عبدالعزيز المرجاوى من روائع الحديث للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، أنه وصف يوماً معركته في التفكير بالمستقبل، فقال: درستُ الابتدائي لأجل المستقبل، ثم قالوا لي: ادرس المتوسط لأجل المستقبل، ثم قالوا: ادرس الثانوي لأجل المستقبل، ثم قالوا: ادرس الليسانس أو البكالوريوس لأجل المستقبل، ثم قالوا: توظف لأجل المستقبل، ثم قالوا: تزوج لأجل المستقبل، ثم قالوا: انجب ذرية لأجل المستقبل.. وها أنا اليوم أكتب هذا المقال وعمري سبعة وسبعون عاماً وما زلت أنتظر هذا المستقبل!! يضيف الشيخ الطنطاوي: المستقبل ما هو إلا خرقة حمراء، وُضعت علي رأس ثور، يلحق بها ولن يصلها؛ لأن المستقبل إذا وصلتَ إليه أصبح حاضراً، والحاضرُ يصبح ماضياً، ثم تستقبل مستقبلاً جديداً.. إن المستقبل الحقيقي هو أن تُرضي الله، وأن تنجو من ناره، وتدخُل جنته. بكلمات قليلة وصف الشيخ معاناة كثيرين منا، حيث نلهث ونسابق الريح نحو مستقبل لم نعرف ملامحه بعد، ونظل ننشغل به ونهتم له ونقلق، وهو بعدُ في علم الغيب لم يدخل حيز التنفيذ في الحياة الدنيا، وننسي ما هو أهم من المستقبل، وهو الحاضر الذي نعيشه ونمتلكه أو نتحكم فيه بعض الوقت قبل أن يتحول إلي ماض لا يعود ولا نتحكم فيه، كما المستقبل الذي لا نتحكم فيه!! حلم سيأتي يوم ولعله قريب سنندم جميعا علي الهوة الشاسعة بين المصريين ومع الأسف تساهم فيها قوي إقليمية وينفخ فيها بعض المتسلقين علي كل شيء وأي شيء من أجل البقاء علي وضعهم وفسادهم مقابل وجودهم في الواجهة المزيفة حتي ولو كان علي جثة الوطن!! أحلم وأؤكد أنني يشاركني في حلمي هذا الكثير من المصريين المخلصين بأن تكون مصر في مقدمة الأمم علما وثقافة وصناعة وزراعة.. دولة قانون وهي مؤهلة لذلك بفضل أبنائها النابغين في كل المجالات ولا ينقصهم إلا توفير المناخ الملائم للانطلاق علي كافة المستويات بعزيمة وإصرار نابعين من إيمان عميق بالله وعظمة هذا الوطن علي مر العصور. هل كتب علينا أن نعيش متفرقين، أما آن الأوان أن نتوحد لنهضة هذا البلد.. يذكرني من يكرر كلمة حب لهذا الوطن وهو لا يعمل لرفعته بالذي يخون زوجته مع أخري ويردد علي مسامعها أحلي كلام ما يجعلها تعيش في أوهام حتي تفيق علي مصيبة نسأل الله أن يجنبنا مخاطرها!! أما آن الأوان أن يريحنا المتسلقون من كلامهم وأوهامهم لأنهم لم يصدروا لنا إلا الكلام وتضييع الأوقات في مساجلات ضيعت من رصيد مصر الكثير!! تلغراف عزيزي محافظ الفيوم.. نظرة علي قري قارون مركز يوسف الصديق رغم موقعها المتميز علي بحيرة قارون ووجود العديد من الآثار بها إلا أنها لا توجد بها أي خدمات لا طرق لا مياه.. الكهرباء مقطوعة باستمرار .. التعديات جهارا نهارا.. إهمال جسيم في كل شيء يا ريت زيارة لرؤية المشاكل علي الطبيعة ولا تعتمد علي التقارير المزيفة غالبا!!! إلي كل التيارات والحركات السياسية.. ضعوا لخلافاتكم خطا أحمر لا تتجاوزوه إذا تعلق الأمر بمصير الوطن... أعتقد أنه من العيب كل العيب أن تكون مصر بسبب خلافاتنا مسرحا لاستعراض عضلات قوي إقليمية متنافرة!!! ارتقوا بمصر فهي تستحق منا الكثير!!