حقيقة فإنني آليت علي نفسي عدم التعامل مع التليفزيون عامة باستثناء بعض البرامج القليلة، من بين هذه البرامج المستثناة برنامج عبدالرحيم علي - الصندوق الاسود -. إنه يعرض مسلسلا من الفضائح المثيرة المتورط فيها قيادات الجماعة الارهابية إلي جانب تلك العناصر التي باعت وطنها واختارت العمل لخدمة المخططات الاجنبية التي تستهدف ضرب استقرار مصر وأمنها القومي. في هذا الشأن وجدت نفسي اختلف مع وجهة نظر عبدالرحيم علي وتعليقاته علي التسجيل المذاع حول لقاء خيرت الشاطر والفلسطيني الارهابي الحمساوي خالد مشعل. إنه لم يكن موفقا في دفاعه عن مواقف مجلس عسكري حسين طنطاوي ومعاونه سامي عنان اللذين قدما مصر المحروسة إلي جماعة الارهاب الاخواني.. تسليم مفتاح إنه وبدلا من الاشارة إلي الاخطاء الجسيمة القاتلة التي ارتكبها هذا المجلس في حق مصر بعد تسلمه أمانة إدارة شئون الوطن.. أغفل الاشارة إلي قراراته الكارثية التي كانت وبالا علي الوطن ومازلنا نعاني منها حتي اليوم.. بداية هذه الاخطاء تمثلت في الاسناد المتعمد لعملية اعداد الاعلان الدستوري البديل للدستور الذي كان معمولا به.. إلي الثلاثي المنتمي للفكر الاخواني.. طارق البشري والدكتور البنا وصبحي صالح. هذا كان يعني أن أول القصيدة كانت كفرا وهو الآن الذي ينطبق عليه المثل العامي الذي يقول.. »سلموا القط مفتاح الكرار«. حرص هذا الاعلان الذي تم الاستفتاء علي بنوده المليئة بالالغام بموافقة هذا المجلس الهمام. كانت أبرز معالم هذا الاعلان الدستوري المريب اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية قبل اعداد الدستور الدائم. كان أمر متعمد أيضا استهدف اتاحة الفرصة لجماعة الارهاب الاخواني الجاهزة للسيطرة علي الدولة بعد نجاحها في سرقة ثورة 25 يناير التي لم تشارك في اشعالها. واثباتا لسوء النية فقد أصم هذا المجلس العسكري أذنيه عن السماح للعديد من الاصوات التي طالبت بأن المسار الطبيعي هو أن يكون الدستور أولا. هذه المطالبات كان محورها أن الدستور هو الأساس الذي تقام عليه مؤسسات الدولة بما في ذلك انتخاب مجلس النواب والرئيس الجديد. جري تمرير هذا الخطأ الفاحش بعلم رئيس المجلس العسكري وأعوانه الذين كان من بينهم متعاطفون مع جماعة الارهاب بل اكثر من ذلك فقد كانت توجد مصاهرة لاحدهم مع قيادة اخوانية معروفة. حدث هذا عمدا رغم علم الجميع بإن التنظيم الارهابي الاخواني هو الجاهز لخوض هذه الانتخابات. هذا التنظيم كان يستند إلي عمليات الخداع والتضليل والتجارة بالدين التي تبناها علي مدي 85 عاما انتظارا لهذه اللحظة. يضاف إلي ذلك توافر ملايين الجنيهات لتمويل الحملات الانتخابية لهم ولعملائهم وعملاء المخطط التآمري الامريكي. لم يكتف التنظيم بهذه المؤهلات وإنما مارسوا أيضا هواية الارهاب المتأصل في لجان الانتخابات دون أي محاسبة. لقد ساعد في استكمال هذه المؤامرة.. تعاظم ظاهرة الانحطاط الاعلامي الذي روج لهذه الجماعة بحجة ان ثورة 25 يناير فتحت أبواب الحرية. انهم لم يلتفتوا بدافع من الجهل أو السطحية أو التواطؤ إلي وقوعهم في براثن ما كانت تتصف به الجماعة في ذلك الوقت ظاهريا بالمسكنة والسعي للاستحواذ علي عطف الاعلاميين والمواطنين . وللحديث بقية