كان عاقلا، أو كان يبدو كذلك وهو في مقعد الحكم والسلطان بناديه الشهير علي مدار 7سنوات تارة بالتعيين وتارة بالانتخاب، ثم دارت عليه الدائرة وفقد النفوذ والصولجان، وأصبح بشرا كسائر الناس أو أدني! لم يعد يطيق أن يعود آدميا بعد أن كان الها في ناديه..يده تأكله ليقطع رقاب الناس فلا تطاوعه ذراعه، نظراته التي كانت تصعق وتخيف فقدت بريقها وسحرها، يمشي في الشوارع فلا يقف الجمهور لتحيته، ولايهرع كبار الموظفين لعناقه، ولا تتوقف السيارات المنطلقة لتشير إليه..اصبح واحدا من الجمهور لا ينفع ولا يضر بعدما كان أشبه بالخديو توفيق أو الخديو عباس! لم يعد يستطيب الحياة في هوان الرجل العادي، بعد أن ذاق أبهة الخديو الحاكم، وهداه تفكيره إلي الاحتماء واللجوء للخارج علي طريقة الاخوان، وتقدم بشكوي دولية بعدما تعذرت محاولاته هو وكل شلة لوزان في تعطيل سيادة القانون والديمقراطية التي أرساها الوزير الشجاع طاهر أبوزيد الذي انتصر لارادة مصر الرياضية! وأشاع الخديو المخلوع علي خلفية قضايا تزوير وفساد أنه عائد لناديه، وأقنع نفسه بأن السراب ستحوله الجهات الدولية- الفيفا أو اللجنة الاولمبية- إلي واحة وأن الأوكذوبة ستتحول إلي مرسوم فيفاوي لدرجة أنه يعيش علي أمل أن تعيده لجنة الفيفا التي بدأت الوصول للقاهرة أمس للتحقيق والتفتيش والتحري حول حقيقة تدخل الحكومة في ادارة اللعبة، والحواريون من شلة لوزان مازالوا يوهمونه بأن الحلم الجميل في طريقه أن يكون واقعا أجمل من احلام! والسؤال الآن.. لماذا لا تحاكم الدولة أمثال هذا الخديو الذي يريد إعادة الأندية إلي قبل الانتخابات؟ وما هو الفارق بين فساده الذي دمر نادي وفساد الإخوان الذين دمروا مصر؟ وما هو الفارق بين لجوئه للاستقواء بالخارج ولجوء الارهابيين إلي استعطافات الدول الخارجية؟ حاكموا الخديو وإخوانه من أجل أن تحيا مصر الرياضية! لو صح ما يردده البعض بأن المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة يمهد مع الأندية والاتحادات لإلغاء بند ال 8 سنوات سيكون ذلك كارثة لأنه سيقضي علي 12 سنة من كفاح السابقين حسن صقر والعامري فاروق وطاهر أبوزيد ضد شلة التوريث، كما أنه سيكون بذلك قد أعلن رسميا أنه ضد الشباب..تخيلوا وزير الشباب ، ضد الشباب..أنا شخصيا أشك!