لا أعرف ما هي الحكمة من كلبشة أي سيارة تقف في الممنوع، خاصة ان عملية الكلبشة تتم لسيارة ربما تكون قد وقفت في مكان لا يعطل حركة السيارات، وفي الغالب الأعم أن المكان لا يوجد به أية علامة تمنع الوقوف في هذا المكان، والشيء الغريب أيضا ان السيارة المكلبشة يقف خلفها طابور طويل من السيارات التي من المفترض أنها مخالفة لكنه لا يتم كلبشتها وكأن عملية الكلبشة تتم بالاختيار وليس بالمخالفة! فإذا افترضنا بعد كل ذلك ان قائد السيارة أخطأ ووقف في هذا المكان «الفخ» وقام الضابط أو الجندي بعملية الكلبشة وانصرف ووصل قائد السيارة أو مالكها والذي غالبا ما يكون قد وقف في هذا المكان مضطراً أو مخالفا عن غير قصد، أو عن قصد، فهل عملية الكلبشة هي العلاج لمشكلة عدم الانتظار في المكان المخالف! صدمة المواطن وارتباكه للبحث عن كيفية التصرف وأين المسئول الذي كلبش السيارة ويضطر ان يلهث خلف دورية المرور التي كلبشته ويستغرق ذلك عدة ساعات حتي يعثر علي المسئول وفي تلك الأثناء يكون قد أصابه الإجهاد والإرهاق والعصبية التي تفقده حسن تصرفه وربما توقعه في الخطأ، وبدلا من دفع الغرامة وقدرها ثلاثون جنيها قد يتحول إلي متهم في قضية وبدفع كفالة تصل إلي عدة آلاف من الجنيهات وربما تنتهي بعقوبة السجن! كل ذلك لم يحل مشكلة المرور بل يعقدها تماما، ويؤدي إلي استنزاف وقت وجهود رجال الأمن والمرور والقضاء والمواطنين، بل الأخطر من ذلك أن السيارة المكلبشة قد تتحول إلي كمين يستخدمه الإرهابيون لوضع متفجرات أسفل هذه السيارات التي تقف ساعات طوالا أو ربما تترك لأكثر من يوم، إذا كان الهدف هو تطبيق الغرامة للمخالف فنحن نوافق علي تطبيق الغرامة علي الجميع.. أما الكلبشة فمساوئها كثيرة وليست لها أية منافع علي الإطلاق.. إلا تعذيب وتأديب المواطن المكلبش وارباك حركة المرور!