امال في انتظار الأمل هي امرأة طيبة في طيبة كل امرأة مصرية ألقت الأقدار بمسئولية عائلتها فوق كاهلها. لم تبادر بشكوي ولم تتهم الأقدار بالجور عليها، لكنها فقط سلمت بعدم قدرتها علي المقاومة، خاصة في ظل ظروف لايقوي عليها الاصحاء وذوو الدخول الثابتة. عشر سنوات قضتها السيدة آمال منذ نزل زوجها من قطار الحياة وترك لها 4 من الابناء كانوا ما بين شرخ الشباب وميعة الصبا، فالصغري كانت وقتها في الثالثة عشرة من عمرها تستدبر طفولة متواضعة وتستقبل شبابا كانت تظنه واعدا، وكانت كبيرة الابناء تقارب الثلاثين من عمرها.. وظنت الأم أن تنوع أعمار ابنائها وقتها سوف يجعل لها فرصة لالقاء بعض من الحمل علي كاهل أحدهم أو احداهن، خاصة أنها كانت حينئذ تقارب الخامسة والخمسين وكانت في حاجة لتبدأ مرحلة من راحة خريف العمر. وذهبت آمال السيدة آمال أدراج الرياح وهي تري ابنتها الكبري وقد صارت مطلقة تحتاج من يعولها ويعول بناتها، ولاعائد يستر الجميع سوي معاش الابنة المطلقة عن بناتها وهو دون ال 052 جنيها، وكانت الضربة القاصمة الثانية بإصابة الابن الأكبر بالسكر والنقرس وعدم القدرة علي العمل وبات في حاجة لمن يعوله هو الآخر، وبالتالي أصبح الشقيقان الأصغر حملا فوق حمل، وتحولت الأم العجوز المريضة بأورام في الثدي وسكر في الدم ودهون علي الكبد تحولت إلي راعية من جديد لكل عائلتها مضافا إليهم بنات بنتها المطلقة، وهكذا جاءت المصائب مجتمعة ولم تترك للأم العجوز فرصة لالتقاط الانفاس والخلود إلي راحة هي أموج ما تكون إليها وقد بلغت من العمر عتيا وأصبحت في الخامسة والستين من عمرها. »لست وحدك« قرر مساعدة الأم العجوز بمبلغ 3 آلاف جنيه علي سبيل المساعدة في توفير بعض العلاج لها ولابنها ومستلزمات عائلتها والأمل في أيادي الخير لتمتد لها بالعون في معاناة أسرتها.