ترفع جماعة الإخوان الآن الشعار المقيت الذي يبيح التعاون مع الشيطان من أجل المصلحة الشخصية وتحقيق الأهداف الفئوية وغير القومية.. وقد أعيتهم الحيل وأضناهم البحث عن أي شريك يعينهم علي بلوغ مآربهم وإدراك مطمعهم.. لم يتركوا عدوا كان أم صديقا لتحقيق هذه الغاية والعودة إلي سدة الحكم والمقعد الرئاسي الذي سيظل يراود كوابيسهم وأحلامهم لفترات وفقرات.. وهم في بحثهم عن هذا الشريك يطرقون كل الأبواب ويسلكون كل السبل ويقبلون بممارسة كل الوسائل غير المشروعة قبل المشروعة لهذه العودة المذمومة وغير المحمودة. ولم يعد أمامهم الآن غير بعض الحركات والجبهات التي تزعم الثورية كحركة 6 ابريل.. استغلت كوادر الإخوان التحول المتوقع من حركة 6 ابريل بعد الفضائح والفظائع التي ارتكبها قادتهم والفساد الذي انتشر في أوصالهم بعد التسريبات الهاتفية التي تردد صداها النتن بين جنبات الساحة وتعرض بعض زعمائها لاحكام قضائية عقابا لهم علي التجاوزات والانفلاتات التي ارتكبوها ولم يعبأ الشعب بالتهديد والوعيد الذي انطلق من رفقائهم في دروب الفساد المختلفة فانكفأوا وتقوقعوا في محاولة مستميتة لاستعادة بعض مواقعهم وترتيب بعض أوراقهم ولملمة بعض شتاتهم وكان من الطبيعي ان يهرع عليهم الإخوان من باب المثل الدارج »اتلم المتعوس علي خايب الرجا«. وإذا كان دوافع الشرازم المتبقية من حركة 6 ابريل معروفة ومفضوحة لانها أصلا جماعة ارتدت عباءات الثورية المزركشة والمزيفة في فترة غاب فيها الوعي وقل فيها الحس.. فان دوافع جماعة الإخوان أكثر سفورا ونفورا.. الإخوان أصلا لا يعترفون بالوطن ككيان ومكان ووجود وحدود.. لديهم ارهاصات عقائدية أشبه ببروتوكولات حكماء صهيون يتصورون من خلالها ان ما يسمي بدولة الخلافة قادمة وانه ليس من الوطنية ان نحافظ علي ترابنا وأرضنا ورقعتنا المساحية الموقعة علي الخرائط والمحددة بابعاد ونقاط مسجلة ومدونة.. وانه ليس ثمة أي خيانة في التنازل عن شلاتين وحلايب لاشقائنا السودانيين أو التنازل عن رقعة كبيرة من سيناء المحررة بدماء الشهداء إلي إخواننا الفلسطينيين.. »الإخوان« ليس لديهم أي موانع في التعاون مع اعداء الوطن في أي مكان وبأي اثمان حتي لو عرضت إسرائيل عليهم المساعدة فلن يترددوا في قبول هذا العون وذاك الدعم ما دام سيقربهم ولو لعدة سنتيمترات من السلطة.. الإخوان تعاونوا مع كل الجهات بدءا بالأمريكان وانتهاء بفلول السادس من ابريل.. تعاونوا مع الأمريكان الذين يحاربون حتي الآن لاعادتهم للسلطة حتي وان كانت هذه الحرب الرخيصة تستهدف مصلحة اليهود وليس الأمريكان.. فهم أولاد عمومة.. ولهم أواصر ووشائج عميقة ومتينة.. ولا يوجد عند الأمريكان أي تحفظات في الاتفاق مع العناصر الإسلامية المتشددة مؤقتا حتي ولو كان هذا التوافق ضد المسيحيين المصريين الذين يشاركونهم في الديانات والمعتنقات.. الأمريكان يسعون لتفتيت الدولة المصرية وتشتيت الجيش المصري اللذين يشكلان الشوكة والعقبة الوحيدة في مخططهم لإقامة الشرق الأوسط الجديد بعد ان تمكنوا من إزالة الأشواك الأخري المتمثلة في العراق وسوريا وحتي إيران بعد التجديد.. ولن يكون صعبا علي الإخوان التضحية بالجيش المصري ليتسني للاذناب من الاتباع والاشياع الإشراف عليه والتحكم فيه كما كان يحلم الشاطر والبلتاجي وعبدالماجد.. وإذا كان سهلا عليهم التضحية بالوطن وأرضه وعرضه.. فلن يكون الجيش أغلي من هؤلاء.. الإخوان تعاونوا مع كل الدول المحيطة الصديقة وغير الصديقة.. تعاونوا مع إيران وأفغانستان وحماس ولبنان وليبيا والسودان.. وكانت خدماتهم التي يعرضونهاه بضاعتهم التي يقدمونها مزيدا من التضحية بالمقومات المصرية والتنازلات الوطنية.. هكذا عن الخارج.. أما الداخل ففشلهم في الاحتفاظ بصداقتهم وتحالفهم مع السلفيين حديث الساحة أما حازمون فقد تشتت شملهم وتفرق جمعهم.. واخفقوا في التعاون مع الفلول الذين يرفعون شعار »آسفين يا ريس«.. ولم يعد المرتزقة الذين يستقدمونهم من كل أرجاء المعمورة قادرين علي تنفيذ أغراضهم خاصة مع استعادة الأجهزة الأمنية عافيتها.. ومن ثم فان آخر أوراقهم المتاحة حاليا هم جماعة 6 ابريل.. ولو ان لدي كوادر الإخوان أي حس وطني أو مشعر قومي أو حتي نزاهة في الهدف ورجاحة في الفكر وحصافة في الرأي لأعلنوا توبتهم وكشفوا خيبتهم وسلموا رايتهم للايادي المخلصة والسواعد الصادقة التي تسعي حاليا لإصلاح ما أفسدوه.