يبدو أن الصبر العربي قد نفد من أفعال الدولة النشاز المارقة للعروبة والقانون، فلم يعد مقبولا ماتقوم به من تحريض وتدخل سافر في الشأن المصري، بعد أن أصبحت مأوي للإرهابيين الهاربين المطلوبين للعدالة للعمل من أجل إسقاط مصر. فقد فاقت أعمال تلك الدويلة مايقوم به أعداؤنا، ولم تعط أي اعتبار للتاريخ والإخوة والعروبة أو أي تقدير لموقف الدول العربية التي تُساند مصر كالسعودية والإمارات العربية والكويت والبحرين وهي الدول الكبري المؤسسة لمجلس التعاون الخليجي فكيف لها أن تتعامل مع تلك الدول العملاقة وهي ترتمي في أحضان أمريكا وحلافائها الأشرار.. بات واضحا للجميع أن قطر لم يرضها أن يقال عنها الدولة القزم وانتهجت سياسة العبث في أمن واستقرار الدول ذات الثقل والتأثير في المنطقة ، وقامت بتمويل عمليات مناهضة للأنظمة الحاكمة التي كانت دوما تضعها في حجمها الطبيعي، ولم يكن أمامها في سبيل تحقيق ماترجوه إلا أن تكون تابعا خانعا لأمريكا فأنشئت أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط علي أراضيها، وكانت فاعلا وشريكا أساسيا في جميع الأحداث التي وقعت في الوطن العربي ابتداء بالعراق ومرورا بتونس وليبيا وسوريا ولبنان ثم مصر مستخدمة في سبيل ذلك أموالا طائلة فاقت ميزانية بعض الدول التي مزقتها الصراعات الداخلية. التطاول القطري ضد مصر بلغ قمته وطال أيضا العرب فلم تقبل الإمارات العربية تطاول شيخ الفتنة علي مصر والعرب فاستدعت السفير القطري وحذرت وشجبت واتبعت كل الوسائل الدبلوماسية، وكذلك مصر فقد انتهجت وزارة الخارجية ذات الإسلوب الدبلوماسي في التعامل مع دولة لاتحترم قواعد العلاقات الدولية الراسخة في المجتمع الدولي، والقانون الدولي الذي يلزم كافة الدول بعدم تدخل أي منها في الشأن الداخلي للأخري. . أصبحت قطر حاضنة ومستقبلة للإرهابيين وهم يمارسون ويواصلون تحريضهم ضد مصر وشعبها وجيشها وشرطتها، واستقبالها لعدد من الإعلاميين المصريين وآخرين منتمين للجماعة الإرهابية يعتلون قناة الجزيرة التحريضية لنشر الفوضي في مصر وقلب الحقائق المتعمد، والتزييف والتزوير لكل مايحدث من أجل تصدير صورة مغلوطة للخارج عما يحدث في مصر، ولم تبد أي اهتمام بطلب مصر تسليم الإرهابيين الهاربين المتواجدين علي أراضيها وفقا للاتفاقيات الدولية وإتفاقية التعاون الأمني المعروفة بالإنتربول... الموقف السعودي الإماراتي تجاه التجاوزات القطرية كان حازما وفقا للأعراف الدبلوماسية وكان سابقا للموقف المصري الذي اكتفي بإعطاء السفير المصري في قطر إجازة مفتوحة وكأن التطاول القطري السافر يوجه إلي دولة أخري ليست بالتأكيد مصر من وجهة نظر خارجيتنا المصرية التي دائما متروية ومتأنية وهادئة في الرد والدفاع عن الكرامة والسيادة المصرية. حمدا لله إن ربنا أكرمنا بدولتين محترمتين تدافعان عن مصر وشعبها، ولكن هذا غير كاف لكي ترتدع تلك الدولة النشاز عن عروبتنا ووحدتنا، فأين جامعة الدول العربية مما تفعلة قطر ضد مصر صاحبة المقر الدائم للجامعة؟ فهذ الموقف يُذكرنا بما حدث أثناء اختيار أمينها العام والدور القطري الذي فرض شخصا بعينة آنذاك، اين القرارات الحاسمة التي ينتظرها المصريون من مجلس التعاون الخليجي لردع تلك الدولة التي فقدت عروبتها؟ إن ماتقوم به قطر ضد مصر ودول عربية أخري لزعزعة أمنها واستقرارها يمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين، يُلزم مجلس الأمن الدولي اتخاذ مايلزم من إجراءات لحفظ السلم والأمن الدوليين وفقا لما ينص عليه ميثاق الأممالمتحدة ، وحتي لوكان ذلك من قبيل الأحلام فمن المهم الإشارة إليه.