رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى يدلى بصوته فى الانتخابات البرلمانية أدلي الناخبون في العراق أمس بأصواتهم في أول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الأمريكي قبل عامين وسط هجمات استهدفت مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة قتل فيها نحو10 أشخاص. وتدور الانتخابات حول رئيس الوزراء نوري المالكي الذي أعرب عن ثقته في الفوز بولاية ثالثة رغم الاضطرابات الأمنية والمعاناة الاقتصادية والانتقادات الموجهة له بالانفراد بالحكم ورغبة الأحزاب السنية والكردية في رحيله إلا أن المالكي مازال يحظي بقدر من الشعبية بين ناخبين يرون فيه المنقذ. ومن غير المتوقع أن يحصل أي طرف علي الأغلبية ومع ذلك يتجه ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والائتلافات المحسوبة عليه للفوز بأكبر عدد من المقاعد والاستمرار في رئاسة الحكومة التي قد يستغرق تشكيلها عاما بحسب خبراء. وعقب إدلائه بصوته في فندق "الرشيد" في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد حيث يدلي قادة البلاد بأصواتهم قال المالكي "فوزنا مؤكد ولكننا نترقب حجم الفوز" وأضاف أن شكل الحكومة المقبلة يتوقف علي الانتخابات وعلي كثافة المشاركة فيها وعلي حسن الاختيار داعيا إلي "حكومة أغلبية سياسية". ورأي المالكي (63 عاما) أن الانتخابات الحالية أفضل من الانتخابات السابقة حيث تتم في وقت لا يوجد فيه علي أرض العراق أي جندي أجنبي". وأوضح المالكي أن مشكلة الفلوجة ستحل قريبًا وسيكون الحل علي محورين الأول سياسي ظهر عندما انحاز أبناء الأنبار جميعا للقوات المسلحة والثاني عسكري أمني مؤكدًا أنه لا تراجع ولا تنازل أبدًا عن استخدام القوة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش) والقاعدة والذين يرتبطون معها. وتخوض القوات العراقية معركة بدأت قبل 4 أشهر في محافظة الأنبار ضد داعش وتطوق القوات مدينة الفلوجة وتشتبك مع عناصرالتنظيم في شوارع الرمادي. من جانبه أكد مقتدي الصدر زعيم التيار الصدري الشيعي علي ضرورة مشاركة الجميع في الانتخابات داعيا إلي التغيير لتحقيق رفاهية العراقيين . أما رئيس حكومة إقليم كردستان بارزاني فأكد في تصريحات صحفية إن الانتخابات ستغير الخريطة السياسية في العراق معربا عن أمله في أن تتم الانتخابات بأمان. ولم تؤثر الهجمات الدامية التي ضربت البلاد علي مدي اليومين الماضيين وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات علي إقبال الناخبين الذين اصطفوا منذ فتح مركز الاقتراع أملا في تغيير واقعهم الصعب. وانتشر مئات الآلاف من عناصر الأمن لتأمين الانتخابات التي دعي إليها أكثر من 20 مليون ناخب ويتنافس فيها أكثر من 9 آلاف مرشح ينتمون إلي 277 كيانا سياسيا علي 328 مقعدا في البرلمان الجديد. ورغم هذه الإجراءات الأمنية المتشددة التي شملت أيضا تفتيش الناخبين وفرض حظر تجول علي المركبات في بغداد ومناطق أخري من البلاد قتل نحو10 أشخاص وأصيب أكثر من 25 آخرين في سلسلة هجمات بقذائف الهاون والعبوات والأحزمة الناسفة في بغداد وكركوك والموصل والفلوجة وسامراء ومن بين القتلي اثنان من الموظفين لدي مفوضية الانتخابات.