محمد عبدالواحد دايما أقول فيها أحلي الكلام، وهي صحيح في نظري أغلي الأوطان، لكن قلقي عليها اليوم خلاني أصرخ وأقول كفاية، أتشاءم لو حد قاللي أصبر معايا، علشان طول عمري مستني قطار الفرج يمر يوم علي أعتابي، ولما قالوا لي رئيس الوزراء صرح وقال: أرجوكم اعطوني مزيدا من الوقت والصبر.. قلت لنفسي وماله مش عيب، لكن رجعت في كلامي تاني وقلت: طيب ما أنا طول عمري أول المضحين واسألوا زلزال 92 أنا كنت نايم في شوارعها مستني دوري في شققها، وفي قطار الموت كنا محشورين صحيح بنوصل بلدنا مهدودين الحيل لكن علي رأي المثل »حمارتك العارجة تغنيك عن سؤال اللئيم«، وفي عبارة الموت شفت أنا واخواتي الويل وصرخت بأعلي صوتي علشان حد يمد ايده ويقوللي انتوا فين ، ولما يصبني المرض بكون مرمي علي رصيف مستشفياتها بانتظر الدور، لما يحن عليّ ممرض أو طبيب ، ولما ديونها زادت خبطت علي بابنا صرخت بأعلي صوت استروني ومتفضحونيش.. ولما كباريها انهارت ضاعت فرصنا في العشش وطارت.. أنا اللي طول عمري لا تاجرت بقوت شعبها ولا شوفت يوم خيرها اللي غيري فيه متمرمغين ولا عمري احتكرت سلعها ولما تيجي الأزمات تقوليلي أنا شد الحزام. وهنا أردت أن استعير كلام زميلي هلال ابراهيم اشمعني أنا اللي حزامي دايما مش علي قدي وغيري دايما حزامه مرحرح ومكفيه، شبعنا بقي من ربط الحزام وصناديق التبرعات، وقلت لنفسي هم ليه الفقراء دايما المتبرعين وسايبين اللي عايش في وسط الأزمات وكأنه في ألف ليلة وليلة ولما يعمل فرح مصر تسهر فيه للصبح، ولما يطاهر ابنه نقوط الأغنيا تملا حجره وتزيد ولما يحب ياكل أكيد مش هتلاقيه واقف زي الغلابة في طابور العيش، ولما يحب يشعر الغلابة انه عايش همومهم وهيطور عشوائيتهم يجتمع ويناقش ويتغدي في فندق خمس نجوم. يارب توب علينا من ربط الحزام ويجينا يوم الفرج ونعيش مرحرحين.