اختص الله سبحانه وتعالي مصر بأشياء كثيرة، ووصفت بكنانة الله في الارض والمعني هنا، الجراب الذي توضع فيه النفائس والاشياء الثمينة كما توضع فيه سهام المحارب. ومن النفائس »المرأة المصرية« في قلبها ترمومتر لقياس مدي الخطر الذي يدور حولها، وتقاومه في جلد وشجاعة وقوة الاحتمال والصبر والتعقل، انها »هاجر« التي اصطفاها الله عز وجل لاكبر اختبار لم تتحمله امرأة اخري »هاجر المصرية« جدة العرب وزوجة سيدنا ابراهيم عليه السلام وابنها سيدنا اسماعيل عليه السلام الذي ربته فأحسنت تربيته في ظروف قاسية لم يتحملها احد من البشر، وتأتي السيدة آسيا زوجة فرعون التي ضربت مثلا في التوحيد والتدين وقال عز وجل فيها »وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة« سورة التحريم، هذان المثالان من نساء مصر، كما يحمل لنا التاريخ امثلة كثيرة من الزمن السحيق واهمها الملكة »تيتي شيري« جدة احمس التي مات زوجها في الحرب علي الهكسوس ولم تيأس وشجعت حفيدها وساعدته علي حربه ضد الهكسوس ونجح بفضل الله ثم بتشجيع جدته في طرد الهكسوس، والملكة حتشبسوت التي كانت مصر في عصرها من ازهي البلاد، واستمرت في حكم مصر عشرين عاما، ونجحت المرأة المصرية في عصرنا في شتي العلوم مثل سميرة موسي التي نجحت في أبحاث الذرة، وعندما ارادت الرجوع الي بلدها الحبيب مصر قتلتها الموساد الاسرائيلية، فالمرأة المصرية استطاعت ان تصبح استاذة جامعية ووزيرة وعَالمة، وقبل كل ذلك »أم« تربي وتجمع الاسرة في ترابط دائم وتسهر الليالي من اجل ابنائها، المهندس والمدرس والطبيب والعامل والفلاح والضابط والشرطي، هي ام هؤلاء التي انبتتها ارض مصر ام الدنيا، وفي الاحداث الجارية خفق قلب هذه الام خوفا علي ابنائها من الفتن والارهاب المدمر، ولذلك ضربت مثلافي الشجاعة والحزم وخرجت لتدلي بصوتها علي الدستور الجديد ولم تهب شيئا، في عرس لم تشهده لجان الاستفتاء من قبل، فكان اقبالا تاريخيا لم يشهده العالم من قبل وتصدرت السيدات »الام« المشهد الانتخابي بكثافة، لقد ابهرت المرأة المصرية العالم، وتحول الاستفتاء الي احتفالية كبيرة في حب مصر كي تعود »مصر الأم« الي احضان ابنائها بعد غيابها واختطافها سنة كاملة، واخذت هذه الام تردد قول الله تعالي، بعد خروج بعض الاخوان من المشهد السلمي الي المشهد الارهابي، وهي تردد هذه الآية »أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور«، »سورة الحج«.