أكد وزير الموارد المائية المصري أن بلاده تبذل جهوداً كبيرة لاحتواء دول حوض النيل وتوثيق العلاقات معها حفاظا على نصيبها من الماء، إلى جانب الاستفادة من حصص إضافية بالاتفاق مع دول الحوض، مشيرا إلى أنه لا يوجد لإسرائيل دور مؤثر في حصة مصر من مياه النيل وان كل ما نشارك فيه إسرائيل في بعض دول الحوض هو مشروعات صرف وتسرب وهو دور سياسي. وقال في حواره مع «وكالة الصحافة العربية «: ان بلاده جاهزة للرد الرادع على تل أبيب في حال إذا ما نفذت تهديداتها بضرب السد العالي، الذي تم تصميمه على أن يتحمل الضربات النووية نفسها، موضحاً أن مصر تقوم بدور تنموي في دول الحوض ومنها إنشاء آبار جوفية في تنزانيا وكينيا واثيوبيا ومشروعات مقاومة الحشائش في أوغندا. -هل مصر آمنة مائياً خلال السنوات القادمة؟ نعم لأن حصتنا من ماء النيل التي تبلغ 5،55 مليار م3 كافية لسد حاجتنا من مياه الشرب ومن مياه الري مع الأخذ في الاعتبار مشروعات استصلاح الأراضي الجديدة التي تتم سنويا، كما تبذل مصر جهوداً كبيرة لاحتواء دول حوض النيل وتوثيق العلاقات معها للحفاظ على هذه الحصة وزيادتها التي سوف يتم الحصول عليها بمجرد توقيع اتفاقية مياه النيل التي تم الاتفاق على 99% من بنودها ويجرى الاتفاق على بعض البنود الأخرى حتى نضمن زيادة حصتنا من المياه ودورنا في هذا المجال لم يتوقف عند مياه النهر، ولكن على نفس الصعيد هناك خطة لتنمية المياه الجوفية. وبدأنا بإنشاء قطاع خاص لذلك وإن كان هناك قانون يحكم التعامل مع مياه النهر فإننا نسعى لأن نطبق ذلك مع المياه الجوفية خاصة فيما يتعلق بالتلوث سواء بالصرف الصحي أو الكيماوي، ويشمل أيضاً ضرورة الحصول على تصاريح عند حفر الآبار للحفاظ على الخزان الجوفي من الجفاف والملوحة. ما حقيقة الدور التنموي الذي تقوم به مصر في دول حوض النيل؟ مصر تقوم بدور تنموي في دول الحوض ومنها إنشاء آبار جوفية في تنزانيا وكينيا واثيوبيا ومشروعات مقاومة الحشائش في أوغندا وتساهم في تقديم الخبرة الفنية في مجال السدود ومنشآت الري ودعم الأجهزة البحثية والتدريسية على نطاق واسع، كما قمنا بتوفير مركز تدريبي إقليمي لدول حوض النيل. ما طبيعة الدور الذي تلعبه إسرائيل مع دول حوض النيل؟ حتى هذه اللحظة أستطيع القول إنه لا يوجد لإسرائيل دور مؤثر في حصة مصر من مياه النيل وإن كل ما تشارك فيه إسرائيل في بعض دول الحوض هو مشروعات صرف وهو دور سياسي، وأيضاً ما تردد عن أن إسرائيل تقوم بسحب المياه الجوفية عبر أنابيب من سيناء هذا الأمر ليس صحيحاً إذ إن ما حدث هو أن اتجاه المياه من سيناء إلى صحراء النقب حدث به تسرب طبيعي ونحن نحاول تدارك هذا التسرب. ما احتياطكم لمواجهة تهديدات إسرائيل بضرب السد العالي بالسلاح النووي؟ نحن جاهزون للرد في أي لحظة ولدينا الخطط المتكاملة لذلك، بالإضافة إلى أن السد العالي من السدود القوية التي تتحمل الضربات النووية أو أي صدمات حيث إن عرضه كيلومتر من الحجر الصخري. مؤخرا نشبت أزمة على إحدى الجزر المصرية بسبب التعدي على جزيرة القرصابة وهو ما يحدث كثيرا بالنسبة إلى الجزر النيلية فما رأيك؟ الحفاظ على جوانب النهر وجزره من صميم مسئولية وزارة الري المصرية، لذا تتم إزالة أي تعديات عن طريق شرطة المسطحات المائية، التعدي على الجزر هو سلوك مرفوض ونحاول التصدي له بكل حزم أما جزيرة القرصابة فهي جزيرة يسكنها بعض المواطنين من دون عقود ملكية وقد اتجهت الدولة إلى تحويل هذه الجزر إلى حدائق ومتنزهات عامة وبدأنا بالجزر الواقعة أمام المعادي وحلوان وتم تحويلها بالفعل إلى حدائق وعندما اتجهت الدولة إلى جزيرة القرصابة وجدت الوضع صعباً حيث ان أهالي الجزيرة يطالبون بتقنين الوضع. ما حجم استهلاك الفرد في مصر من المياه؟ قد تعجب حينما أقول لك إن نصيب الفرد في إسرائيل والأردن يتراوح ما بين 100 و120 مترا مكعبا بينما نصيب الفرد في مصر 960 مترا مكعبا ونحن نحاول أن نستفيد من حصص إضافية بالاتفاق مع دول حوض النيل من خلال المشروعات المشتركة. باعتباركم رئيسا شرفيا للمجلس العربي للمياه، ما المشكلات الخاصة بالمياه في دول الخليج؟ تغلبت معظم الدول الخليجية على مشكلة المياه بتحلية مياه البحر التي تمثل حوالي 60% من احتياجات دول الخليج والباقي يعتمد على المياه الجوفية أو من خلال معالجة مياه الصرف ودول الخليج مضطرة إلى ذلك لندرة المياه بالمنطقة رغم التكلفة العالية لعمليات التحلية والآن تمتلك دول الخليج تكنولوجيا متطورة في هذا الاتجاه. من وجهة نظركم ما الآليات المستخدمة في حل مشاكل دول الطوق في المياه؟ هناك اتفاقيات ولجان خاصة في المجلس العالمي للمياه، بالإضافة إلى إنشاء الأكاديمية العربية للمياه التي تقوم بدراسات خاصة بالعالم العربي، وهناك تعاون سوري لبناني أردني في مجال المياه بل إن هذه الدول لديها اتفاقيات مع إسرائيل والمجلس العالمي للمياه يساند هذه الدول فنيا. تغيرات مناخية - التقارير الدولية تؤكد أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى غرق دلتا مصر مستقبلا.. ما الإجراءات التي تتخذها مصر في هذا الإطار؟ التغيرات المناخية تحدث باستمرار والجديد أن انبعاثات الكربون والغازات من المصانع إلى الجو ستؤدي إلى زيادة درجات الحرارة مما يؤدي إلى ذوبان الثلوج وارتفاع منسوب سطح البحر وبالتالي التأثير في المناطق الساحلية وندرس ما قد يحدث لمنطقة الدلتا من جراء ذلك. لماذا لم تستفد مصر من 13 مليار متر مكعب يتم صرفها في البحر المتوسط سنويا؟ لا تصرف في النيل مياه عذبة إلا وقت الفيضان خلف السد العالي للحفاظ على نقاء مياهه. متى يتم استئناف العمل في قناة «جونجلي« بالسودان؟ نستكمل الدراسات الخاصة بها التي ستطور من وسائل استخدام المياه. هل تحويل أراضي الدلتا المصرية للري بالتنقيط أمر وارد رغم أنه يكلف حوالي 20 مليار جنيه؟ نبدأ بري الحدائق في أراضي الدلتا بمساحة 600 ألف فدان باعتبار أن ري الأشجار يسهل التعامل معها في الوقت الحالي وهناك طرائق أخرى لتطوير الري في أراضي الدلتا من خلال تبطين الترع والمساقي. سمعنا عن دور الطحالب في البيئة المائية فما حقيقة ذلك؟ بعض الملوثات تسبب زيادة في عكارة المياه وبالتالي تقلل من نفاذية الضوء بالوسط المائي ويؤدي ذلك إلى الحد من تكاثر الطحالب التي تعتبر المرحلة الأولى نحو إنتاج المواد العضوية،كما أن لها دورا مهما في البيئة المائية حيث تقوم بتحويل الطاقة الضوئية المكتسبة من الشمس من وجود غاز ثاني أكسيد الكربون والصبغات الخضراء إلى مركبات هيدروكربونية وأحماض عضوية ويتم بناء المواد العضوية والخلايا الطحلبية التي تمثل الغذاء الرئيسي للأحياء المائية الدقيقة البيئة في المائية التي تكون الغذاء الأساسي للأسماك والطيور ويعرف ذلك بالسلسلة الغذائية. هل نقص الطحالب يسبب مشاكل فيما يتعلق بانتاج الاسماك؟ النقص في أعداد الطحالب ونشاطها يؤدي إلى خفض العائد الاقتصادي للثروة السمكية وهذا الاختلال في التوازن البيئي بين أعداد وأنواع الطحالب والأحياء المائية والدقيقة والأسماك تتأثر إلى حد كبير بالملوثات المؤثرة في عكارة المياه ومدى نفاذيتها للضوء.. كما تؤثر زيادة العكارة بالمياه نتيجة للتلوث بالمواد العالقة تأثيراً سلبياً في نوعية المياه كمصدر لمياه الشرب حيث يقضي ذلك على زيادة جرع الشبه المستخدمة في تنقية المياه مما يؤدي إلى زيادة التكلفة الاقتصادية لعمليات تنقية المياه للحركة السريعة للمياه كما أن انخفاض سرعة الماء في المجرى المائي يسبب ترسب الأجسام العالقة في قطاع المجرى المائي أو البحيرات. هل الملوثات تسبب تسمماً للأحياء المائية؟ كثير من الملوثات العضوية ليست لها سمة السمية المباشرة على الأحياء المائية ومن أمثلة ذلك المركبات الهيدروكربونية والبروتينية التي تحمل مياه الصرف الصحي والصرف الزراعي وهذه المركبات قابلة للتحلل بواسطة أنواع عديدة من البكتريا والأحياء الدقيقة التي توجد في البيئة المائية وخلال تحلل هذه الملوثات تستهلك الأمعاء الدقيقة كميات من الأكسجين الذائب بالمياه وتنطلق الطاقة اللازمة لهذه الأحياء. وزيادة تركيز الملوثات العضوية في البيئة المائية تؤدي إلى خفض تركيز الأكسجين الذائب في المياه الذي يعتمد عليه كثير من الأحياء المائية في عملية التنفس وخاصة الأسماك مما يؤدي إلى موتها أو نقص الثروة السمكية وقلة الأكسجين الذائب في المياه عن الحد الطبيعي تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية في نوعيتها ومدى صلاحيتها للاستخدامات المختلفة ففي غياب الأكسجين الذائب للمياه تنشط أنواع البكتريا اللاهوائية التي تعتمد في تنفسها على اختزال أملاح النترات أو البكتريا مما يؤدي إلى تكوين غاز النشادر أو غاز كبريتيد الهيدروجين وهي غازات ذات سمية للأحياء الدقيقة والأسماك.