يعتقد اهل اليونان أن الآلهة اثينا (الحكمة) هي التي زرعت اول شجرة زيتون في العالم القديم، عند منحدرات معبد الاكروبوليس في المدينة التي حملت اسمها. وفي هذا دلالة كبيرة على الاهمية التي اولاها، ويوليها حتى الآن، اهل اليونان لهذه الشجرة الكريمة والمعطاء. وتقول آخر الأبحاث العلمية بأن الشجرة جاءت من اليونان ومن جزيرة كريت بالتحديد، حيث تم العثور على آثار لأوراق شجرة زيتون يعود تاريخها الى 60 الف سنة. ومن هناك انتشرت الى شمال افريقيا وبقية مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الاوسط. لكن الكثير لا يزالون يجادلون في اصل الشجرة وفصلها، ولا يزال البعض يعتقد انها جاءت من جنوبفرنسا والبعض الآخر يعتقد انها جاءت من تركيا وايران وسورية وحتى الدول المحيطة ببحر قزوين. ويقول علماء الآثار ان اول الشواهد على الزراعة المنظمة للزيتون كانت بين 2100 و2800 قبل الميلاد بالتحديد، أي في بدايات العصر البرونزي. وقد تم العثور على اول الإثباتات التاريخية على استخدام الزيتون وزيته لغايات الاكل في الجزيرة في القرن الثالث قبل الميلاد. وكان الناس آنذاك يعتمدون على خشبه لبناء المنازل وتحضير اثاثها. كما كان اهل كريت من اول من استخدم زيت الزيتون لغاية الإنارة. وتم العثور على الكثير من الفوانيس القديمة في الجزيرة. وكانت شجرة الزيتون على الارجح في ذلك الزمان عماد اقتصاد الجزيرة، يعتمد عليها في جميع مناحي الاقتصاد اليومي. ويقول الباحث الفرنسي بول فواري في هذا الإطار ان شجرة الزيتون ضمنت السيطرة الاقتصادية للجزيرة في بحر ايجه لسنوات طويلة. وعرف اهل الجزيرة ايضا كيف يستخرجون انواع الزيت المختلفة وكيفية خلط الزيت مع الاعشاب وطبخه مع التين والعسل والطحين. وهناك دلائل كثيرة تقول بأن اهل الجزيرة الذين استخدموا الزيتون للزينة الحية والمرسومة، لجأوا الى استخدامه عام 3500 قبل الميلاد كعطايا للآلهة اثناء الطقوس الدينية واثناء الكوارث الطبيعية وخصوصا الهزات الارضية التي كانت تضرب المنطقة بانتظام. وكان اهل اليونان بشكل عام ، كما كان الفراعنة آنذاك، يضعون حبات الزيتون في قبر الميت لاعتقادهم بانه سيحتاجها خلال رحلته الطويلة الى العالم الآخر. وكانت تقاليد بلدة دريروس في الجزيرة تقضي بان يزرع كل فتى شجرة زيتون ويعتني بها حتى تكبر ويشتد عودها. وتم العثور على آثار لليمين او القسم الذي كان يفترض ان يقوم به الشباب قبل ذلك. اعتمد اهل اليونان ايام الشدائد والصعاب وخصوصا بعد سقوط الامبرطورية البيزنطية عام 1453 قبل الميلاد، على شجرة الزيتون للبقاء. إذ كانت تمدهم بالمأكل والدواء والخشب وغيرها من المواد الضرورية والصالحة للاحتفالات الدينية. ولطالما نظر الناس الى اغصان الزيتون كتعبير عن الوفرة والسلام، ولذا كانوا يستخدمونها لتكليل الابطال خلال الالعاب الاولمبية والحروب وغيرها. واستخدمها الرهبان للمباركة خلال الصلوات، وتم تقديمها كهدايا لرجال السلطة، لا في اليونان فحسب بل في جميع انحاء المعمورة. وقد عثر عليها في قبر توت عنخ آمون. وفي عهد الامبراطورية الرومانية شاع صيت الزيتون وانتشر في كل مكان لإمداد الدولة والجيش وابناء الاقاليم. كما بدأت عملية زراعته على نطاق واسع وبدأت عمليات تخزينة بطرق فعالة وتصديره من مكان الى آخر بشكل لم يسبق له مثيل، ومن هناك اصبح جزءا من الحياة اليومية في العالم الحديث. وجدير بالذكر ان 460 مليون جالون انتاج العالم من زيت الزيتون.فى حين يمثل استهلاك العالم من زيت الزيتون حوالى 468 مليون جالون ويبلغ انتاج اسبانيا من شجرة الزيتون 30%و 24 % من انتاج العالم من ايطاليا و 2.8 مليون منتج لزيت الزيتون في العالم و 16 الف كيلومتر طول الارض المزروعة بالزيتون حول العالم . ويذكر ان الدول المنتجة لزيت الزيتون هى على التوالى فرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان والبرتغال ومصر وقبرص وكرواتيا وايران وفلسطين ولبنان والجزائر وتونس وسورية والمغرب والاردن وليبيا والعراق وتركيا واستراليا والبرازيل والارجنتين وتشيلي والولايات المتحدة (كاليفورنيا) والمكسيك والبيرو في امركا اللاتينية وكرواتيا ودول يوغسلافيا السابقة.