عن معايش الحياة.. أوروبا القرون الوسطي.. أحسب انني سبق وكتبت عن شغفي بقراءة التاريخ من خلال سير الحياة للناس العاديين.. كيف عاشوا في حياتهم اليومية، وعاداتهم وصلاتهم ومشاجراتهم وطبائعهم، هذا هو التاريخ الحقيقي وليس التاريخ الذي يختص فقط بالحكام والملوك والله الأعلم ان كان حقيقة او أغلبه من تأليف موالين لهم أو ساخطين عليهم من أدرانا؟ ! متعة ان تجوس في حياة الأولين، فتعرف أصولا وعادات اجتماعية وجذور تقاليد ورثناها.. بقيت عالقة ليومنا هذا بل ربما تحولت علي مر الزمن الي طقوس ورموز مرعية، منها المعلومة التالية التي تعزز الشعور لدينا بالنعمة التي توفرها لنا حياتنا العصرية ..
و أبدأ من هذا التساؤل العجيب: ألا تعلم السبب وراء ظاهرة رواج احتفالات الزواج لدي الأوروبيين بين شهري مايو ويونيو.. ومن أين جاء تقليد باقة الورود بين يدي العروس في ثوب الزفاف، والتي تقذف بها في نهاية الاحتفال وهي تعطي ظهرها للمدعوين ليتلقفها صاحب النصيب.. طقوس أفراح زواج وانتقل بالتقليد والطقوس وظل واستمر علي مدي قرون.. !
كان الأوروبيون في العصور الوسطي والي ما بعد عصر النهضة بل وحتي القرن السابع عشر وربما الثامن عشر.. يختارون لاحتفالات الزواج بين شهري مايو ويونيو، وقد يصعب ان تصدقوا فيما لو عرفتم السبب لاختيار هذين الشهرين .. فهو موعد الحمام " السنوي " للعائلة.. الحرارة المقبولة للجو.. !! نعم كان موعد الحمام السنوي للعائلة، فهل تتخيل حضرتك أو حضرتها كيف كان الاستحمام يتاح في تلك الأزمان ؟ نحن في شرقنا عرفنا " المغطس " والكوز، انما أوروبا ما قبل عصر النهضة حتي وبعده كان المغطس عندهم يشبه برميلا كبيرا يملأونه بالماء، واستحمام الأسرة بالدور، يعني كل بدوره .. . ويبدأ دوما بالأب أو رب الأسرة، والمياه نظيفة، رايقة وساخنة وبعد ما ينتهي من استحمامه يتلو دور أكبر شباب الأسرة، ثم يسري بتدرج سني العمر، الشباب ثم الصبية وبعدهم يبدأ دور النسوة في الأسرة والبنات، وأخيرا جدا.. يأتي دور الاطفال واستحمامهم في هذه الحالة يصبح مجازا فهو يكون أقرب الي اللغوصة.. مع ما تبقي من المياه مجازا، بعدما تعكرت بل اسودت فصارت هبابا !
تخيل.. كتب عليك أن تعيش تلك الازمان.. مؤكد ستعوذ بالله في سرك وتحمد ربك وتشكره علي أنك ولدت في نعيم هذا الزمان!
هل عرفت اذن لم كانوا يفضلون اقامة احتفالات الزواج بين مايو ويونيو، والجو دافيء في موسم الاستحمام والبدن لا يزال نظيفا، ثم أريج الورود ليطغي يضمن أجواء المكان بما يليق بالمناسبة..
فلما ظهرت الحمامات مع التكنولوجيا والتقدم والمواسير التي تجري فيها المياه، وانتفت أسباب الاستحمام السنوي أو الموسمي، وعرفت الشعوب الأوروبية وغير الأوروبية نعمة توافر المياه علي الدوام وفي متناول يديك، واعتاد الناس علي الاستحمام يوميا وحيثما يتراءي لهم مع الدش الساخن أو البارد والبانيو وتوابعه من جاكوزي وما شابه، الا أن عوائد اختيارات مواسم الزواج عند الاوروبيين لم تتغير وبقي تقليد اختيار احتفالات الزواج بين مايو ويونيو، حتي باقة الورد التقليدية التي انتفي الغرض منها بقيت من الرموز المرعية في حفلات الزفاف. لاحظوا كيف حملنا نبأ افتقاد قرية مصرية للمياه بعيدا الي كل هذا الحكي عن القديم والجديد الي الحمد لله أننا ولدنا في هذا العصر!
أرمينيا والأرمنيات:
بين الأرمن والمصريين كيمياء انسانية متفاعلة في تجاوب لا يمكن أن تخطئها علي مر الاجيال.. فمصرنا وبحق كانت دوما وستظل ملاذا يلجأ اليها المضطهدون الفارون من اي ظلم أو طغيان.. بلادنا هذه فتحت ذراعيها لطوائف من جنسيات شتي من بينهم طائفة الأرمن وهذا وحده تاريخ .. . عاش الأرمن بيننا أجيالا متعاقبة لم يشعروا بغربة ولم نعتبرهم هنا أجانب.. عرفوا بيننا بمواهب في فنون شتي ومهارات مهنية اشتهروا بها، من صياغة المجوهرات والذهب، الي فنون التصوير بلوحات الرسم أو التصوير الفوتوغرافي.. من أشهر فناني الأرمن في لوحات التصوير الكلاسيك من أوائل القرن العشرين شميشديان الذي أصبح اليوم توقيعه علي لوحة يساوي من الجنيهات الآلاف.. أما من فناني التصوير الفوتوغرافي حتي السبعينيات والثمانينات كان استودية ألبان وأرمان وغيرهم.. ومنهم رسام الكاريكانير الأشهر صاروخان .. ولا يمكن الاغضاء عنهم كمصممين للأزياء وفي تفصيل الملابس بأنواعها للسيدات والرجال.. أما فن التمثيل فما يزال يشهد بموهوبات شهيرات، لبلبة التي تطوع تعبيرها بما يتطلبه الدور بسهولة ومقدرة غير عادية، ونيللي بفوازيرها التي لا تنسي، وميمي جمال وفيروز، هؤلاء مصريات في العمق، الروح مصرية بكل معاني الكلمة .. .
والآن أستطيع ان أضيف الي قائمة معارفنا الأرمينية لونا آخر من المواهب.. هاتان مهندستا آثار لفرط عشقهما لمصر تخصصتا.. في صيانة التراث الحضاري لمصر .. تعارفنا بهما تباعا من خلال مجموعتنا من عضوات النادي الدولي الذي أسسته السيدة هدي ماهر علي عهد وزير الخارجية احمد ماهر رحمة الله عليه.. النادي عبارة عن لقاء شهري منتظم يجمع بين عضوات مصريات وزوجات سفراء من السلك الدبلوماسي الاجنبي، علي غداء تنويري ثقافي يدور حول موضوع ما، يتحدث فيه ضيف.. الارمينيتان المهندستان عرفناهما تباعا من خلال السيدة يوفجينيا ميلكونيان زوجة سفير أرمينيا.. أولهما المهندسة "نايري همبكيان "، ثم ضيفة الشهر الماضي.. د. هوريج سوروزيان " فهي مناسبة كل هذا الاستطراد.. الأرمن في مصر.. . د. سوروزيان درست تاريخ الفن في معهد اللوفر بباريس، ولفرط عشقها لمصرتخصصت.. المصريات وفن ترميم وصيانة الآثار.. . بعث بها متحف اللوفر بباريس الي مصر منذ نحو ثلاثين عاما لتشارك في اعمال الصيانة والترميم لمعبد الكرنك وهكذا احبت هذه البلاد وبقيت تزاول مهنتها في صعيد مصر، ما تنتهي من مهمة الا وتبدأ أخري.. . كانت لفتة شيقة منها أن جاءت لنا بفيلم يقدم متتابعات دقيقة للخطوات التي تنفذ علي الطبيعة عند الكشف عن أثر من الآثار التي ما تزال تزهر بها ارض مصر، وكيف يتم مع الأثر .. . في بداية الفيلم شاهدنا العملاقين: تمثالي امنحتب الثالث بالأقصر، مرفوعين في بيئتهما الأصلية.. ثم شهدنا خطوات التعامل مع تلك الآثار الخالدة التي تكتشف تباعا كتمثال زوجته الملكة الجميلة تاي ( والدة اخناتون ).. شهدنا كيف يتم رفع التمثال الشاهق بكل حرص ودقة، وكيف يتم تجميع القطع وتثبيتها، ثم عملية الترميم الدقيق خطوة بخطوة، ليعود الأثر الي أصله بالتمام ويكتمل العمل وترتفع قامة التمثال.. وجدنا أنفسنا نصفق معا بتلقائية مع شهقة اعجاب في نفس واحد ! .. . سوروزيان تدعو لو أننا في مصر اتجهنا الي الابقاء علي تلك الكنوز الأثرية التي يكشف عنها بين بيئتها الأصلية، بدلا من انتقالها الي متاحف مغلقة.. .في ذلك تكريم لحضارة عظيمة وتشريف للحاضر الذي نعايشه، غير الابهار مع الثقة والعزم الذي توحي به وتضفيه تلك الآثار الخالدة بين بيئتهاالأصلية.. .
أما شاغلها الآن تلك المهندسة الأرمنية العاشقة للتراث فهو كيفية تدبير ما يكفي لتمويل تحصل البعثة التي ترأسها في ايجاد الموارد المالية التي تتيح انقاذ مشروع ترميم معبد أمنحتب الثالث في الأقصر بالضفة الغربية لنهر النيل.. انها تصفه بالمعبد الفرعوني الأكبر الذي اكتشف حتي الآن ألا من ممول أو مساهمين في تمويل؟ !.. من يدري ربما يتحرك أحد أو جهة ما.. .
الخلل والخبل الذي طرأ علي الاعلام الغربي !
أتمني ونحن نبدأ الجمهورية الثالثة أن نوجه العناية اللائقة الي هيئة الاستعلامات، لأن من يتابع ما يكتب في الصحف ويقال.. الأحوال المصرية في الاعلام الأمريكي والاوروبي معظمه اكاذيب ومبالغات والصورة الصحيحة لما يحدث في مصر لا تقدم الي الرأي العام في أوروبا وامريكا ! صحيح أن ما يكتبونه مرمط الأرض بالاعلام الغربي الذي كنا ننظر اليه عاليا ونعتبره بلغ أعلي مراتب المهنية والموضوعية، فإذا بهذه الهالة المحترمة تسقط عنه عندما تقاطعت المصالح الرسمية لبلادهم مع مصالحنا الوطنية فظهر الوجه القبيح حتي حق عليهم توصيفهم كإعلام حكومي وليس حرا كما كانوا يتيهون في السابق.. . بعض المستقلين من ذوي الضمائر منهم فسرمرة ما حدث للاعلام الغربي والأمريكي بنحو خاص بأنه ما عاد حرا كما كان في الماضي منذ تسلط ما يعرف ( بالكوربوريشونز) أو مؤسسات رؤوس الاموال الكبري عابرة القارات التي تملك مقدرات معظم الاعلام الغربي، بل هي ما يشارك الحكم مع مؤسسات الدولة الرسمية ويتحكم في الاعلام !
كيف يتغلغل التنظيم الدولي في الاعلام:
كل من يتردد بانتظام علي بعض أهم المواقع الالكترونية علي النت يدرك أن التنظيم الدولي للاخوان قد وجد طريقه الي بعض الشقوق في الاعلام الغربي نفذ منها الي نشر سمومهم.. توجد مواقع الكترونية تتصدي لنشر وقائع وأمور لا ينشرها الاعلام الغربي المنبطح في أمريكا وأوروبا، انما تلك المواقع بحاجة الي الدعم المالي من حين لآخر لتستطيع أن توالي أداء رسالتها.. وهي تعلن عن ذلك وتدعو قراءها الي المساهمة بالتبرع ولو بمبلغ متواضع، وواضح أن اموالا اخوانية تسللت وتوغلت الي بعض تلك المواقع، مقابل مقال أو مقالين ينشران لهم بفكر اخواني فج (مائة في المائة ) بنفس الكذب والتزييف والاراجيف التي يروجونها بأسماء غير معروفة او ربما مستعارة ! المرء لا يحتاج لذكاء ليدرك أن التنظيم يساهم بمبالغ مقابل تفويت تلك البروباجندا الفاقعة بين سائر المقالات التنويرية المنشورة علي هذه المواقع !
أماعن نيويورك تايمز ومراسلها هذا الكيرك باتريك فحدث.. فهو سبة للصحافة الامريكية ولمهنة المراسل الصحفي ولصحيفته التي كانت محترمة فهوت الي الدرك الأسفل من الاسفاف والتضليل حتي ليخيل اليك أنهم يكتبون عن بلاد أخري واناس غيرنا ! أحدث سقوط لتلك الصحيفة القصة المنشورة عن الطفل المصري ابن ال 17 ربيعا ! ! ( وفق دستورنا الجديد) والرواية المهترئة التي تنضح بالتلفيق ونشرتها نيويويرك تايمز علي لسانه لما تعرض له من تعذيب وتنكيل عندما قبض عليه، فلا تفهم كيف حدث كل ذلك ثم تركوه يسافر.. من هي تلك العائلة التي تستضيفه في كاليفورنيا لحين البت في لجوئه السياسي: جهة اخوانية بلا أدني شك !
أين هيئة الاستعلامات المصرية التي كان لها دور فاعل علي مدي السنين، ولو أنها تقوم بمهمتها كما يجب من خلال مكاتبها في الخارج لربما استطاعت أن توصل الرسالة الصحيحة في الخارج الي الرأي.. هيئة الاستعلامات الفعالة هذه تحولت في السنين الأخيرة الي شبح أو خيال مآتة للأسف الشديد.. والرأي السائد ان افتقاد القيادة الصحيحة هو السبب بعد ما أصبح اختيار سفير من الخارجية ليقودها هو أقرب الي تقليد متبع بينما الاعلام علم له أصول ومواصفات ومؤهلات، هذا مع كامل الاحترام للسفراء الذين تولوها الا أنها كمهنة لا يصلح لها سوي اعلاميين متخصصين.
عائدون عديدون من الخارج يكادوير يتفقون كل علي حدة بأن صورة ما يحدث في الداخل لدينا لا تجد طريقها الي الخارج، فاذا انتقلت فشد ما تكون مختلفة بل ومختلقة وربما مقلوبة ! ليس لنا من يتصدي ولا من يشرع الواقع في وجه الأباطيل التي تروج عن الأوضاع الداخلية لدينا وبنحو فاقع، وكم المعلومات المغلوطة والأكاذيب التي تروج عنا فاضحة مهنيا للاعلام الغربي قبل ان تكون فاضحة لغيابنا نحن عن الساحة..
زيت زيتون
اذا تعلقت بشيء ألا تسأل وتستقصي عنه وعن أصله وفصله وشجرته؟! كان لي مطعم ايطالي أثير في ضاحية جورج تاون بواشنطون علي عهد ما كنت أزاول عملي من هناك، فانني من هواة المطبخ الطلياني، ومن تقليديات المطاعم الايطالية أن يأتوا للزبون بخبز معجون بقليل من الثوم للغموس في زيت الزيتون (لابد من الغموس) الي حين ما يجهز الطعام.. . وزيت الزيتون الايطالي فاخر وله نكهة خاصة وقد استسغته واعتدته وما عدت أسلاه آسلاه.. زيت الزيتون عندي من لوازمي الأساسية أضعه علي السلطة والفول والزبادي والمكرونة الاسباجيتي ولا مانع من اضافة القليل من الصويا صوص فيصبح طلياني علي صيني.. . شغفي بزيت الزيتون دفعني الي تقصي أصله وفصله فاستقصيت ووجدت شجرة الزيتون لها مكانتها منذ الازل.. أساطير الاغريق تحكي.. علي جبل آلهة الاغريق.. نشبت معركة تنافس بين أثينا و" بوزيدون " اله البحر، أيهما الأهم .. ضرب.. بعصاه الأرض فنشر الربيع ثوبه علي المكان وازدهر، بينما اكتفت أثينا بضرب الأرض فخرجت للوجود شجرة زيتون .. .و لأن البحر مالح فربيعه ما روي ولا سقي زرعا ولا درعا، فجفت الاوراق ومات النبات، لكن بقيت شجرة الزيتون وحدها.. صمدت في ثبات فهلل الناس وسمي المكان " باثينا " .. . وتقول الأساطير.. آدم أبو البشرية عندما شعر بآلام في مفاصله نصحه الملك جبريل بأن عليه بشجرة الزيتون يعصر ثمرها ويشربه فيشفي.. والفيلسوف أفلاطون أسس أكاديميته في بستان من شجر الزيتون، واليونانيون يقولون إن إحدي أشجار البستان الأفلاطوني بقيت حتي عام 1980 ! ! ! وان كفت عن طرح الزيتون وبقيت ثابتة حتي أتمت عامها الثلاثمائة بعد الألفين ! بس خلاص !
في نهاية الخط
سئل الخوارزمي عالم الرياضيات والفلك ومؤسس علوم الجبر والحساب والعالم الأشهر في القرن الثامن الميلادي.. كيف تقيم الانسان ؟ فأجاب بالآتي:
ان كان ذا خلق فهو = رقم1 صحيح *** فاذا كان ذا جمال أضف الي الواحد صفرا.. 10 *** واذا كان ذا مال فأضف صفرا آخر = 100 *** أما وكان أيضا ذا حسب ونسب فأضف صفرا ثالثا فهو = 1000 *** فاذا راح الخلق، انمحي الرقم، وبقيت الأصفار ( بلا قيمة )... هذه هي معادلة الخوارزمي في تقييم البشر...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.