بعد دعوات قادة جبهة تحرير شعب الأورومو في إثيوبيا بفتح قنوات اتصال مع مصر خاصة وأنهم يتخذون موقفا معارضا من سد النهضة الذي يضر المصالح المصرية، رفض عدد من شيوخ الدبلوماسية المصرية استخدام مصر الخلافات الداخلية في إثيوبيا كورقة ضغط ضد الحكومة هناك مؤكدين أن تلك التصريحات لا تخرج عن كونها صراعات سياسية داخلية لن تفيد مصر.. ومن جانبه أشار السفير أحمد حجاج، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس الجمعية الأفريقية إلي أن مطالبات ما يسمي ب"تحرير شعب الأورومو" بدعم مصري لهم وإعلان معارضتهم لسد النهضة يأتي في إطار الصراع التاريخي علي السلطة بينهم وبين قبائل التيجرانية المسيطرة علي الحكم في البلاد.. وحذر حجاج من استخدام القضايا القومية في إثيوبيا كورقة ضغط مؤكدا أنه سيكون لها تأثير سيئ جدا علي الموقف المصري وستؤدي لتعزيز موقف الحكومة الإثيوبية داخليا. وقال السفير روبير اسكندر سفير مصر الأسبق بإثيوبيا أنه يتوقع عدم خروج طائفة الأورومو في إثيوبيا عن الموقف العام للدولة لأن القرارات المتعلقة بالمياه دائما ما تكون قرارات سيادية بيد رئيس الدولة، مشيرا إلي أن تصريحاتهم حول معارضة السد قد تكون عملية استفزازية للحصول علي مكاسب من الحكومة، ولفت إلي أن الدولة الإثيوبية تعتبر سد النهضة مشروعا قوميا لتحسين الاقتصاد الإثيوبي عن طريق تصدير الكهرباء وبالتالي لن يستطيع أي مواطن إثيوبي أن يقول أن المشروع ضد مصالح بلاده.. وأكد اسكندر أن التفاوض مع إثيوبيا سيأتي بنتائج إيجابية لأنهم لن يستطيعوا الاستمرار في تحدي مواثيق حقوق الدول المطلة علي نهر النيل. وحول تمويل قطر وتركيا للسد بطريقة غير مباشرة عن طريق المساعدات الإنمائية، قال اسكندر أنه من الصعب علي الدولتين أن تمولا السد نظرا لتكلفته الباهظة والتي تقدر ب4.8 مليار دولار كما أن الدوحة تتعرض لضغوط خليجية للتراجع عن معارضتها لمصر في الفترة الأخيرة، ولكنه لم يستبعد دور قطري تركي في دعم السد نكاية في مصر.. وأكد السفير اشرف راشد مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية أن موقف مصر الثابت دائما هو رفض التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة وعدم استخدام النزاعات الداخلية كورقة ضغط علي الحكومات.