صحيح أن مستشفي الأمراض النفسية يستقبل المصابين بلوثة عقلية أو تصرفات شاذة غير طبيعية.. لكن الجديد أن يكون المستشفي مقبرة للمواهب الخارقة.. أصحاب الذكاء الخارق.. والذين يتمردون علي المجتمع من حولهم.. وهذا ما حدث مع حنين.. الطفلة ذات الثماني سنوات التي صادفها المستشار العلمي للرئيس الدكتور عصام حجي.. والذي حكي أنه كان كذلك في صغره.. وكان يحلم بإنتاج صاروخ يغزو الفضاء.. وتحقق حلمه.. لكن بعد أن واصل تعليمه ودراسته.. أما حنين ومثلها أطفال عديدون فقد أودعتهم الحكومة مقبرة الأمراض النفسية بالعباسية.. يقول والدها إن نسبة ذكائها بلغت علي مقياس الذكاء 451٪.. وهي من الحالات النادرة.. وقد تمردت علي المدرسة والمدرسين.. حيث كانت الكتب والدروس التي توزع في المدرسة أقل بكثير من فهمها واستيعابها.. وأن ذكاءها أقوي مما في الكتب المدرسية.. لهذا اصطحبها والدها إلي المستشفي لكي يعيد إليها توازنها مع أقرانها.. وأن يعيد قدرتها علي التعامل مع أقرانها ومن هم في سنها. بالضبط يذكرني هذا التصرف الشائن بمن قتل ابنه لأنه لا يقدر علي رزقه.. وهذا بالطبع محرم في الدين.. لأن الرازق هو الله.. هو الذي يطعم الدود في الحجر.. والطير علي الشجر.. ويذكر بالمثل الشائع »الدبة التي قتلت صاحبها«.. لأن ذبابة تطير فوقه وتسبب له الضيق والكدر.. فبدلاً من أن تقتل الذبابة قتلت صاحبها بغشوميتها.. لهذا أرجو أن تهتم الدولة بهؤلاء النابغين.. حيث كان يجب علي المسئولين عن المدرسة وإدارة التربية والتعليم والوزارة أن تضع هؤلاء في المكان الصحيح الذي يستوعب ذكاءهم.. وأن توفر لهم كل الرعاية بعيداً عن الأسرة التي لم تقدّر هذا النبوغ والإبداع.. وهذه مسئولية افتراضية للأم والأب الذي يلاحظ علي أبنائه وبناته مثل هذا النبوغ أن يسرع بهم إلي المكان اللائق.. وليس مستشفي الأمراض النفسية بالعباسية المكان اللائق بذلك.. ولا عيب في المستشفي.. لأن مهمته يقوم بها علي خير وجه.. أما النبوغ فمكانه البحث العلمي والتطبيقي الذي نفتقده في مدارسنا وفي جامعاتنا. وأنا أؤيد رؤية الرئيس عدلي منصور والمستشار العلمي له الدكتور عصام حجي في أن يكون التعليم هو المشروع القومي لمصر.. لأنه الذي يفتح لنا باب العالمية.. ولابد من استراتيجية ترتقي بالطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية.. وعيب علينا أن نكون في الألفية الثالثة ومازال هناك أكثر من 7 ملايين جاهل في مصر! دعاء »اللهم إني أسألك علماً نافعاً.. ورزقاً طيباً.. وعملاً متقبلاً..« آمين.