د. عيد بن مسعود الجهنى المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي في لقائه مع تلفزيون (Sky News) العربية غطي جميع مناحي الحياة في بلاده بإجابات واضحة المعاني والدلائل تتمشي مع برنامجه الانتخابي الذي وضعه بحرفية متناهية الدقة، ولم ينسي قضية العرب فلسطينوالقدس والأراضي العربية الأخري التي اغتصبتها إسرائيل بدعم صارخ امريكي ومجتمع دولي ظالم للأسف، ففي سؤال وجهته له مقدمة البرنامج عن دور مصر في دعم القضية الفلسطينية اكد ان مبادرة السلام العربية التي منشؤها سعودي هي التي يجب ان يتمسك بها العرب لاستعادة حقوقهم. مبادرة السلام العربية اصبحت مشروعا عربيا استراتيجيا للسلام بإجماع عربي غير مسبوق في قمة مؤتمر بيروت التي عقدت بتاريخ 27 مارس 2002 تقول المبادرة ان السلام يجب ان يتم طبقا للشروط العربية (انسحاب اسرائيلي كاملمقابل علاقات طبيعية مع إسرائيل) يوضح مطلب المبادرة الواقعية.. تعهد الدولة العبرية بالانسحاب الكامل حتي حدود 4 يونيو 1967 بما في ذلك القدسالشرقية، وهذا يمثل سقف المطالب العربية التي لن ولم يتخلي عنها العرب. لقد سحبت المبادرة الشهيرة البساط من تحت أقدام اسرائيل والإدارة الامريكية التي فاجأتهما ولكن كيف؟ لأول مرة يخاطب العرب بدبلوماسية بارعة وصريحة تحرج مبادرات القطب الأوحد (امريكا) التي ما برحت تسوق افكار سلام فاشلة علي مدي أكثر من عقد من الزمن كراعية لسلام ضاع علي اعتاب البيت الابيض ودمر علي يد قادة إسرائيل، بدءا من أوسلو ومدريد وخارطة الطريق الامريكية التي تاهت في الطريق واللجنة الرباعية التي نصّب عليها بوش الابن صديقه بلير الذي تربّع علي اللجنة وأفشلها، وجهود رايس وهيلاري كلينتون وكيري الكاذبة وغيرها. المبادرة لم تأت من امريكا التي تدعي حماية حقوق الانسان واقامة العدل والسلم الدوليين! ! او اسرائيل صاحبة الارهاب وسفك الدماء واحتلال أراضي الغير بالقوة! ! ولا من روسيا او الاتحاد الاوروبي! ! وانما من زعيم عالمي كبير بحجم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تؤمن دولته بدعم العدل والسلم الدوليين، وعندما قدم مبادرته التاريخية الي قمة بيروت العربية سرعان ما التف حولها الجميع آنذاك وتبنتها القمة العربية بالإجماع. وبقراءة التاريخ العربي (للأسف) نجد ان قادة العرب لم يتفقوا علي أمر مهما كانت أهميته البالغة للعرب سوي في مؤتمر الخرطوم الشهير 1967 لدعم مصر عندما جنبا الملك فيصل والرئيس عبد الناصر رحمهما الله خلافاتهما رغم عمقها آنذاك وأسرع الملك فيصل الي الخرطوم ليقدم دعما غير محدود لمصر وأهلها وجيشها العظيمين، وتكرر الموقف العربي في قمة بيروت لدعم مبادرة السلام العربية بالإجماع. اننا كعرب محتاجون الي تقديم مشروع فكري يجيد استخلاص الافق الإنساني الصحيح والسوي للشخصية العربية والاسلامية، مشروع مستقبلي نرسمه فيإطار حقنا المشروع في النهضة والتقدم والسلام شرط أساسي لتحقيق هذه الأهداف. ولا غرابة بعد ذلك ان تسعي اسرائيل الي تشويه صورة السعودية ومصر لدورهما، ورصدها لمواقف الدولتين التي تكتسب بعدا خاصا نظرا لثقلهما السياسي والاقتصادي وارتكاز سياستهما علي ثوابت نابعة من عقيدتهما وعروبتهما. واذا كان المشير السيسي في خضم حملته الانتخابية قد أكد ان المبادرة تحقق السلام العادل، فان هذا يبرر دور مصر في دفع عملية السلام المبني علي الأرض مقابل السلام تطبيقا لقرارات مجلس الامن 242، 338، 425، 194، وغيرها من القرارات ذات الصلة وهو ما أكدت عليه المبادرة. والسعودية ومصر.. والنظام العربي اليوم اصبح هزيلا ضعيفا فاقد التوازن لا يكاد يستطيع الوقوف علي قدميه، حبيسا للإرادة الدولية لا يستطيع الفكاك عن سطوتها، في ظل هذه المتغيرات الدولية المتسارعة وخروج العراق وليبيا وسوريا وتونس واليمن وغيرها من دائرة التأثير والامن القومي العربي.. تبقي الآمال معقودة علي الدولتين الكبيرتين بلاد الحرمين الشريفين وارض الكنانة في تحقيق سلام عادل مبني علي تلك المبادرة التاريخية، فلا يضيع حق وراءه مطالب.