أليس من المفارقات أن تداهمنا عكارة مياه النيل مع الاحتفال باليوم العالمي للمياه.. المياه العكرة تركناها دون حل حاسم وأغفلنا شكاوي المواطنين وتباري مسئولونا كالعادة وعرض مستمر للتهوين من المشكلة حتي قطعت مئات الكيلو مترات ووصلت العاصمة. هل أعجزتنا الحيل والطرق العلمية للتخلص من هذه العكارة.. والسؤال الأهم هل صحة معظم الشعب من البسطاء تمثل جانبا بسيطا من اهتمام المسئولين.. وهل نكتفي بتبريرها بالسيول والأمطار أو اتهام منتجي فلاتر ترشيح المياه بالضلوع في المشكلة لرفع أسعار منتجاتهم أو توجيه اللوم للمواطن بأنه «مابيعرفش يشرب». أين وزارة الصحة من كل ما يجري حول عكارة المياه.. أين وزير الري والموارد المائية الذي يري كل شيء بسيطا ومثل شكة الدبوس ويكتفي مثل كل مرة بضحكة جنان قائلا بأن العكارة بسيطة وليست خطيرة وأن سد النهضة لن يؤثر سلبيا علي مصر تلك الأسطوانة التي استمر عليها طويلا ثم تغير مع تغير نظرة حكومة ما بعد 30 يونيو في القضية برمتها. لماذا لا يتواكب تحركنا دائما مع حجم المشكلة التي نواجهها ولماذا لا نعتمد مبدأ الوقاية باعتبارها خيرا من العلاج.. ولماذا ننحاز لمبدأ عدم محاولة إنقاذ الغريق مفضلين النحيب وانتظار جثته علي الشاطئ. هل فعلت وزارة الري والموارد المائية ما يجب أن تفعله في قضية سد النهضة.. نعم المشكلة أكبر منها وهي مسئولية كل الجهات الرسمية بل والمجتمع بأسره.. لكن هل وضعت وزارة الري باعتبارها المسئول المباشر يدها بالفعل علي تأثيرات هذا السد علي «شربة الميه» ونبت الزرع.. هل وضعت بدائل للمواجهة.. هل استمعت لكل الخبراء حول المشكلة.. هل شكلت لجانا علمية للإعداد الفني للمفاوضات التي تجري مع إثيوبيا والسودان. ما موقف الدكتور محمد عبد المطلب فيما فجرته المستشارة هايدي فاروق مستشار قضايا الحدود والسيادة الدولية والثروات العابرة للحدود من أن مصر هي صاحبة الأرض التي تم بناء «سد النهضة» عليها حيث اشترتها كأملاك خديوية دفعت علي أقساط.. هذا ما قالته المستشارة لبرنامج «القاهرة 360» للزميل الإعلامي أسامة كمال مشيرة إلي أن إثيوبيا حاولت إنشاء سد مائي عام 1907 بنفس منطقة «سد النهضة»، لكن مصر عارضت وتم وقفه.. وقالت أن هناك أطلس موجود منذ 1913 يشير إلي وجود اتفاقية حدود بين مصر والسودان وما يجاورها ما يعد وثيقة مهمة يمكن استخدامها في اثبات الحق التاريخي لمصر في مياه النيل.. والسؤال الملح: هل تفاعل د. عبد المطلب مع ما ذكرته.. هل طلب لقاءها لمعرفة التفاصيل.. هل كلف مكتبه بالبحث عن هذا الأطلس الذي قد يفيدنا في حل المشكلة إذا ما اضطررنا للجوء للتحكيم الدولي مثلما فعلنا في ملحمة استرداد طابا. الواقع يقول إن كل معلومة صغيرة أو كبيرة بعيدة الاحتمال أو قريبة صعبة التصديق أو سهلة مهمة وما علينا إلا التعامل معها بجدية وإذا صدقت كان بها وإذا لم تصدق «يا دار ما دخلك شر».. المهم أن نهتم ويكفينا شرف المحاولة فربما يكون الحل عند هايدي. حرف ساخن: جمال حشمت عضو مجلس شوري الجماعة الإرهابية تراجع عن تصريحات تدعو إلي المصالحة.. عادي في المعادي وفي المقطم وفي الدوحة وفي استانبول وفي كل مكان.. لكن النكتة زعمه أن عودة مرسي للحكم مطلب شعبي.. اتحشم يا حشمت عودة مرسيك طلب تيك أوي تطلبه من مطاعم البط وصواني البطاطس بالفراخ.