اليوم أتوجه إلي مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في مؤتمر مهم تعقده منظمة أشوكا العالمية للإبداع الاجتماعي. وعنوانه تمكين المرأة عن طريق العمل. أو بمعني آخر تمكين المرأة اقتصادياً. تنظمه مجموعة صناع التغيير بالمنظمة العريقة لمناقشة الأفكار المبتكرة التي أبدعتها نساء من بلاد العالم من أجل فتح آفاق جديدة لتمكين المرأة ودعمها عن طريق تعليمها وتدريبها في مجالات مختلفة وإعدادها لتصبح منافسة قوية في سوق العمل في بلادها. ويشرفني أنني المصرية الوحيدة التي تم اختيارها ضمن تسعة أفكار مبتكرة استطاعت أن تؤسس مبادرات حقيقية علي الأرض للنهوض بإحدي الفئات المهمشة، الفقيرة، المحرومة من فرص الحياة الكريمة في بلادها. تشاركني في المؤتمر الزميلة الأردنية نرمين سعد التي وصلت إلي التصفيات النهائية للمسابقة التي أجرتها المنظمة للأفكار الإبداعيةلتمكين المرأة. التصفيات ضمت تسع متسابقات. وبفضل الله منهن اثنتان من الدول العربية. الهدف من المؤتمر هو عرض الأفكار التسع، وتبادل الخبرات بين النساء اللاتي اختارتهن لجنة التحكيم الدولية، والتي تضم خبراء في مجال التنمية والاقتصاد والمرأة علي المستوي العالم. وكذلك الالتقاء بممثلي المنظمات التي تدعم الإبداع الاجتماعي للنهوض بالمجتمعات النامية، وتقوم برعاية تلك الأفكار. اختارتني منظمة أشوكا تقديراً لمشروعي للإفراج عن "سجينات الفقر" وإنشاء ورش تدريب وتشغيل لهن داخل السجن وخارجه. وهو مشروع يتوج رحلتي مع السجينات الفقيرات، المعدمات وأطفالهن اللاتي دفعهن الفقر والعوز لشراء احتياجاتهن الأساسية بالتقسيط، وبسبب قلة الدخل، والفقر الشديد، والقهر المجتمعي دخلن السجن عندما تعثرن في سداد الأقساط الزهيدة التي لا تتجاوز عدة آلاف من الجنيهات لا تتجاوز خمسة آلاف جنيه. تبنيت قضية أطفال السجينات منذ أكثر من عشرين عاماً، من خلال حملة صحفية واسعة علي صفحات جريدة الأخبار العريقة. تلك الحملة حققت أصداء واسعة بفضل الله وتشجيع أساتذة كبار هم رواد أخبار اليوم. تلك الدار الصحفية الرائدة التي كانت ولا تزال المدرسة الصحفية التي أسست الصحافة الإنسانية، واهتمت بها. وكان أستاذنا مصطفي أمين وتوأمه علي أمين هما أول من وضعا حجر الأساس لها من خلال أبوابهما الإنسانية "ليلة القدر" و"أسبوع الشفاء" و"لست وحدك" و"دار ليلة القدر للأيتام". وعندما بدأت حملتي الصحفية "أبرياء في سجن النساء" عام 1990 كان أستاذي مصطفي أمين هو أول داعم لها، كذلك فعل الأستاذ سعيد سنبل الذي وافق علي إشهار أول جمعية أهلية تتبني قضية "أطفال السجينات" علي عنوان أخبار اليوم. اليوم.. سأتحدث إلي المبدعين الاجتماعيين من مختلف بلاد العالم عن كل هذا. تحية للمرأة المصرية التي أثبتت خلال السنوات الثلاث الماضية أنها عظيمة وقادرة علي صنع المستحيل. المرأة المصرية التي من حقها الآن أن تمثل في دوائر صنع القرار تمثيلاً يليق بدورها العظيم في ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013..