أسامة شلش أعزي نفسي في استشهاد تلك الزهرة الجميلة ماري كما اعزيها في وفاة الزميلة الشابة الصحفية ميادة أشرف.. زهرتان ذهبتا لبارئهما بعيدا عن تلك الدنيا التي صارت الصراعات فيها «اتونا» يحرق الأخضر واليابس. اتقبل العزاء في ميادة وابكي بحرقة علي دمها الذي اهدره هؤلاء القتلة بدم بارد ولا تجف دموعي علي ماري الجميلة التي خرجت من بيتها في طريقها لعمل خير وزيارة بعض الأسر الفقيرة لمساعدتها ماديا ومعنويا ولكن يد الغدر كانت أسرع في سفك دمها لتصعد روحها الي السماء وهي تصرخ من أناس لا يعرفون للدين حقه وللدماء قدسيتها. ابنتي الشهيدة ميري اكتب اليك وانت في العالم الآخر الذي لا يعرف الا الحق وليس لدي أدني شك في انك ستستمعين لما اقول لانك حية بحكم الشهادة التي وهبها الله لك فكلنا فوق هذا الوطن سواء المسلم أو المسيحي لم نعرف علي مدي تاريخنا الضارب في الاعماق مثل تلك الافعال الاجرامية الإرهابية التي تروع الامنين وتحاول ان تمزق نسيج الامة الواحد بعنصرية. لقد علمنا ديننا الاسلام ان نحترم اهل الكتاب وان نرعاهم وان تكون لهم كل حقوق المواطنة بلا أي نقصان ولا تصدقي يا أبنتي ان ديننا كما يفهمه هؤلاء القتلة بعقولهم الخاطئة يكفر الاقباط أو يجعل منهم هدفا لانهم غير مقبولين في المجتمع كما يدعون لقد حمي الاسلام الكنيسة القبطية عندما دخل مصر علي يد عمرو بن العاص وهذا ثابت في التاريخ ولم يأمره أحد ان يهدمها او يقتل من يعتنقون المسيحية فالدين لله والوطن للجميع. هذه الأفكار الدخيلة علينا لا يعرفها ديننا ولا يدعونا لاعتناقها فهي ليست في شريعتنا ولا كتابنا القرآن وهي ايضا ليست في سنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم. لقد صلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إحدي الكنائس ولم يهدمها ولم يقل ان من بها كافر وهذا هو صلب الاسلام وجوهره الناصع الذي يشوهه افعال امثال هؤلاء. دماؤك التي سالت وصرخاتك التي لم ترحمك من الطعن والاستشهاد لا تزيدنا الا اصرارا علي ان نقول ان ديننا برئ من افعال هؤلاء الذين يسيئون للدين قبل ان يدعموه كما يدّعون، لقد ذهبت أنت وميادة الي رحاب الله قدمتما دمكما ولكنكما ستظلان كغيركما ممن راحوا ضحايا لتلك العصبة الباغية رمزا لسماحة هذا الوطن البلد الأمين الذي حفظه الله في كتبه السماوية وتأكدا ان ثأركما لن ينساه الناس لان لكما في رقبة تلك الامة دين. الم ير هؤلاء القتلة اصرار الاهل لمن يستشهد مدنيا او شرطيا أو جنديا من جنود الجيش علي ان يلعنوا الإرهاب وهم يحتسبون من ذهب شهيدا عند الله بقلوب راضية. سنعيش هذه الامة بعنصريها كما ارادها الله ولن ينال منها الإرهاب ولن يقضي عليها ان تسال دماء هنا او هناك فمن يسقط شهيدا لا يزيدنا الا اصرارا علي حماية مصر والدفاع عنها ولو ذهبنا جميعا. ابنتي ماري في السماء وابنتي ميادة في عليين ومن سبقهما الي الشهادة مصر لن تنساكم.