سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استنفار عالمي لمواجهة الأزمة المشتعلة أوكرانيا تستدعي قوات الاحتياط وتحذر من»كارثة وشيكة«
أوباما يحذر بوتين من عزلة دولية والرئيس الروسي يؤكد حق بلاده في حماية مصالحها
»الناتو« يعقد إجتماعا طارئا ويتهم موسكو بتهديد السلم والأمن في أوروبا
بوتين - أوباما اتجهت أنظار العالم الذي أصبح في حالة استنفار الي شبه جزيرة القرم وذلك مع مواصلة موسكو تحركها العسكري للسيطرة علي المنطقة التي تستضيف أسطولها البحري، وذلك رغم تهديدات مستمرة من الجانب الأمريكي. وحذر القائم بأعمال الرئيس في اوكرانيا "اولكسندر تيرتشينوف" من ان بلاده "علي شفير كارثة" متهما روسيا باعلان الحرب علي بلاده بعد موافقة البرلمان الروسي علي ارسال قوات الي أوكرانيا. وفي نداء الي المجتمع الدولي دعا "ترتشينوف" العالم لاتخاذ "خطوات حقيقية" لمساعدة بلاده، مضيفا ان "أي محاولة لمهاجمة منشآت عسكرية هي في الحقيقة عدوان عسكري علي بلادنا وسيجري تحميل الجيش الروسي والقيادة الروسية المسئولية". وأعلن "سكرتير مجلس الأمن" في كييف امس ان بلاده استدعت جميع قوات الاحتياط، وتعمل علي "ضمان الاستعداد القتالي للقوات المسلحة بأسرع وقت ممكن". وأضاف "أندريه باروبي" أن أمرا صدر أيضا لوزارة الخارجية للسعي لكسب مساعدة الولاياتالمتحدةوبريطانيا، لضمان أمن البلاد. ودعا البرلمان الأوكراني الي نشر مراقبين دوليين للمساعدة في حماية محطاتها النووية. وكانت موسكو قد نشرت ستة آلاف من قواتها في القرم، وذكرت وكالة "انتر فاكس" الروسية للأنباء امس ان جنودا روسيين صادروا أسلحة من قاعدة رادار قرب بلدة سوداك ومنشأة تدريب بحرية في مدينة "سيفاستوبول" حيث قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في القرم. كما نقلت الوكالة عن مصدر عسكري بالجيش الروسي امس أن جنوده وصلوا إلي موقع "الدفاع الساحلي" للقوات البحرية الأوكرانية في بلدة "سيمفيروبول" واتخذوا مواقعهم علي طول السياج، داعين قوات كييف الي تسليم أسلحتها قبل ان يبتعد قليلا عن الموقع في وقت لاحق. وفي اشارة الي مساع للتهدئة، قالت،تقارير إن زعيمة المعارضة "يوليا تيموشيكو" التي تحتفظ بصلات طيبة مع بوتين ستغادر الي موسكو للقاء الرئيس الروسي، لكن مكتبها نفي ذلك لاحقا. وفي مكالمة هاتفية جرت مساء امس الأول حذر رئيس الوزراء الروسي "ديمتري ميدفيديف" رئيس الوزراء الأوكراني الجديد "أرسيني ياتسينوك" من عواقب "استخدام العنف ضد المواطنين الروسيين في أوكرانيا". وبعد يوم من تهديده روسيا بدفع "ثمن" لانتشارها العسكري في القرم، حذر الرئيس الامريكي "باراك أوباما" نظيره الروسي في مكاملة هاتفية استغرقت 90 دقيقة من ان الموقف الروسي سيزيد من عزلة روسيا إقتصاديا وسياسيا اذ يمثل انتهاكا واضحا لسيادة أوكرانيا. وقال بيان للبيت الأبيض ان أوباما اقترح علي بوتين وجود مراقبين دوليين في المناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا وذلك لتهدئة مخاوف موسكو بشأن استهدافها من قبل حكومة كييف. لكن الكرملين أكد من جهته في بيان ان بوتين شدد لأوباما علي حق موسكو "في حماية مصالحها ومصالح الناطقين بالروسية إذا تعرضت لتهديد". وكان أوباما قد عقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي لبحث الخيارات السياسية المتاحة لحل الأزمة. وقبل حضوره الاجتماع، أجري وزير الدفاع "تشاك هيجل" مباحثات عبر الهاتف مع نظيره الروسي "سيرجي شويجو". وصرح مسئول دفاعي أمريكي بأنه لم يحدث تغيير في وضع التأهب للقوات العسكرية الامريكية، مشيرا الي إن التركيز "علي الخيارات الدبلوماسية". وفي لهجة متشددة، تحدث وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" عن "غزو واحتلال" روسي للأراضي الأوكرانية يهدد "السلم والأمن" الإقليميين وسيكون "تأثيره عميقا" علي العلاقات الأمريكية - الروسية. وكشف كيري في بيانه عن مشاورات عبر الهاتف أجراها مع نظرائه في العديد من الدول وذلك بهدف "تنسيق الخطوات التالية". وفي اطار حالة استنفار عالمي، أجري أوباما اتصالين منفصلين مع الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" ورئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" بشأن أوكرانيا، كما تحدث الي السكرتير العام للأمم المتحدة "بان كي مون". وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" بأن بلاده تأمل في "تعليق التحضير لقمة مجموعة الثماني في سوتشي في يونيو المقبل والتي أعلن البيت الأبيض ان أوباما سيقاطعها بالفعل مشيرا الي إدانة فرنسا للتدخل العسكري في القرم. وأعلنت كندا استدعاء سفيرها في موسكو للتشاور كما استدعت بريطانيا السفير الروسي لديها لبحث موقف موسكو، داعية الي اجتماع جديد عاجل لمجلس الأمن. وفي مكالمة هاتفية بينهما امس الأول، دعا "بان كي مون" السكرتير العام للأمم المتحدة الرئيس الروسي للبدء بشكل عاجل في حوار مباشر مع السلطات في كييف. وقال الكرملين ان "بوتين" أكد ل"بان" ان موسكو "ستتصرف في اطار القانون الدولي اذا ما جري تصعيد للعنف ضد الناطقين بالروسية جنوب شرق أوكرانيا". وفي بروكسل، قال "أندرس فوج راسموسن" سكرتير عام حلف شمال الأطلنطي "الناتو" امس إن روسيا "تهدد السلام والأمن في أوروبا بتصرفاتها العسكرية في أوكرانيا التي تنتهك مباديء ميثاق الأممالمتحدة، ويتحتم عليها علي الفور نزع فتيل التوترات". جاء هذا قبل ساعات من اجتماع سفراء الدول الأعضاء ال28 في الحلف الي اجتماع طارئ لبحث تطور الموقف في أوكرانيا، وهو اجتماع سبق اخر لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ال28 حول الأزمة الأوكرانية. وكان السفير الأوكراني في مجلس الأمن طلب من الولاياتالمتحدة وأعضاء كبار آخرين بالمجلس المساعدة في حماية وحدة أراضيها. وقال "يوري سيرجييف" عقب اجتماع مغلق للمجلس بشأن الأزمة في بلاده، "يمكننا وقف اتساع هذا العدوان". وقالت سفيرة لوكسمبرج رئيسة مجلس الأمن ان أعضاء المجلس أكدوا في جلسته الطارئة علي استقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها. ودعا بابا الفاتيكان "فرنسيس" الي تجاوز "سوء التفاهم" في أوكرانيا، في حين دعت النمسا وسويسرا وأسبانيا واليابان وألمانيا موسكو الي احترام سيادة أوكرانيا.