هناك من لن يهدأ له بال الا اذا انهارت مصر .. أو تاهت أو ضعفت وتفككت .. هناك من يراهن علي ذلك ليتحقق حلمهم الأزلي وهو إدخال المنطقة في الظلام والتخلف والرجعية. لكن قبل أن تقرأ أي كلمة .. فأنا أثق في الله وأؤمن به كل الايمان.. وهو سبحانه الذي وعد بحماية هذه الأرض ومن عليها .. وأثق في الشعب المصري وأؤمن كل الايمان أنه رغم كل سلبياته والتي ظهرت بوضوح في السنوات الثلاث الأخيرة يتحول وقت الأزمة الي شعب مذهل للعالم كله.. يقاوم كل فكرة غريبة ويواجه كل طامع فيه وفي أرضه.. يتحول الي مارد جبار لا ينهزم ولا يمكن القضاء عليه كما يتصور البعض. ما أتحدث عنه اليوم يتعلق بما نشرته الصحيفة الأمريكية « وورلد تريبيون « عن بعبع أمريكي جديد يتصور من صنعه أنه سوف يخيف شعب مصر. المقال كتبه الأمريكي اليهودي يوسف بودانسكي، المدير السابق لمجموعة العمل في الكونجرس حول الإرهاب والحرب غير التقليدية أكد فيه أن الصراع حول مصر علي وشك تصعيد كبير مع إصرار الرعاة الرئيسيين للإرهابيين في سوريا علي شن حملة مشابهة ضد مصر. قال بودانسكي إن هناك محاولة لإنشاء «جيش مصري حر»، علي غرار الجيش السوري الحر يتم تدريبه وإعداده في ليبيا بهدف نشر الفوضي لتخريب الانتخابات الرئاسية، وأن هذه المحاولات تجري بمشاركة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة تحت رعاية قطرية تركية إيرانية، ويتم التخطيط لاستهداف المنشآت الحيوية واقتحام السجون لإطلاق سراح الإخوان المعتقلين ونشرالفوضي. وهناك مصانع في ليبيا تقوم بإنتاج الزي الرسمي الذي يرتديه الجيش المصري، ويجري توزيع هذه الملابس علي أعضاء الجيش الحر، استعدادًا للتسلل إلي مصر وتنفيذ المخططات، مشيرًا إلي أنهم بانتظار ساعة الصفر. ويتابع بودانسكي، مدير البحوث لدي جمعية الدراسات الاستراتيجية الدولية، أنه يجري تسليم الجماعات المتدربة، التي تضم إرهابيين من ذوي الخبرة من السودان وغيرهم ممن قاتلوا في سوريا وأماكن أخري جنبا إلي جنب مع مصريين، أسلحة ومركبات وغيرها من المعدات التي يقومون بتخزينها في «برقة» بليبيا في انتظار إرسالها لمصر. وإن «شريف رضوان»، الذي شارك في القتال في سوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان، هو أمير أو قائد هذا الجيش فيما يقوم إسماعيل الصلابي بالتنسيق مع الرعاة الأجانب ووكالات الاستخبارات المشرفة. ويرتبط الصلابي بعلاقة صداقة مع رئيس الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي. ويرتبط الاثنان بنائب المرشد العام للإخوان خيرت الشاطر، وأن العنصر الأكبر المكون «للجيش المصري الحر» هم الطلاب المصريون الذين استطاعوا الفرار إلي ليبيا، حيث يخضعون لقيادة أبو فهد الزاز، الذي عاد لتوه من سوريا إلي ليبيا للمساعدة في تدريب الإرهابيين الذاهبين لمصر. ويلعب القيادي الليبي أبو عبيدة حلقة الاتصال مع قطر، حيث يقول بودانسكي إن مسئولي المخابرات والجيش القطري المتواجدين علي الأراضي الليبية التقوا أبو عبيدة عدة مرات للحصول علي تقارير حول تدريب أولئك الإرهابيين، وبالتوازي مع بناء الجيش الحر، يجري دعم جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء، وهي المسئولة عن العمليات الإرهابية ويقول إنه عقب الإطاحة بالإخوان من السلطة فر 20 من كبار قيادات الجماعة وعملائها السريين إلي غزة، برفقة القائد الأعلي، ليصل إجمالي عدد المصريين المتواجدين بمقر القيادة أكثر من 30 شخصًا،والذين يرأسون إرهابيين عربًا وفلسطينيين يشنون العمليات الإرهابية في مصر . وبالطبع هناك تمويل وتخطيط وتسليح من دول كبري أو كانت كبري وتريد أن تستعيد ماضيها أو تحلم بأن تكون كبري بفلوسها. واضح جدا أن من يخطط لهذا المسمي بالجيش الحر لا يعرف شيئا عن مصر ولا عن جيشها وشرطتها ولا عن شعبها. هؤلاء لا يعرفون مصر التي هزمت الصليبيين ودحرت المغول وكسرت شوكة اسرائيل .. لا يعرفون الشعب الذي يتوحد وقت الأزمة ويتحول الي مارد جبار لا يرهبه شيء .لا يعرفون الشعب الذي يقدم روحه رخيصة فداء لبلده. وليس مصريا من يفكر في الانضمام لمثل هذا الوهم، الذين يخططون لهذا الهراء الذي يسمونه الجيش الحر لا يعرفون أنه سيكون مجرد نملة سوف تسحقها أحذية جند مصر خير أجناد الأرض مهما كانوا فقراء أو بسطاء .. إلا أنهم يحبون مصر أكثر من أنفسهم .. مصر ليس فيها الا جيش واحد .. حر .. وطني .. شريف .. هو كل شعب مصر.