تمر مصر حاليا بفترة عصيبة جدا بعد تجربة قاسية ومريرة مع حكم تنظيم الاخوان الارهابي، ولا تقل هذه التجربة بأي حال من الاحوال عن الفترة التي اعقبت هزيمة يونيو 7691 ومن اجل ذلك نحتاج جميعا الي تضافر الجهود والوقوف صفا واحدا علي قلب رجل واحد من اجل عبور هذه المحنة العظيمة والوصول الي بر الامان وتحقيق اهداف ثورتي 52 يناير و03 يونيو وخارطة الطريق. وتأتي عملية التصويت علي دستورنا الجديد يومي 41 و51 يناير الحالي بنعم في مقدمة اسباب عبور هذه المحنة وردا علي تساؤلات الارهابيين هنا وهناك المرجفين في المدن والقري والذين يعمدون الي نشر افكارهم بين المستويات الثقافية والتعليمية الدنيا ويقولون ان هذا الدستور علماني، نقول لهم اذا لم تقرأوا الدستور فهذه مصيبة اما اذا قرأتم ولم تستوعبوا فالمصيبة اعظم.. فالمادة الثانية تنص علي ان الاسلام دين الدولة.. واللغة العربية لغتها الرسمية.. ومباديء الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، كما ان اضافة الالف واللام لكلمة المصدر تعني ان الشريعة الاسلامية هي الاساس في التشريع.. وايضا المادة 35 في باب الحقوق والحريات والواجبات العامة تنص علي »المواطنون لدي القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين او العقيدة او الجنس او الاصل او العرق او اللون او اللغة او الاعاقة او المستوي الاجتماعي او الانتماء السياسي او الجغرافي او لأي سبب آخر.. وان التمييز والحض علي الكراهية جريمة يعاقب عليها القانون، وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء علي جميع اشكال التمييز.. وينظم القانون انشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض«. لهذا فإنني اقول لهؤلاء الارهابيين أليست هذه المادة ترجمة حقيقية للايات القرآنية التي نصت علي المساواة بين الجميع وعدم التفرقة بين المواطنين »إن أكرمكم عند الله أتقاكم« صدق الله العظيم.. وقول المصطفي صلي الله عليه وسلم »لا فضل لعربي علي عجمي ولا ابيض علي اسود إلا بالتقوي« اي ان المواطنين سواء لا تفرقة بينهم الا بالتقوي وهذا يعني في مجمله الاستقامة وعدم اللجوء او الجنوح الي العنف والجريمة. ان دستورنا الجديد هو من انتاج البشر يخضع للخطأ والصواب إلا انه افضل ما انتجت عقول مصر علي مدار اكثر من 002 عام.. والعقلاء يقولون في حكمة »ما لا يدرك كله لا يترك جلة«. ان شعب مصر العظيم امام مفترق طرق اما يكون او لا يكون، اما ان نكون امة واحدة موحدة منذ عهد مينا موحد القطرين الي الان او نكون امة ممزقة تتقاذفها التيارات الارهابية والظلامية التي هبطت علي ارض مصر في غيبة النظام الوطني سواء السابق او الاسبق.. فاذا كان المعزول محمد مرسي قد ساهم بشكل كبير في ايجاد الملاذ والملجأ لهذه التيارات الارهابية المأجورة فإنه ايضا صمت علي تمددها وانتشارها املا في ان تتكرم امريكا وتدعم خطط تقسيم مصر وتحقيق احلام الجماعة الارهابية الدولية.. صراحة لقد اخذت امريكا والجماعة درسا لن ينسوه ابدا مؤاده ان من يفرط في مقدرات وطنه يمكن ان يفرط في كل شيء. اقول لجماهير شعب مصر العظيم: انتم علي موعد يومي 41 و51 يناير للخروج في جحافل وطوفان بشري لنقول للعالم اجمع نعم للدستور لنضع اولي لبنة في صرح الدولة الحديثة فالتصويت بنعم هو ترجمة حقيقية لوثيقة المدنية ي ارساها سيد المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم والتي كانت الاساس الذي بنيت عليه الدولة الاسلامية التي امتدت من اقصي الشرق الي اقصي الغرب.. فالتيارات الارهابية الظلامية التي تدعي الاسلام لا ترجو لمصر خيرا.. وقد وضح للقاصي والداني انها تأمرت علي مصر وفرطت في كل شيء وليس ادل علي ذلك من الذعر الذي اصاب امريكا وقطر وتركيا بعد سقوط تنظيم الاخوان الارهابي الي غير رجعة.. فلقد تأكد لهم ان مشروع الفوضي الخلاقة والشرق الاوسط الجديد قد سقط بسقوط تنظيم الاخوان الارهابي.. كما سقطت محاولات امريكا وللاسف بعض الدول الاوروبية في اللعب علي وتر الفتنة الطائفية بمصر.. فلقد اثبت اشقاؤنا الاقباط انهم كما كانوا دائما علي مر التاريخ يقدرون معني الوطن ومعني الوحدة ومعني الدين ولذلك فان دستورنا الجديد حينما نص في المادة الثالثة علي ان مباديء شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظمة لاحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية واختيار قياداتهم الروحية.. قد اكد الدستور في الوقت ذاته علي عظمة الدين الاسلامي الذي منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه من ان يصلي في كنيسة القيامة في بيت المقدس احتراما للاديان الاخري وحرية العقيدة في الاسلام. نعم سنخرج جميعا لنعزف سيمفونية جديدة وطنية في التاريخ الحديث.. ونقول نعم للدستور لنضع بذلك اول لبنة في صرح مصر الجديدة.. وسنخرج ايضا يوم 52 يناير لمن ارادوا له بداية للفوضي الخلاقة وتفكيك وتقسيم مصر ان هذا اليوم هو الاساس الذي قامت عليه ثورة 03 يونيو.. لنؤكد للعالم اجمع ان الشعب المصري هو الذي يحدد مصيره ومستقبله وهو الذي يضع علامات الطريق الذي يهتدي به ولا يمكن تضليله او الافتئات عليه وعلي حقوقه، حمي الله مصر.. حمي الله الاسلام، حمي الله الجيش والشرطة، وغدا سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.