هذه الحكومة الجديدة هي السادسة منذ ثورة 25يناير وما حدث في مشاورات تشكيلها تكرر علي مدار الحكومات الخمس السابقة بنفس السيناريو وكأنه كلاكيت سادس مرة، وفي رأيي أن ذلك يعتبر خير دليل علي "مأساة إختيار القيادات في مصر" واعتقد أن السبب هو غياب الرؤية الإستراتيجية للأهداف القومية للبلاد وخطط تنفيذها، وعدم وجود قواعد بيانات تتضمن متابعة أداء القيادات الوسطي والعليا لتقييمهم وإختيار الأكفأ منهم لتولي المناصب القيادية العليا في الوزارات والجهاز الإداري للدولة أو الأجهزة والجهات والهيئات المختلفة... وأكاد أجزم بأن الإختيار غالبًا مازال يتم علي أساس المعيار الشخصي والولاء وتحت ضغط عامل الوقت أو طبقًا لطابور الأقدمية المطلقة وليس علي أسس الكفاءة والقدرة علي القيادة وإتخاذ القرار والإبداع وإيجاد حلول غير نمطية لمشاكل وتحديات العمل، وللأسف الشديد تلك آفة متأصلة في العديد من الوزارات والجهات المختلفة. لقد عاني الشعب منذ ثوره 25يناير من عدم إنجاز أو قدرة خمس حكومات متعاقبة خلال ثلاث سنوات مضت علي حل أبسط مشاكله، وكأن معظم السادة الوزراء لا حول لهم ولا قوة.. فقد اكتفوا بالمشاهدة عن بعد.. وبالوعود والتصريحات والظهور الإعلامي.. دون مصارحة أو مكاشفة بحقائق الأوضاع الحالية ومدي امكانية تنفيذهم لمطالب المواطنين، وعدم قدرتهم علي إقتحام المشاكل والأزمات.. وفشلهم في تحفيز المرؤوسين والعاملين علي العمل والإنتاج.... أناشد سيادة الرئيس القادم وفريقه بحتمية سرعة إعداد إستراتيجيات ورؤي محددة تشتمل علي الأهداف القومية المطلوب تحقيقها لقطاعات الدولة المختلفة، ووضع خطط وآليات التنفيذ.. وحين يتولي أي وزير أو مسئول المسئولية يكمل ما بدأه سابقه وصولاً لتحقيق الأهداف والغايات القومية المنشودة..