في كلمته امام قمة مجموعة الثماني الاكثر نموا في العالم الاسلامي والتي استضافتها العاصمة النيجيرية ابوجا طرح الرئيس حسني مبارك رؤية جديدة لتطوير عمل مجموعة الثماني الاسلامية خلال المرحلة المقبلة للارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية ، وتضمنت رؤية الرئيس مبارك " توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات جديدة من الابتكار، مثل "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطوير موارد الطاقة النظيفة مقترحا دراسة إطلاق عدد محدود من المشروعات النموذجية بتلك المجالات في الوقت القريب ودعا الرئيس مبارك في كلمته التي القاها نيابة عنه د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء امام قمة مجموعة الثماني الاسلامية الاكثر نموا بالعاصمة النيجيرية "ابوجا" اول امس الي تحرير التجارة ورفض التوجهات الحمائية وضخ حوافز قصيرة وطويلة الامد في الاقتصاديات لتوفير فرص عمل جدية لابناء دول الثماني والذين يزيد عددهم علي مليار نسمة .اضافة الي استدامة معدلات التنمية وتجاوز الازمة المالية العالمية واشار الرئيس مبارك في كلمته الي المبادئ الأساسية التي ارتكزت عليها مجموعة الثمانية، منذ قمتها الأولي في اسطنبول في يونيو 1997 والتي لا زالت قائمة، بل وتزداد أهميتها، لاسيما فيما يتعلق ببحث سُبل التعامل مع التحديات والفرص الناتجة عن ظاهرة "العولمة". واوضح الأهمية التي تنظر بها مصر لتعزيز الأطر الدولية متعددة الأطراف، لما لذلك من دور هام في نجاح مساعي الدول النامية لتحقيق التنمية الاقتصادية، وتفادي الآثار السلبية للأزمة المالية، والتعامل مع التحديات التي تفرضها ظاهرة تغير المناخ والأمن الغذائي وكفاءة الطاقة، والتأكيد علي ضرورة استمرار مجموعة الثماني في التعبير عن طموحات الدول النامية، والعمل علي وضعها علي رأس أجندة العمل الدولية. وحدد الرئيس مبارك في كلمته علي مجموعة من الاولويات التي يجب ان تضعها دول مجموعة الثماني في الاعتبار وفي مقدمتها الأولوية التي تنظر بها مصر لدفع وتعزيز دور مجموعة الثمانية، باعتبارها منتدي هام لتعميق تعاون الجنوب- الجنوب، والتأكيد علي ضرورة إعطاء دفعة جديدة لأنشطة هذا التجمع. وفي هذا السياق، ترحب مصر بما شهده عمل مجموعة الثماني من ديناميكية خلال العامين الماضيين، خاصة في ضوء انعقاد المؤتمرات والاجتماعات الوزارية حول قضايا الأمن الغذائي والصناعة والزراعة، فضلا عن المشاورات الجارية لإنشاء منطقة تجارة تفضيلية فيما بين أعضاء المجموعة. وأكد الرئيس أن الدول الأعضاء بمجموعة الثمانية تمتلك المقومات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤهلها لتكون نموذجاً للتعاون بين "الجنوب- الجنوب،" الأمر الذي يتعين معه وضع رؤية واضحة لتعظيم المشاركة فيما بين الدول الأعضاء، فضلا عن العمل علي التغلب علي الأثار السلبية للأزمة المالية العالمية، وذلك من خلال تحرير التجارة، ورفض التوجهات الحمائية، وضخ حوافز قصيرة وطويلة الأمد في الاقتصاديات لخلق فرص عمل جديدة، والحفاظ علي استدامة معدلات التنمية. وكان الدكتور نظيف قد اعلن في بداية كلمته اعتذار الرئيس مبارك عن المشاركة في القمة لانشغاله بامر مهم وابلغ جموع الحاضرين تحيات الرئيس وتمنياته لهم بانجاح القمة وتحقيق كافة اهدافها . ومن جانبه اعلن رئيس نيجيريا الدكتور جود لك جونثان اهمية انعقاد الدورة الثامنة لمجموعة دول الثماني الاكثر نموا في هذا الوقت خاصة وان العالم الاسلامي يمر بمرحلة حساسة وانه ينبغي زيادة التعاون التجاري والاستثماري بين دول العالم الاسلامي بشكل اجمع والثماني بشكل خاص واعرب عن امله في ان تنجح بلاده في قيادة المجموعة خلال الدورة الجديدة ولمدة عامين مشيرا في هذا الصدد برئاسة ماليزيا للدورة المنقضية فيما تحدث نائب رئيس وزراء ماليزيا محمد شعراني عن نتائج الدورة المنقضية وقال: ان المرحلة المقبلة تنتظر الكثير والكثير من دول المجموعة لتحقيق طموحات نحو مليار نسمة من شعوب المجموعة وهم ثلث سكان العالم تقريبا وبعد فترة استراحة عقب الجلسة الافتتاحية التقطت الصور التذكارية لرؤساء الوفود المشاركة وكا لعادة استحوذ الرئيس الايراني احمدي نجاد باهتمام وسائل الاعلام المتواجدة في المؤتمر والقي كلمة في الجلسية الموسعة اكد فيها حرص بلاده علي التعاون مع دول العالم الاسلامي وتحقيق الامن الغذائي لشعوبه وعدم الاعتمادعلي الدول الاوروبية وامريكا في الحصول علي الطعام والدواء كما طالب نجاد بالوقوف الي جانب بلاده ضد الدول الاخري التي تحاول اعاقة مسيرتها شأنها شأن بقية دول العالم الاسلامي التي تحرص الدول الغربية الي تقويض حركتها وعمليات التنمية بها فيما اعلن عبد الله جول رئيس تركيا رغبة بلاده الي تطوير عمل مجموعة الثماني الاسلامية مقترحا تبني مشروعات خدمية وانتاجية في بلدان المجموعة والعمل علي تمويلها من خلال انشاء صندوق للاستثمار ,اضافة الي تحسين وضع الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وزيادة مشاركة الدول النامية في عملية صنع القرار الدولي، وزيادة حركة التجارة البينية فيما بين تلك الدول. ودعا جول المجموعة الي ازالة جميع العوائق أمام حركة التجارة البينية وازالة الحواجز الجمركية لزيادة المبادلات التجارية مقترحا انشاء بنوك للبذور ومواجهة التغيرات المناخية ومطالبة الدول المتقدمة بتحمل مسؤلياتها تجاه افعالها التي كانت سببا في الحاق الخسائر للدول النامية وبالاخص العالم الاسلامي مثل التغيرات المناخية والتلوث والازمة المالية العالمية. إعلان أبوجا وقد صدر عن القمة "إعلان أبوجا" الذي تناول عدد امن الموضوعات الاقتصادية، لاسيما فيما يتعلق بسبل مواجهة دول المجموعة لتداعيات الأزمة المالية العالمية، فضلا عن تقييم التعاون القائم بين دول الأعضاء في مجالات التجارة والزراعة والصناعة، إلي جانب إعطاء دفعة سياسية لتنفيذ عدد من برامج التعاون المشترك، علي رأسها إنشاء صندوق مشترك للاستثمار. ودعا البيان الي اعطاء اولوية لنقل التكنولوجيا وتنمية الوقود البديل بما فيه عناصر الطاقة المتجددة والاستخدام السلمي للطاقة النووية اضافة الي دعوة القطاع الخاص في الدول الاعضاء للاستفادةالجيدة والايدي العاملة المتخصصة وتشجيع التعامل المنتظم بشأن فرص الاستثمار مع غرف التجارة. ورحب البيان بالتصديق علي اتفاقية تبسيط اجراءات التاشيرات لرجال الاعمال في الدول الاعضاء من قبل بنجلاديش وايران وماليزيا وباكستان اضافة الي دعوة الدول التي لم تصدق علي اتفاقية التجارة التفضيلية والاتفاقية متعددة الاطراف لسرعة التصديق عليهاوقبول عرض باكستان لاستضافة القمة المقبلة عام 2012 والعمل علي توسيع التعاون في مجال الصحة وتنظيم ورش عمل للصحة الانجابية وجدد البيان عزم الدول الثماني علي زيادة التعاون وتبادل الخبرات في مجالات حماية حقوق العاملين.