محمود عباس كما جرت العادة أثناء كل زيارة أبو مازن للقاهرة التقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وفد يمثل النخبة المصرية شخصيات عامة ومثقفين وأساتذة جامعات وسياسيين وبعض رؤساء تحرير الصحف المصرية ولعل أهمية اللقاء أنه جاء بعد أيام قليلة من القرار الفلسطيني التاريخي بالانضمام إلي 15 منظمة دولية وقرب نهاية المهلة المحددة لانتهاء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية دون تحقيق أي تقدم والضغوط التي تمارسها واشنطن لتمديد الفترة والمطالبة الفلسطينية لإتمام ذلك. تحدث الرئيس محمود عباس وبالتفصيل عما جري خلال الفترة الماضية من المفاوضات وقال " منذ 8 أشهر تقريبا عقدنا صفقتين منفصلتين مع واشنطن الأولي هي أن نذهب للمفاوضات علي أساس حدود 67 ثم بعد ذلك بأسبوع والأخري منفصلة تماما هي أننا نمتنع عن الذهاب ل63 منظمة دولية مقابل أن تطلق إسرائيل سراح 104 أسري يعتبرون في عداد الأموات لأنهم لن يخرجوا من السجن إلا علي القبر، باعتبار اقل واحد 4 صدر ضده 4 أحكام بالمؤبد.. وأشار الرئيس محمود عباس إلي أن الإسرائيليين حاولوا كثيرا الخلط بين الإفراج عن الأسري مقابل الاستيطان وهذا غير صحيح، أو التقدم بالمفاوضات وهذا أيضا غير صحيح.. وأضاف انه تم إطلاق الدفعة الأولي من الأسري، وفي الدفعة الثانية بدأ يتحدثون بلغة مختلفة ومنها طلب إبعاد احد الأشخاص من الدفعة الثانية، رغم ان الابعاد هو خارج نطاق الاتفاق او يقولون انهم سيبعدونه الي قطاع غزة وكأن غزة ليست في الوطن، وقد رفضنا ذلك بشكل مطلق لأسباب اخلاقية انسانية، ولأسباب سياسية وقانونية أيضا، كما انه محرم دوليا، وتم الأنتهاء من الدفعة الثانية واطلاق سراح الاعداد المتفق عليها، كما تمت الدفعة الثالثة بمشاكل بسيطة بعد تاخيرها يوما واحدا وبدأت الازمات مع الدفعة الرابعة المكونة من 30 اسيرا منهم 14 شخصا من عرب 48 ويحملون الجنسية الإسرائيلية، وطلبوا أن يتم طردهم الي الخارج او يتم إطلاق سراحهم في الضفة الغربية مع سحب منهم الجنسية الإسرائيلية فقلنا لهم مستحيل، واستمرت المشاحنات إلي ما قبل موعد إطلاق سراحهم في 25 مارس الماضي بيومين،وأكد لنا الأمريكان أن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيتخذ قرارا بهذا الشأن. اعادوا لنا ذلك التأكيد 9 مرات ولم يجتمع فقررنا عقد القيادة الفلسطينية بكامل هيئاتها يوم 31مارس الماضي بعد يومين علي موعد إطلاق سراحهم، علي ان يستمر يوما اخر، أبلغناهم بشكل رسمي انه إذا لم يطلق سراح الدفعة الرابعة أول ابريل سنذهب الي المنظمات الدولية. وأضاف محمود عباس عندما تأكد لنا عدم عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي سجلت كلمة قصيرة للتليفزيون الفلسطيني أكدت فيها مع المفاوضات وسنستمر مع المفاوضات وشكرت الإدارة الأمريكية علي جهودها الجبارة في دفع عملية السلام إلي الإمام وأشارت إلي إن الحكومة الإسرائيلية أخلت بوعدها وقمنا بتوقيع قرار الانضمام إلي 15 منظمة دولية علي الهواء وقامت الدنيا وحتي الآن لم تقعد، تهديدات من كل الاتجاهات كشف محمود عباس عن ما دار من اتصالات مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي تحدث معي مرتين أثناء زيارته للمغرب والجزائر،وطلب مني عدم تسليم رسائل الانضمام إلي تلك المنظمات، ورفضت ذلك وقمنا بتسليمها في اليوم التالي وطلبوا عدم تفعيلها فسلمتها وقال أن اسرائيل اقترحت ان تصبح الرسائل التي ارسلتها ل15 منظمة دولية الي 6 او 9 منظمات فرفضت وقال انها منظمات ليست بأهمية المحكمة الجنائية الدولية أوغيرها. وقال محمود عباس: أن المفاوضات لم تنقطع في هذه الفترة، والحديث لم ينقطع،هناك اجتماع فلسطيني، أمريكي، إسرائيلي" عقد بالأمس مشيرا إلي وجود متغير جديد وهو انه لأول مرة يتم أمام الكونجرس بأنه تم تحميل مسؤولية فشل المفاوضات الي إسرائيل لأنهم لم يطلقوا سراح الأسري، وأعلنوا عن 700 وحدة سكنية وهذا لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقال نتوقع أشياء كثيرة في المرحلة القادمة ونتعامل مع السيناريو الاسوأ رغم الوعود العربية بدفع 100 مليون دولار كل شهر للسلطة الفلسطينية إذا قطعت إسرائيل مبلغ 120 مليونا التي تجمعها كضرائب ورسوم لصالح السلطة الفلسطينية وفي نفس الوقت حصلنا علي تأييد عربي لقرار الانضمام الي 15 منظمة دولية والدافع عن الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية واكد محمود عباس علي استمرار السلطة الفلسطينية في المفاوضات وقال وسنستمر في المفاوضات، ولكن مقابل الافراج عن 30 أسيرا " الدفعة الرابعة" مع الالتزامات التي بيننا وبين الاسرائيليين الخاصة بوقف الاستيطان والاعتداءات وإطلاق سراح أسري وكل هذه مكتوبة) واضاف اذا بدأت المفاوضات في الاول من مايو سنعطي أنفسنا 3 أشهر لنركز علي نقطة واحدة وباقي النقاط تبحث بالتوازي ولكن النقطة الاساسية هي رسم خريطة لنعرف اين حدود فلسطين، وان يتوقف الاستيطان توقفا كاملا، هذه هي مطالبنا اذا وافقوا عليها سيتم استئناف المفاوضات . وقال الرئيس محمود عباس نحن مستعدون لاتمام المصالحة الفلسطينية مع حماس وتطبيق اتفاقي القاهرة والدوحة مشيرا الي انه سيدعو نهاية هذا الشهر الي اجتماع للمجلس المركزي لاخذ قرارات مهمة تجاه الوضع الفلسطيني فلم يعد مسموحا بغياب المجلس التشريعي او استمراري في الرئاسة بعد كل تلك السنوات بدون اجراء انتخابات رئاسية جديدة.